البعوضة النمر ، اسم أصبح يبعث الرعب و الذعر لدى البعض بسبب تقارير إعلامية هولّت كثيرا من شأن تواجد هذه البعوضة في الجزائر و تصويرها على أنها خطر داهم سيأتي على الأخضر و اليابس ؟ و ما أعقب ذلك روايات انتشرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم حول بطش هذه الحشرة بالبشر صدقها الكثيرون في حين أنها لا تستند إلى أي أساس علمي و ما زاد الطين بلة هي تسميتها التي توحي بأنها من آكلات لحوم البشر ؟ و لكنها لا تختلف في واقع الأمر عن الأنواع الأخرى من البعوض إلا من حيث لونها الأبيض المنقّط بالأسود و هذا سبب تسميتها بالنمر بينما تعرف علميا باللغة اللاتينية باسم Aedes albopictus() و هي كغيرها من البعوض و الحشرات تنقل بعض الأوبئة والأمراض من شخص إلى آخر و ليست مسبب تلك الاوبئة كما يتصور البعض و يروج له الآخر و عليه لا بد من وجود شخص مصاب حتى تقوم هذه البعوضة بنقل الفيروس مثل «زيكا» أو» شيغونغونيا» وأنثى بعوضة النمر فقط هي من تفعل ذلك لأنها تحتاج إلى الدم لوضع و تكاثر بيوضها حسب ما أكده البروفيسور اسماعيل نور الدين ، رئيس مصلحة الأوبئة و الطب الوقائي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي و ذلك لدى استضافته أمس بجريدة «الشعب»، أين نفى كل ما تم تداوله من إشاعات حول آثار لسعة بعوضة النمر سواء عبر وسائل الإعلام أو وسائط التواصل الاجتماعي التي تحدثت عن حصول انتفاخات في منطقة اللسع أو حدوث نتوءات و ثقوب في الجلد و أعراض أخرى ... الخ مؤكدا أن لسعتها لا تختلف عن لسعات الأنواع الأخرى من البعوض المعروف بالجزائر محذرا من نشر هذه الروايات التي قد تؤدي لتشخيص خاطئ للأمراض و الأعراض التي تسبق ذلك ، كما أكد البروفيسور إسماعيل أنه تم رصد خاصيتين اثنتين في بعوضة النمر مقارنة بالأنواع الأخرى و هما كونها تقوم باللسع في النهار على عكس البعوض المعروف بالجزائر الذي ينشط ليلا بالإضافة إلى قدرتها على التكاثر في أسوإ الأحوال المناخية مثل البرد الشديد مؤكدا أن البيض الذي تضعه يتميّز بالصمود ومقاومة برودة الطقس و المبيدات الحشرية كما يمكنه البقاء في التجمعات المائية حتى بعد جفافها لتدب فيه الحياة بمجرد عودة الأمطار أو الرطوبة؟
في الأخير، كم نحن بحاجة إلى ترك الكلمة لأهل الاختصاص وهنا يحضرني المثل الشعبي الليبي القائل « اترك الخبز للخباز حتى و لو أكل نصفه» و بهذا نضع حدا للإشاعات و ما ينجر عنها من مخاوف غير مبررة و هذا هو صلب المهمة الإعلامية.