يطالب سكان قرية إغيل بوشن التابعة إداريا لبلدية أيت عيسى ميمون ولاية تيزي وزو، بإدراج قريتهم في المشاريع التنموية وذلك لتوديع مختلف المشاكل الناجمة عن افتقار منطقتهم لمشاريع تنهي حياة المعاناة. واستنادا لسكان القرية، فإنّ غياب الغاز الطبيعي يعدّ من بين المشاكل التي تتصدّر قائمة نقائص القرية.
أشار سكان القرية في تصريح لـ “الشعب” أنّهم يعانون أشد المعاناة نتيجة غياب الغاز الطبيعي خاصة في فصل الشتاء الذي تزداد الحاجة الماسة لهذا المورد الحيوي،
وما زاد من معاناتهم قساوة الطبيعة وبرودة الطقس بالمنطقة الواقعة بأعالي قمة جبلية ببلدية ايت عيسى ميمون.
وما أثار حفيظة وغيض السكان هو توقف أشغال مشروع الغاز عند نقطة عبور ازغار بقرية اقاوج الواقعة على بعد 4 كلم عن قرية اغيل بوشن بسبب شركة الانجاز التي تخلّت عن المشروع في مراحله الأخيرة، حيث طالبوا مرات عديدة من المسؤولين الولائيين بضرورة استئناف الشركة المكلفة بإنجاز الأشغال، إلاّ أنّ طلباتهم لم تجد آذانا صاغية حسب السكان، الذين أضافوا أنّهم يضطرون في فصل الشتاء للبحث عن قاروارت غاز البوتان من أجل التدفئة أو الاحتطاب ما حوّل حياتهم الى شبه مستحيلة.
الشباب من جهتهم يعانون من انعدام كلي للمرافق الترفيهية كدار للشباب، مكتبة عمومية أو حتى ملعب عادي، ما تسبب في حرمان مختلف الفئات من ممارسة هوايتهم وصقل مواهبهم خاصة النشاطات الرياضية ككرتي القدم واليد التي تستهوي كثيرا فئة الشباب، ما جعلهم يتسّكعون في المقاهي باعتبارها الأماكن الوحيدة التي تتوفر عليها القرية لتمضية أوقات فراغهم، والقضاء على حياة الملل التي تطبع يومياتهم وسط الغياب الكلي لفرص العمل، وذلك لانعدام هياكل قاعدية أو مشاريع تنموية تنقذهم من شبح البطالة الذي يطاردهم، وأصبح هاجسا حقيقيا يعكّر صفو حياتهم التي تحوّلت إلى روتين قاتل.
كما تفتقر القرية والبلدية بأكملها للأنترنيت التي أصبحت اليوم إحدى التكنولوجيات الضرورية لمواكبة العصر،
والاطلاع على جل التغيرات والتحولات الطارئة بالمجتمعات، حيث صرّح أحد المتخرّجين الجامعيين قائلا: “لطالما سمعنا السلطات تتحدث عن المشاريع المتعلقة بالأنترنيت، والمتمثلة بتدعيم المناطق بالألياف البصرية (الفيبروتيك)، ولكن مضت عدة سنوات وجل المناطق النائية تعاني من العزلة القاتلة لعدم تدعيمها بالتكنولوجيات الحديثة”.
وأمام هذه الأوضاع، دقّ أعضاء لجنة القرية ناقوس الخطر من أجل إثارة انتباه السلطات إلى انشغالاتهم لعلّّها تجد آذانا ضاغية وضمائر حية تعمل على خدمة المصلحة العامة للسكان، الذين لا مكان آخر يأويهم غير أرضهم، داعين والي الولاية للتمسك بوعوده وتطبيقها خاصة وأنّ الظّروف المعيشية القاسية أصبحت تؤثّر على سلوكات شباب المنطقة وتدفعهم للوقوع في بؤرة الآفات الاجتماعية.