حركية تنموية محلية ملحوظة، ورهانات هامة وقف عليها المنتخبون المحليون خلال2014، بعد جملة الإصلاحات السياسية، تضمنت تشريع قوانين جديدة حسّنت من دور المجالس البلدية والولائية وأعادت الاعتبار من خلالها للخدمة العمومية والأمل للمواطنين.. احداث التغيير، النهوض بقدرات التنمية وتحسين الظروف المعشية كانت أهم المحاور التي تضمنتها أجندة 2014، في عدد من البلديات على غرار إعادة إسكان أصحاب البيوت القصديرية، تجسيد مشاريع تنموية، ترفيهية وثقافية.في حين لم تخل الساحة المحلية بعدد من المجالس البلدية من المشاكل التي تجسّدت في مظاهر حالة الانسداد الذي عطّل مصالح المواطنين لاسيما الفئات الهشة المرتبطة بالمداولات فجعلت هذه المجالس تعيش حالة جمود وركود، نتيجة سياسة التحالفات التي باتت تتبعها الأحزاب السياسية بغرض تغليب المصالح الشخصية، مقابل تعطل مشاريع التنمية.
وقد تقاطعت أراء المواطنين ممن تحدثوا مع “الشعب” حول أهمية التعليمات التي أصدرتها وزارة الداخلية فيما يخصّ تحسين الخدمات المحلية والرهانات الحقيقية الذي تلعبه المجلس البلدية في النهوض بقدرات التنمية المحلية، وتلبية انشغالاتهم في إحداث التغيير وتحسين ظروفهم المعيشية مع التكفّل بانشغلاتهم.
وفي هذا الإطار، عبّر عدد من شباب الشراقة عن آمالهم في أن تواصل المجالس البلدية وعلى رأسها والي العاصمة في المجهودات المبذولة والتي تشهد لها سنة 2014، تحسين الأوضاع، بدورهم عبر مواطنو بلدية العاشور عن أمانيهم في أن تكون القوانين المشرعة وجملة التعليمات المعلنة من طرف السلطات وعلى رأسها تحسين الخدمة العمومية، مدخلا لإعادة الاعتبار لبلديتهم وتحقيق التنمية التي ترقي وتطلعاتهم، خاصة فيما تعلق بمشكل السكن، الشغل... وغيرها من الملفات العلقة التي لها علاقة مباشرة مع المواطن مع العمل على التكفل بالانشغالات اليومية، خاصة فيما تعلّق بتوفير فضاءات ترفيهية، رياضية وثقافية، وبعث نشاط المراكز والمصالح التي توّقفت عن النشاط منذ أكثر من عقود.
من جهتهم سكان بوزريعة، ورغم نبرة التشاؤم التي طغت على معظم تصريحاتهم حول أهم ما طبع 2014، حيث حملت في طياتها غضبا كبيرا تجاه المجالس السابقة والحالية التي عجزت على إحداث التغيير والتكفل بانشغالاتهم، عبروا عن آمالهم في أن يأتي قرار الوزارة الوصية فيما ما يتعلّق بتحسين الخدمة العمومية ببوادر حسنة.
مواطنو بلدية دالي إبراهيم، أكدوا أن الوتيرة التي شهدها عمل المجالس البلدية خلال هذه السنة من شأنه أن يحقّق نقل نوعية في نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث تستطيع هذه الأخيرة في حال ما تمّ مضاعفة المجهودات والتنقل اليومي لمراقبة ما يتم تجسيده على أرض الواقع والاحتكاك بالمواطن وسماع مشاكله في أن تلعب دورا حاسما في تغيير وجه العاصمة والصورة التي كانت تطبع رؤساء المجالس من قبل.
وأكد عدد من المواطنين من مختلف شرائح المجتمع، في تصريح، عن آمالهم الكبيرة في الاستمرار في تحقيق الرفاهية للوطن وإعطائه الصورة المشرفة على المستوى القاري والدولي كما عهدته دائما، حيث أكد نور الدين طبيب أن الجزائر لطالما حظيت بصمعة مشرفة على المستوى القاري بعد أن ألبسها حكامها حلّة مشرّفة جعلتها تكتسح المحافل الدولية في مختلف المجالات بفضل التعاملات الجدية والسعي دائما وراء تحقيق الأمن والرفاهية لشعبها.
