استفاد 57 فلاحا ينشطون في المناطق الجبلية لبلدية بوقرة من 8000 شجرة مثمرة، وزّعتها عليهم مديرية المصالح الفلاحية للولاية تجسيدا لبرنامج السلطات، الذي يهدف إلى استقرار ممتهني الفلاحة الجبلية بأراضيهم والاعتماد عليهم في حماية الغابات.
شهد العقدان الأخيران انتعاشا كبيرا للفلاحة الجبلية بولاية البليدة لا سيما الجهة الشرقية في بلديات حمام ملوان، بوقرة، ولاد سلامة، بوقرة وصوحان، حيث أصبح هذا النشاط مصدرا رئيسيا للدخل بالنسبة لساكنة المناطق الجبلية.
وانتعشت الفلاحة الجبلية بفضل تحسن الأوضاع الأمنية في المناطق الجبلية ممّا سمح لمئات الفلاحين من العودة إلى أراضيهم للاستثمار فيها سواء في الزراعة أو تربية الحيوانات، لدرجة أنهم أسّسوا جمعية خاصة بهم من أجل المطالبة بتحسين ظروف العمل مثل توفير الكهرباء لهم لاستغلالها في السقي، وكذا تشييد أحواض تسهل لهم سقي محاصيلهم.
بدورها بذلت السلطات جهودا كبيرة سمحت بعودة هؤلاء الفلاحين إلى أراضيهم، حيث قامت بتعبيد بعض الطرقات كما هو الحال بالنسبة للطريق الرابط بين التجمع السكني «مقطع لزرق» ومنطقة السباغنية الريفية في بلدية حمام ملوان، فضلا عن شق مسالك ترابية تسمح بتنقل مركبات أعوان الغابات والفلاحين على حد سواء، وفي هذا الصدد علمنا بأن السلطات المحلية بولاية البليدة قامت بتأهيل 48 كيلومترا من الطرقات الريفية، وشقت مسالك جديدة بمسافة 14 كيلومترا.
وأصبح الفلاحون الناشطون بالمناطق الجبلية يسهمون في تموين السوق بمنتوجات طبيعية خالصة أو بالأحرى بيولوجية، خالية من المواد الكيماوية التي تنجم عن الاستعمال المفرط للأسمدة، ونظرا لأهميتها بالنسبة لصحة المستهلك فقد أصبحت هذه المتوجات تعرف إقبالا كبيرا عليها ممّا شجع الفلاحون الجبليون على توسعة استثماراتهم.
ولعل ما يُفسر توسعة هذا الاستثمارات هو غرس 13296 شجرة زيتون عبر الولاية بفضل الدعم الذي وفرته الدولة، بالإضافة إلى 18267 شجرة مثمرة، غالبيتها من أشجار اللوز (3000)، وهو صنف انتشر بشكل كبير بالمنطقة في السنوات الأخيرة، بفضل محصوله العالي بشكل ملحوظ مقارنة بأصناف أخرى من الفواكه المجففة.
كما يتوفر عدد كبير من أشجار الرمان تمت زراعتها بمنطقة حمام ملوان، بالإضافة إلى أشجار التين وأشجار الكرز وأشجار المشمش.
وفي إطار الجهود المبذولة لتعزيز الزراعة الجبلية، تم إطلاق برنامج خاص لغرس أشجار الخروب في المناطق الجبلية، بما في ذلك ولاية البليدة، وخلال حملة 2023-2024 وحدها، وبهدف تطوير هذا القطاع وضمان مصدر دخل إضافي لسكان هذه المناطق، تمّت زراعة أكثر من 8000 شتلة خروب.
وبحسب مسؤولين في الخدمة الزراعية، أصبحت شجرة الخروب خلال السنوات الأخيرة موضع اهتمام متزايد من قبل المزارعين، بما في ذلك العاملين في المناطق الجبلية، نظرا لسهولة تسويقها نظرا لحجم استغلالها، لا سيما الصناعات الدوائية والتجميلية والغذائية.
وتشهد شعبة تربية النحل تطورا متزايدا، رغم الجفاف الذي أدى خلال السنوات الأخيرة إلى انخفاض الإنتاج، حيث يوجد عدد كبير من النحالين بحسب مديرية المصالح الفلاحية التي وزعت منذ سنة 2019، أكثر من 4040 خلية نحل كاملة و71 مستخرج عسل، بالإضافة إلى 228 معدات خاصة لنشاط تربية النحل، ومن أصل أكثر من 6000 طلب للاستفادة من هذا الدعم، حصل 400 مواطن من المناطق الجبلية، من بينهم حوالي عشرين امرأة.