المرآة غير نظيفة!
مختار سعيدي
28
جويلية
2012
أينما حللت وتجولت تصادفك الأكوام المتراكمة من القمامة في الشوارع الكبيرة والصغيرة في الأحياء والمدن، حيث أصبحت «ديكورا» يشوه المنظر العام للعاصمة، فالروائح الكريهة تنتشر من كل مكان تزكم الأنوف وتسبب الاختناق لبعض المرضى.
تعلمنا ونحن صغارا أن «النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان» عملنا بهذه المقولة في سنوات خلت، وكنا فعلا نسهر على نظافة الأحياء، والشوارع، وننظم حملات تطوعية يساهم فيها كل سكان الأحياء، رغم الحاجة وقلة الإمكانيات.
لكن اليوم انقلبت المفاهيم، رغم البحبوحة المالية التي تعيشها الجماعات المحلية، وتوفر مختلف وسائل رفع القمامة المتطورة جدا، التي لم نكن نراها إلا في الأفلام والدول المتقدمة.
بعد عجز البلديات على التحكم في تسيير القمامة والنفايات المنزلية بسبب التعقيدات البيروقراطية في اقتناء الشاحنات، التي تتطلب إجراءات طويلة قبل المصادقة عليها من طرف الولاة المنتدبين، استعانت بمؤسسة «نات ـ كوم» التي أنشئت خصيصا للقيام بمهمة النظافة وأبرمت عقودا مع أغلب البلديات، لكن العملية على ما يبدو فشلت في بلديات ونجحت في أخرى، ما تسبب في تعقيد «أزمة» النظافة بالأخص في ولاية الجزائر.
بعض البلديات لم تقف مكتوفة الأيدي، بل لجأت إلى طريقة استئجار شاحنات الخواص لإتمام المهمة.. لكن مع كل ذلك لم نصل إلى الحل المنشود المتمثل في القضاء على ظاهرة تراكم القمامة في كل مكان.
وإذا كان من حق الجماعات المحلية ومؤسسة «نات ـ كوم» تبرير العجز بنقص الوسائل، وكثرة النفايات المنزلية في شهر رمضان الكريم، فإنه كان من الأحرى بها مضاعفة ساعات العمل لوضع حد لتراكمات القمامة، التي هي مبعث كل الأمراض وتعكس الوجه غير الحقيقي للجزائر البيضاء ولئن كانت الجماعات المحلية ومؤسسة «نات ـ كوم» تتحملان الجزء الأكبر في هذه الظاهرة، فإن مسؤولية المواطنين لا تنتفي، بل هم مسؤولون عن انتشار المزابل الفوضوية، وعدم التزامهم بتوقيت إخراج نفايات منازلهم.
شوهد:1658 مرة