من جهة أخرى، عبّر عدد من سكان بلدية أولاد فايت، السويدانية،سحاولة، الدويرة، درارية، بئر توتة ... عن أملهم في أن يحظى ملف التنمية المحلية خلال 2015، الأهمية الكبرى من خلال إعادة الاعتبار للمناطق التي ما يزال يطالها التهميش بإطلاق مشاريع تنموية جديدة، مع العمل على تذليل المشاكل التي يتخبّط فيها سكان العديد من أحياء البلدية، من اهتراء الطرقات، وانعدام قنوات الصرف الصحي، وكثرة النفايات، وغياب سوق بلدي، ... وغيرها من المشاكل التي تنغّص حياتهم اليومية،عجز منتخبوهم عن إيجاد حلول لها وتذليلها بسبب ما يسمونه بنقص الإمكانيات المادية.
بلديات حقّقت مداخيل فاقت 100 مليار سنتيم
بلدية دالي ابراهيم، القبة، الدار البيضاء، الجزائر الوسطى ...فاقت ميزانيتها خلال 2014 الـ100 مليار سنتيمم، حيث تمكّن من خلالها إعطاء دينامكية أكثر للجانب التنموي، وشهدت بلدية دالي ابراهيم من انجاز عدة مشاريع ومرافق ترفيهية رياضية وثقافية، حيث خصّصت البلدية مرافق ترفيهية لفائدة الشباب من أجل قضاء أوقات الفراغ، كما أطلقت عدة مشاريع خاصة بتهيئة المرافق العمومية بغرض تحسين الخدمة العمومية للمواطنين، وقد تضمّنت هذه المشاريع انجاز ملعب جواري، حسب ما أكده لنا جمال بوغرارة رئيس لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة ومقرر لجنة العمران والتجهيزات والأشغال.
وقد كان حي الرياح الكبرى ببلدية دالي إبراهيم كان من بين البلديات التي استفادت من ملعب جواري، حيث استطاع هذا المرفق العمومي الذي لاقى استحسان الكثيرين بعد أن بات يشكّل القبلة التي يقصدونها بعد انتهاء أوقات العمل أول الدراسة من أجل الترفيه عن النفس وتناسي تعب وضغط اليومي، حيث يستقطب يوميا عددا من شباب الحي الذين يلجأون لممارسة الرياضة على مستواه وبصفة دورية وبتأطير من لجان الحي الذين أسندت لهم مهمة تنظيم الالتحاق بهذا المرفق وتسييره.
ويدخل انجاز مثل هذه الملاعب الجوارية على غرار ما عرفته معظم بلديات العاصمة على غرار بلدية حيدرة، بئر مراد رايس، القبة أولاد فايت في سياق إعطاء ديناميكية أكبر للنشاط الجواري، حيث يتم إنشائها بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، على أن يتم متابعتها وتسييرها والحفاظ عليها من طرف الجماعات المحلية.
استفادت معظم أحياء بلديات العاصمة من ملاعب جوارية تمّ تدعيمها بالعشب الاصطناعي لفائدة الشباب، حيث تدخل هذه المشاريع الرياضية في إطار البرامج المسطرة من أجل إتاحة فرصة للشباب لتحسين أدائهم الرياضي من جهة وتقضية أوقات فراغهم من جهة أخرى.
فتح 20 نقطة مرورية
وتميّزت 2014 بفتح 20 نقطة مرورية ظلت مغلقة لأكثر من 20 سنة لدواعي أمنية باعتبارها مسالك تؤدي إلى هيآت رسمية كانت مستهدفة من طرف الجماعات الإرهابية، وهي العملية التي تدخل في إطار تنظيم حركة المرور بالعاصمة، وذلك أمر والي الجزائر عبد القادر زوخ، هذا الأخير الذي عين واليا على العاصمة خلال 2014، حيث أعطي وبمجرد توليه المنصب أهمية قصوى للجانب الجمالي لأحياء البلديات مع ضمان نظافتها من خلال تجنيد كل الإمكانيات والوسائل البشرية والمادية الكفيلة بنجاح هذه الحملة مع السهر على مراقبة عمال النظافة ومدى مداومتهم مع الوقوف على الورشات الخاصة بجملة الجزائر البيضاء مع تجنيده للمجالس البلدية الشعبية لإعادة الاعتبار للعاصمة والتكفل بانشغالات المواطنين وكسب ثقتهم من خلال الوقوف اليومي على مشاكلهم ومحاولة تذليلها.