خصّصــــت 80 ألـــف هكتـــار تستــوفي كــــلّ الشــــروط والمؤهّــــــلات

النعامــــــــــــــــــــــــــــــة..نهضـة فلاحيـة وحركيـّة اقتصاديـة متسارعــة

النعامة: محمد أمين سعيدي

 

 كـــــــــــــــلّ أسبــــــــــــاب النجــــــــــــــــاح متوفــــــــــــرة..وآفــــــــــــاق الاستثمــــــــــــــــار واسعــــــــــــة

تشهد ولاية النعامة حركية اقتصادية متسارعة في القطاع الفلاحي بعد الجهود المبذولة للنهوض بهذا القطاع الحيوي وفتح آفاق الاستثمار، مع تقديم كلّ التسهيلات للمستثمرين تنفيذا لتعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بالاهتمام بالقطاع الفلاحي، وخاصة ما تعلق منها بالزراعات الإستراتيجية، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.

النعامة..الأرض المعطاء التي تتوفر على 2 مليون هكتار، لم يكن المستغلّ منها - إلى وقت قريب - يتجاوز 2 بالمائة كمساحة مزروعة، حيث لم تتعد 3 آلاف هكتار رغم توفرها على كلّ المؤهّلات والإمكانات التي يمكن أن تمنحها الريادة في المجال الفلاحي، فهي تمتلك أراض خصبة، ومياه جوفية، والطاقة، وشبكة طرقات هامّة، وغيرها من المؤهّلات التي تتيح لها النهوض بالفلاحة..
اليوم..ولاية النعامة تشهد تغييرا كبيرا نحو الأحسن، بفضل تضافر جهود كلّ الفاعلين، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أهمها فتح آفاق الاستثمار بهذه الولاية، فكان الملتقى الوطني الذي تم تنظيمه، مطلع شهر جوان الماضي، بعنوان “ آفاق واعدة للزراعات الإستراتيجية وتحسين السلالات المحلية “ برعاية رئيس الجمهورية، وبحضور وفد وزاري هام لكلّ القطاعات المعنية على غرار الداخلية، الفلاحة، الري، الصناعة، البيئة، وكلّ المهتمين بالجانب الاقتصادي، وعدد من ولاة الولايات المجاورة إلى جانب 1500 مستثمر من مختلف ولايات الوطن..
 فرصــــــــــــــــــة حقيقيــــــــــــــــــــــــــــة
أكّد المفتش العام بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري نجيب زروقي، خلال إشرافه على اللقاء الوطني مع المستثمرين، أنّ الاكتفاء الذاتي في الزراعات الإستراتيجية ليس هو الهدف في حدّ ذاته، بل يتعدّاه إلى التحرّر من سيطرة وهيمنة الصادرات من المحروقات، وهو الهدف الذي يرونه بعيدا، ونراه نحن  قريبا” يقول المتحدّث، وذلك بفضل سواعد الفلاحين والموّالين والمربّين والمستثمرين كلّ في مجاله، مبرزا أنّ ولاية النعامة تزخر بمؤهّلات هائلة وطموحة، سواء على المستوى الطبيعي أو المستوى البشري، وثروتها الرعوية منها مليون ونصف المليون رأس من الأغنام الذي تزخر به هذه الولاية الرعوية بامتياز، والتي يوليها القطاع الفلاحي - عبر هذه الشعبة - باهتمام كبير، وعليه –يواصل المتحدّث - فإنّ المشاريع المندمجة في إطار الاستثمار الفلاحي سوف تكون “في خدمة هذه الشعبة الحيوية، شعبة تربية الأغنام، وتنمية المناطق الرعوية وترقية السلالة المحلية والوطنية، وحماية هذه السلالة وتطوير شعبة الأعلاف”، وستكون ولاية النعامة أيضا قطبا بامتياز في إنتاج مادة البطاطا والزراعات الإستراتيجية، حيث استفادت من 10 آلاف هكتار مخصّصة لهذا الغرض.
وأكّد زروقي للمستثمرين الذي حازوا فعليا الأوعية العقارية بولاية النعامة، أنّ هذه الولاية النموذج الغنية بمواردها البشرية ومقدراتها الطبيعية، وبأراضيها الخصبة، ومياهها العذبة سهلة الاستخراج قريبة الوصول إليها من محيط الحوض الغربي الغني جدّا بموارده المالية، وباستفادتهم من هذه الأراضي يكونون قد انخرطوا فعليا في تجسيد الرؤية الوطنية الرشيدة للسيد رئيس الجمهورية، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي وتجسيد السيادة الوطنية والانعتاق من هيمنة المحروقات على سوق الصادرات، ما يسمح بالوصول إلى ترشيد الموارد المالية الوطنية، ثم خلق الثروة لتحقيق النمو الاقتصادي، وتحقيق الرقي الاجتماعي.
