باشرت السلطات المحلية لولاية تندوف مؤخراً عملية تحويل سوق الماشية الى موقع جديد بعيداً عن الأحياء السكنية، استجابةً لرغبة المواطنين والموالين في المنطقة، هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من الاجراءات والتدابير التي تهدف الى تحسين الوضع البيئي والاجتماعي بالولاية، وهي بمثابة خطوة هامة نحو تحقيق تنمية شاملة في المنطقة.
يمثّل هذا الاجراء خطوةً هامة نحو تحسين الوضع البيئي في تندوف، حيث تلقّت السلطات المحلية في وقتٍ سابق، العديد من الشكاوى من قبل المواطنين الذين أعربوا عن امتعاضهم من كثرة الروائح المنبعثة من السوق، مما دفع بسلطات الولاية الى البحث عن حل جذري للمشكلة، مع ضمان حقوق جميع الأطراف، ليقرّر والي تندوف تحويل السوق الى منطقة جديدة تبعد بـ 15 كلم عن المدينة.
وفي تصريح خصّ به “الشعب”، كشف والي تندوف، دحو مصطفى، عن حيثيات العملية التي أفضت الى تحويل سوق المواشي الى منطقة آمنة بعيداً عن التجمّعات السكنية، مشيراً في السياق الى أن زحف البنايات الناجم عن “التوسّع الرهيب” في الحظيرة السكنية بالمدينة بفضل البرنامج التنموي الضخم الذي خصصته السلطات لفائدة الولاية، وضع سوق الماشية وسط النسيج العمراني.
ومع تزايد أعداد السكنات والمرافق العمومية بالمنطقة، بدأت تظهر الآثار السلبية لهذه السوق على البيئة والمجتمع، حيث تسبّبت الروائح الكريهة في معاناة السكان استمرّت لسنوات.
وقال والي تندوف أن عملية تحويل سوق الماشية الى موقعه الجديد جاءت بالتوازي مع عدة إجراءات إدارية، حيث تم تعيين المقاول المسؤول عن المشروع ووضع حجر الأساس للمنطقة الجديدة التي ستحتضن السوق. وقد تم تحويل الموالين وتجار المواشي الى المنطقة الجديدة.
وتهدف العملية حسب والي الولاية الى تمكين المواطنين المجاورين للسوق القديمة من تمضية شهر رمضان بدون روائح ولا مشاكل صحية، مشيداً بدرجة الوعي والتعاون الكبيرين اللذين تحلى بهما الموّالون ومواطنو الأحياء، حيث مرّت العملية بسلاسة ودون تسجيل أية تجاوزات أو خروقات أمنية.
وأضاف الوالي قائلاً إنّ هذه الخطوة لا تقتصر على تحسين الوضع البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالولاية، حيث تمكّنت السلطات المحلية من استرجاع وعاء عقاري كبير سيخصّص لإنشاء عدة مشاريع ضخمة ضمن البرنامج التكميلي لفائدة الولاية.
من بين هذه المشاريع - يضيف الوالي - إنجاز 12 ألف وحدة سكنية بصيغة السكن الريفي، وهو ما يعدُّ مكسباً كبيراً للولاية وحافزاً قوياً لاستقطاب المزيد من الاستثمارات في العديد من القطاعات، ما يعزّز من ديناميكية المنطقة، ويحقّق نقلة نوعية في تنميتها الاقتصادية.
وتابع والي تندوف قائلاً إن عملية تحويل سوق المواشي واسترجاع العقار تندرج في إطار تجسيد رؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي تهدف الى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف ربوع الوطن. مثل هذه المشاريع الكبرى التي يتم تنفيذها في الولاية، يقول والي تندوف، تعكس التزام الدولة بتحسين الحياة اليومية للمواطنين، وتعزيز البنية التحتية، والارتقاء بالتنمية المحلية، كما أنها تساهم في تحقيق توازن بين النمو العمراني والتنمية البيئية والاجتماعية.
