أعدّت السلطات الولائية لسكيكدة، مخططا لتأهيل حدائق الترفيه والاستجمام والمساحات بإقليم بلديات الولاية، خاصّة في عاصمة الولاية، التي تفتقر إلى حديقة تسلية تليق بهذه المدينة الساحلية، باعتبار أنّ أغلب المشاريع السابقة لإنجاز حدائق، على غرار غابة «قرقر» بوسط المدينة أو بأعالي سطورة، تحولت إلى مشاريع إسمنتية، من مساكن فاخرة وفنادق، وتبقى المساحات الخضراء المبرمجة في أغلب الأحياء السكنية الجديدة صغيرة المساحة، وهي في الأساس مساحات وفضاءات للعب الأطفال.
أشرف، مؤخرا، السعيد أخروف والي سكيكدة، في مسعى تدارك قلّة وجود فضاءات التسلية بالولاية، على إطلاق أشغال مشروع إنجاز حديقة حضرية تتربع على مساحة 25 هـكتارا، بالقطب السكني بوزعرورة ببلدية فلفلة شرقي مدينة سكيكدة، حيث قدم مدير البيئة شرحا مفصلا حول المشروع، الذي خصّص له غلاف مالي قدّر بـ 250 مليون دج، وسيكون مكانا ترفيهيا ومتنفسا لمواطني الولاية، لاسيما وأنّ المشروع يتواجد بمنطقة سياحية بامتياز.
وخصّصت السلطات الولائية، في وقت سابق، اجتماعا حول المشروع الاستثماري لإنجاز حديقة تسلية المتواجدة بحي مرج الذيب وبجانب الميناء الجاف وواد الصفصاف بحضور فاعلين، حيث تم تقديم عرض مفصّل من طرف مكتب الدراسات حول المشروع، الذي ستنطلق به الأشغال في الأسابيع القليلة المقبلة، بمدّة إنجاز تقدّر بـ 24 شهرا، والذي سيستقطب حوالي 3000 شخص يوميا، وتتوفر حديقة التسلية على عدّة مرافق، منها فضائيين للتزحلق على الجليد (Patinoire)، قاعتين رياضيتين،(Salles de sport)، مسبح نصف أولمبي (25 مترا)، عجلة كبيرة دوارة، 04 مطاعم (عصرية+ تقليدية)، مسبح نصف أولمبي (25 مترا)، مساحة للعب مفتوحة، قاعة ألعاب الكترونية، معلب للرياضة (15م*25 م)، شاشة عملاقة.
وبعد الاطلاع على العرض، استحسن المشروع وتمّ تثمينه من السلطات الولائية، لأنّه من المنتظر أن يقدّم خدمات للترفيه والتسلية، والرياضة لمواطني الولاية، خاصّة وأنّ ولاية سكيكدة تفتقر لمثل هذه المرافق التي تخفّف الضغط على المواطن، كما تم التأكيد على صاحب المشروع بالالتزام بمواعيد إنجاز المشروع دون تأخير، مع توفير واحترام كلّ معايير السلامة، وكذا الجودة والإتقان في الإنجاز.
وبرمجت السلطات الولائية لسكيكدة، في إطار بعث إنشاء مرافق التنزه والاستجمام، إعادة تهيئة مركز الردم التقني للنفايات الهامدة لحي بوعباز بأعالي مدينة سكيكدة، الذي كان يستغل من طرف مؤسّسة تسيير مراكز الردم التقني cleanski، إلى حديقة إيكولوجية على مساحة 12 هكتارا، وأسديت توجيهات تقنية حول كيفية تهيئة مع الأخذ بعين الاعتبار بكلّ ما له صلة بالحفاظ على البيئة، كاستعمال الطاقة المتجدّدة في الإنارة العمومية، وإعادة تدوير المياه والفرز الانتقائي للنفايات، مع استعمال هذه الحديقة الإيكولوجية بعد الانتهاء من إنجازها لدعم كلّ النشاطات المتعلقة بحماية البيئية من قبل مديرية البيئة للولاية.
ومن المنتظر جعل هذا الفضاء للترفيه وممارسة الرياضة يتوفر على كافة المعايير في طابع إيكولوجي ومساحات خضراء ومضمار لممارسة الدراجة الهوائية، ومنع استعمال مادة الإسمنت المسلح في إنجاز الأشغال والتأكيد من السلطات الولائية على توفير تجهيزات صديقة للبيئة، مع الاعتماد على الطاقة الشمسية في إنجاز شبكة الإنارة العمومية، ووضع تقنية لجمع مياه الأمطار لاستعمالها في سقي المساحات الخضراء حفاظا على المورد المائي، مع مراعاة كافة شروط السلامة والأمن في الإنجاز، وإلزامية احترام والتقيّد بمعايير وتوصيات مصالح الحماية المدنية باعتبار أنّ هذه الفضاءات مستقبلة للجمهور.