 وكان زروقي قد أكّد أنّ الدولة الجزائرية التزمت وأوفت بتوفير المدخلات الفلاحية، ومختلف صيغ الدعم التقني والمالي والبشري من عتاد فلاحي، ومتابعة ومرافقة التقنيين والمهندسين لاحترام المسار التقني الزراعي، وكذلك من خلال توفير الأسمدة المدعّمة، والبذور المصادق عليها والمؤمّنة والمدعّمة، إضافة إلى توفير السقي، أو الرعي، أو الدعم في حفر الآبار، وكذلك الآبار الفلاحية، والمسالك الفلاحية في هذه الولاية، والدعم في إنشاء مجمعات وأحواض مائية، وتوفير المبيدات والأدوية، وآليات الرش المحوري، وكافة صيغ الدعم منذ إنطلاق حملة الحرث والبذر، إلى غاية عملية الحصاد والدرس، ثمّ التخزين والنقل والتحويل إلى غاية التسويق والتصدير..لم لا؟ يتساءل زروقي، فقد تم توفير فضاءات التخزين والتبريد، والتحويل، وقد استفادت ولاية النعامة من 08 مخازن جوارية عبر تراب الولاية، في انتظار إطلاق مشروع صومعة لتخزين الحبوب، وكلّ ذلك تمهيدا لاستقبال المحاصيل الزراعية الإستراتيجية ما يعني أنّ كلّ الظروف مهيّأة للاستثمار المنتج.
 وأفاد زروقي أنّ ما يعيشه بلدنا الجزائر في ظلّ الرهانات الجيوسياسية والتحدّيات متعدّدة الأوجه والأشكال في سبيل تحقيق محاور المشروع الوطني لتأمين غذاء المواطن وتحقيق السيادة في شخصها الحيوي، متمحور أساسا حول الغذاء لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ثم الانتقال إلى التصدير ما أمكن، وبالنتيجة الانعتاق من الهيمنة وتحقيق آمال الشهداء.
وسجّل زروقي أنّ مجلس الوزراء لم يعد يلتئم إلا وتتضمّن مخرجاته بندا ثابتا يتعلق بقطاع الفلاحة والأمن الغذائي الذي يشكل أولوية الأولويات في اهتمامات السيد رئيس الجمهورية، ويجدر بنا في هذا المقام أن ننوّه بالمشروع النهضوي الذي أطلقه السيد رئيس الجمهورية بالتعاون مع كافة الكفاءات الوطنية وأصحاب المشاريع والأفكار بغية تطوير الزراعات الإستراتيجية وتفعيل آليات الدعم المختلفة مع السهر على حسن تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية وتعليماته في هذا الخصوص، خلال وأثناء كلّ المناسبات، وكلّ المحطات وكلّ التعليمات.
ومن جهة أخرى، حرص نجيب زروقي على التنويه بمخرجات وتوصيات ونتائج الملتقى الوطني الأول من نوعه الذي احتضنته ولاية النعامة، في الفاتح جوان 2024، الذي حظي برعاية سامية من السيد رئيس الجمهورية وبحضور وإنزال عالي المستوى من السادة أعضاء الحكومة وكافة الفاعلين والشركاء من مختلف القطاعات والاهتمامات حول الإستثمار، فقد شكّل الملتقى ثمرة تجسيد فعلي لمخرجاته الذي كان يهدف إلى إبراز مقدرات ومقوّمات هذه الولاية المجاهدة، وأضاف أنّ تحقيق القطاع الفلاحي 15 بالمائة كمساهمة في الناتج الداخلي الخام سنة 2024، وأنّ تحقيق ما قيمته 37 مليون دولار لم يكن لينجح إلا بفضل مجهودات الفلاحين والموالين عبر كافة الشعب الفلاحية.  
النعامـــــــــــــة..آفـــــــــــــــــــاق واعـــــــــــــــــدة..
وأكّد والي النعامة الوناس بوزقزة  في تصريح لـ«الشعب”، أنّ ولاية النعامة خصّصت 80 ألف هكتار للاستثمار الفلاحي، في محيطات تستوفي كلّ الشروط، واليوم انطلقنا في 34 ألف هكتار، منها 14 ألف هكتار كانت معالجة لبعض الحالات خاصة الحالات العالقة، أيّ الحالات التي استفادت بعد صدور المرسوم في إطار تكفل الدولة الجزائرية بأبنائها أخذنا قرارا بمعية المدير العام للديوان الوطني للأراضي الفلاحية، وبالتنسيق مع السلطات العمومية لتسوية هذه الحالات بمساحة تقدّر بحوالي 05 آلاف هكتار على مستوى الولاية.
