عرضت مصالح مديرية البناء والتعمير ببجاية، مشروع الخبرة التقنية للمدينة القديمة، والتي تتواجد في وضعية كارثية تتطلّب التدخل العاجل من طرف الجهات المعنية، حيث يشير التّقرير الذي أعدّه 18 مهندسا من مديرية البناء والتعمير، إلى وجود 1509 سكنات وتجهيزات مهدّدة بالانهيار، وأنّ 26 بالمائة من البنايات متدهوّرة وفي حالة يرثى لها، ومن المفروض أن تهدم لأنّها تشكّل خطرا على قاطنيها، منها 12 بالمائة حالتها متدهورة كذلك، و32 بالمائة متوسطة التدهور، 21 بالمائة قليلة التدهور، أما 9 بالمائة فقط في حالة جيدة.
وهذا التدهور راجع أساسا إلى تسرّبات المياه والمياه الجوفية، وحالة التربة الرديئة التي شيّدت عليها هذه السكنات، وعليه قد اقترح مهندسو هذه الهيئة ترميم كل البنايات بمشاركة مكاتب دراسات مختصة في البناء.
وللتّذكير، يطالب العديد من السكان القاطنين بالمدينة القديمة، السلطات المعنية بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب وقت ممكن، وهذا بعدما تعرضت سكناتهم إلى تصدعات وتشققات خطيرة، حيث أن الوضعية الراهنة أدخلت في نفوسهم رعبا كبيرا، كون المباني التي يقطنون بها قديمة تعود إلى سنوات الستينات، وكانت المصالح البلدية قد وعدت هذه العائلات بترحيلها، إلاّ أنّ هذه الوعود لا تزال تراوح مكانها.
والجدير بالذكر، فقد تدعّمت ولاية بجاية بغلاف مالي بقيمة 59,5 مليار دينار لإنشاء 31500 وحدة سكنية ضمن البرنامج الخماسي 2010 ــ 2014، حيث يتضمن هذا البرنامج إنجاز 16000وحدة سكنية من صيغة السكن الريفي، 9500 وحدة من صيغة السكن العمومي الإيجاري و6000 وحدة سكنية من صيغة السكن التّساهمي، خاصة في ظل الطلب الكبير على السكن، والتوسع الكبير للسكان في المدن الكبرى التي تشهد اكتظاظا كبيرا وتوسعا سريعا للعمران، وكان لزاما على السلطات المحلية التفكير في إنشاء مدن جديدة خارج المناطق الحضرية لاستيعاب الكم الهائل من طلبات السكن، وهو المشروع الذي تحقّق ببلدية وادغير، التي برمجت إنجاز 4270 وحدة سكنية، انطلقت الأشغال بها شهر فيفري الماضي.
وقد بلغ عدد طلبات السكن في عاصمة الولاية لوحدها أزيد من 7000 طلب على أن يتم إنجاز خلال العامين المقبلين أكثر من 8000 حدة من مختلف الصيغ، في انتظار الانطلاق في إنجاز قرابة 10 آلاف وحدة سكنية على المدى البعيد وفق مواصفات حديثة.