كثّفت السلطات المحلية لولاية الجلفة جهودها للسيطرة على داء اللشمانيا الجلدية، الذي سجل ظهوره في 20 بلدية عبر مختلف مناطق الولاية، حيث أكد مدير الصحة بالولاية، خالدي عامر، أن الوضعية الصحية تحت السيطرة، مشيرا إلى أن المرض ليس خطيرا، ويتم التعامل معه وفق برنامج وقائي بإشراف وزارة الصحة.
أوضح المسؤول عن قطاع الصحة، أنّ الولاية اتخذت خطوات حاسمة لتعزيز قدرات الاستجابة الطبية، منها توسعة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، بإضافة 20 سريرا بمستشفى محاد عبد القادر و12 سريرا بمستشفى الإدريسية، كما تم تأمين مخزون يتجاوز 2000 قنينة من الأدوية، بالتنسيق مع الصيدلية المركزية ببسكرة لضمان استمرارية العلاج. وتنفيذا لتعليمات والي الولاية، أطلقت مديرية الصحة فرقا طبية لتنفيذ حملات مسح واسعة في المناطق المتضررة مثل التوازي والقديد، بهدف تشخيص الحالات والتكفل بالمصابين، كما شهدت البلديات المتأثرة حملات رش مبيدات بالتعاون مع مصالح البيئة للحد من انتشار المرض.
وبحسب الإحصائيات، تم تسجيل 660 إصابة بين 28 أكتوبر و18 نوفمبر، شفي منها 240 حالة، فيما تواصل الحالات الأخرى تلقي العلاج الموضعي في المرافق الصحية.
وأشار خالدي إلى أن 90 % من المصابين لجأوا في البداية إلى العلاجات التقليدية، معتقدين أن الأعراض مجرد أكزيما، قبل أن يدركوا طبيعة المرض ويتوجهوا دفعة واحدة إلى المرافق الصحية للحصول على العلاج المناسب. ودعا مدير الصحة إلى تعزيز النظافة البيئية والالتزام بالإرشادات الطبية، مؤكدا أهمية التفاعل الإيجابي مع الجهود الوقائية للقضاء على المرض.
من جهته، أكّد بوعبدلي بلخير، متصرف رئيسي بمديرية البيئة بالجلفة، أن المديرية أطلقت حملة توعوية وتحسيسية، بالتنسيق مع قطاعات التربية، الصحة، والمصالح البلدية، من 18 نوفمبر الجاري إلى غاية 19 ديسمبر، وأوضح أن الحملة تركز على القضاء على المياه الراكدة التي تعد بيئة مثالية لتكاثر بعوضة الرمل، الحاضنة الرئيسية للمرض.
وأضاف “استهدفنا المدارس والمناطق الأكثر تضررا، مثل منطقة التوازي ومدارس ابتدائية كمنادي عيسى، ومتوسطة سيدي عبد العزيز الحاج بالشارف، إلى جانب جولات توعوية في مختلف الأحياء”، كما شملت الحملة توزيع مطويات توعوية تتضمن نصائح للوقاية من داء اللشمانيا، مثل التخلص من القمامات الفوضوية والمياه الراكدة، والتأكيد على خطورة خروج الأطفال عند الغروب وقت انتشار البعوض، بسبب ضعف مناعتهم، مع تجنب الاقتراب من الكلاب الضالة. ودعا إلى الالتزام بالنظافة العامة واستخدام ستائر المنازل لمنع دخول بعوضة الرمل، معتبرا ذلك من أهم وسائل الوقاية.