 وطبقا لمخرجات الملتقى الوطني، المنظم في الفاتح جوان الماضي، تحت رعاية رئيس الجمهورية، لدينا اليوم 45 مستثمرا بإمكاناتهم وقدراتهم الخاصّة، استفادوا منها في إطار قوانين الجمهورية الجديدة التي أنصفتهم خاصة المرسوم  21 _432  الذي يعتمد على القدرات المالية والمادية، والقضاء على الاستفادة بالطرق الملتوية التي كانت سائدة سابقا، وهذه هي بداية نتائج الملتقى الوطني المنظم بولايتنا.
وقال بوزقزة أنّه بتضافر جهود جميع المستثمرين لتجسيد مشاريعهم على أرض الواقع، بدأنا نلمس نتائجها في وقت قصير، حيث اليوم في إطار المنصة الرقمية، وفي إطار التنافس بين المستثمرين تم تسجيل 371  مشارك ( مترشح ) على 20 ألف هكتار بواد الحرمل بالقصدير، بـ371 مشارك (مترشح )، كما تم ببلدية عين بن خليل فقط، إنتاج 600  قنطار في الهكتار من مادة البطاطا وهذه مؤشرات إيجابية، فـ34 ألف هكتار تجسّدت اليوم على أرض الواقع، ونحن مقبلون على45 ألف هكتار أخرى في إطار الرواق الأخضر، سيتم منحها لمؤسّسات عمومية وطنية وأجنبية وحتى إلى الخواص، وسنواصل على نفس الوتيرة، ونحن في صدد إنشاء محيطات أخرى في كلّ بلديات الولاية.
وأكّد الوالي أنّ النعامة أخذت قطبا إجرائيا فقط بحوالي 10 هكتار جديدة من بين 4 ولايات على المستوى الوطني، مع تدعيم كامل لفتح أبواب المستثمرين حتى تكون النعامة قطبا في هذا المنتوج والتي كانت الولاية لا تعرفه من أصله، ولكن في ظرف قصير جدا لا يتعدّى 6 أشهر، ها هو التغيير والنتائج التي ظهرت تدريجيا وكلّها نتائج ملموسة، وفي إطار المطابقة تم تسوية 1300 مستفيد، ولعلّ ولاية النعامة – يقول الوالي - هي الأولى على المستوى الوطني خاصة وأنّ كلّ المواطنين الذي كانوا يستغلّون أراضي بدون سند، تمّ تسوية عقودهم تلقائيا بشرط الجديّة في استغلال هذه الأراضي والإجراءات لاتزال متواصل تحت متابعة ومراقبة ومرافقة الإدارة الوصية، فالذي لا يخدم الأرض يحرم منها وتنزع منه، لأنّنا نحن اليوم في سباق ضدّ الساعة ومع الوقت واليوم يقول: “نرفع التحدّي فحينما ذكرنا الزراعات الإستراتيجية هي الأهمية الأولى، خاصّة الحبوب والأعلاف لتدعيم الموّالين والحفاظ على الثروة الحيوانية حتى لا نستورد الأعلاف من الخارج، اليوم نتوجه لموّالينا بضرورة رفع الإنتاج الحيوانى وأن يكون الإنتاج محليا خاصّة في زراعة الذرة الصفراء”. كما أنّه يجب تخصيص قطع أرضية للشباب المتخرج من قطاع التكوين المهني، ويجب التكامل بين الفلاحين الصغار والمستثمرين، كما أعطينا تعليمات صارمة من أجل وضع كلّ التسهيلات، خاصّة ما تعلق بمنح رخص حفر الآبار، وفي هذا الإطار، منحنا 1500 رخصة لحفر الآبار، وأيّ مستثمر يجد صعوبة أو عراقيل في هذا المجال يتصل مباشرة بالأمين العام للولاية، إضافة إلى تسهيلات ومرافقة أخرى من طرف الإدارة لهؤلاء المستثمرين، منها فتح مسالك لهذه المستثمرات، والربط بالكهرباء الفلاحية، بل كلّ الدعم لهؤلاء الفلاحين والمستثمرين، من أجل أن تكون نهضة فلاحية على مستوى هذه الولاية، لأنّنا يضيف:«اليوم رفعنا التحدّي ورهاننا كبير، وهو التقليل من فاتورة الاستيراد.”
وطمأن بوزقزة المستثمرين أنّ ولاية النعامة استفادت من مخازن الحبوب وكلّها انطلقت في الإنجاز ستكون جاهزة خلال شهر جوان المقبل، بقدرة 400 ألف قنطار وننتظر إنجاز صومعة جديدة، ورهاننا اليوم تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي وخلق مناصب شغل لأبنائنا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025