الشّجرة المباركـة تحـدث ثورة فلاحيـة

الجــلـفة..إقبال متزايد على زيت الزيتـون المحـلي

الجلفة: موسى دباب

شهدت شعبة زيت الزيتون في ولاية الجلفة تطوّرا لافتا خلال السنوات الأخيرة، حيث قفزت المساحات المخصصة لزراعة الزيتون من 126 هكتار سنة 2000 إلى 10698 هكتار خلال سنة 2024، في نمو كبير يترجم جهود الفلاحين والمستثمرين في هذه الشعبة التي أضحت من أبرز ركائز القطاع الفلاحي بالمنطقة.

 يعد زيت الزيتون من أبرز المنتجات الفلاحية في ولاية الجلفة، حيث تنتشر زراعته في عدد من بلديات الولاية من بينها بنهار، عين الإبل، زكار، حد الصحاري، حاسي فدول، حاسي بحبح، وعين وسارة.
وتعرف هذه المناطق بمناخها الملائم وتربتها الخصبة، ما يجعلها بيئة مثالية لزراعة الزيتون، وسمح بتحقيق متوسط إنتاج يقدر بـ 12 كلغ من الزيتون للشجرة الواحدة، أي ما يعادل حوالي لترين من الزيت.
وتظهر شعبة زيت الزيتون بالجلفة مؤشرات إنتاج واعدة، إذ يبلغ متوسط استخراج الزيت حوالي 14 لترا لكل شجرة، مستفيدة من إدخال الأساليب الحديثة في الزراعة والعناية بالأشجار، ما يضمن إنتاج زيت ذي جودة عالية.

”أرضي” و”دار الضياف”..ركيزتا النّجاح

من العلامات التجارية التي برزت بقوة في سوق زيت الزيتون المحلي والدولي، نجد علامة “أرضي”، التي أحرزت ميداليتين ذهبيتين في مسابقة زيت الزيتون الدولية بأبوظبي، كما حقّقت جوائز مرموقة في مسابقات أوروبية، خصوصا في فئتي “الجودة” و«الصحة”، في منافسة مع دول رائدة في هذا المجال مثل اليونان، إسبانيا وإيطاليا.
وقد أسّس هذه العلامة المستثمر عادل بن عدودة بعين وسارة بولاية الجلفة، وهو الذي عبّر عن فخره برفع راية الجزائر في محافل دولية مرموقة، منوّها إلى أن النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة التمسك بالجودة، واستخدام صنف “الشملال” الممتاز، مع اعتماد تقنية العصر البارد في استخراج الزيت.
أما في بلدية حاسي بحبح، فتعد معصرة “دار الضياف” من أبرز المشاريع الرائدة في إنتاج زيت الزيتون، إذ تشهد إقبالا متزايدا على منتجاتها، المعروفة بجودتها ونقائها واحتفاظها بالفوائد الصحية للزيت. وتستخدم “دار الضياف” تقنيات عصرية في المعالجة والإنتاج، ممّا ضمن لها مكانة مرموقة على المستوى المحلي والوطني.
وقد صرّح الحاج بشير رحال، مؤسّس المجمّع، أنّ “دار الضياف” لا تتنازل عن الجودة مهما كانت التحديات، مشيرا إلى الصعوبات التي يواجهها المنتجون، لا سيما ارتفاع أسعار الزيتون نتيجة الجفاف والحرائق. ورغم ذلك ظلّت “دار الضياف” حريصة على إنتاج زيت يليق بالذوق المحلي والدولي، ومواصلة التّوسّع والابتكار للحفاظ على مكانتها.

مستقبــل مشـرق لزيـت الزيتـون

وعلى الرغم من أن هذه الشعبة تواجه بعض الحديات، غير أنها تفتح في المقابل آفاقا واسعة لتحسين الإنتاج، من خلال تعميم تقنيات الري بالتنقيط، والعصر الحديث، لتقليل أثر التقلبات المناخية ورفع المردودية.
ويتوقّع متابعون أن تواصل صناعة زيت الزيتون في الجلفة تحقيق مكاسب إضافية وطنيا ودوليا، خاصة بعد الإقبال الكبير الذي حظي به الزيت الجزائري في المسابقات العالمية، ما يعزّز من مكانة الولاية كمركز مهم لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز، ويدعم رؤية النهوض بالقطاع الفلاحي الوطني.
ومع بروز علامتي “أرضي” و«دار الضياف”، يبدو المستقبل واعدا لهذا القطاع، لاسيما إذا استمر الإنتاج في التحسن، وتوسعت الاستثمارات، فالجزائر شرعت فعليا في تصدير زيت الزيتون إلى أسواق دولية واعدة، على غرار فرنسا وكندا بفضل تحسن الجودة.
وقد نجحت “أرضي” و«دار الضياف” في دخول هذه الأسواق الخارجية، ما يؤكّد قدرة زيت الزيتون الجلفاوي خاصة والجزائري عموما، على التوسع والمنافسة في السوق العالمية بكل ثقة واقتدار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19777

العدد 19777

الثلاثاء 20 ماي 2025
العدد 19776

العدد 19776

الإثنين 19 ماي 2025
العدد 19775

العدد 19775

الأحد 18 ماي 2025
العدد 19774

العدد 19774

السبت 17 ماي 2025