تعد بلدية ميزرانة، التابعة لدائرة تيقزيرت، بولاية تيزي وزو، من بين المناطق المعزولة، نظرا لموقعها الجغرافي حيث تقع وسط غابات الولاية، ما جعلها تصنّف ضمن المناطق المحرومة.ولعل ما زاد في تأزم أوضاع البلدية، أنها لاتزال لحد ليوم تعرف عمليات إرهابية بين الوقت والآخر، كون موقعها يعتبر أحد المعاقل الحصينة للجماعات الإرهابية بتيزي وزو والمتمثلة في أدغال ميزرانة الحدودية مع ولاية بومرداس.
تفتقر البلدية لعيادة صحية تقدم الخدمات اللازمة لسكان المنطقة، حيث يقتصر دور قاعات العلاج الموجودة فيها على تقديم الإسعافات الأولية، كما يطرح مشكل انعدام سيارة إسعاف لتحويل الحالات المستعجلة لمستشفى تيقزيرت، إذ يضطر أهل المريض لنقله بإمكاناتهم الخاصة، متحملين المخاطر التي قد تعترضهم في الطريق. وإلى جانب النقائص المذكورة، نجد بعض المرافق قد أصبحت هيكلا بلا روح حتى قبل استغلالها، إذ عززت العيادة متعددة الخدمات الموجودة في وسط البلدية، بمصلحة خاصة بالأمومة، إلا أنها لم تستغل وبقيت مغلقة لعدم تجهيزها وتزويدها بالإمكانات المطلوبة·
وفي ظل النقائص المطروحة، يناشد السكان الجهات المعنية بضرورة تدعيم التغطية الصحية بالمنطقة وتعزيز عيادة البلدية المتعددة الخدمات بالأطباء المختصين·
من جهتها تشكو هذه المنطقة السياحية الهادئة من مشكل النفايات، حيث رصدت مديرية البيئة بولاية تيزي وزو، غلافا ماليا قدر بـ44 مليار سنتيم موجه خصوصا لإنجاز مركز ما بين البلديات للردم التقني للنفايات المنزلية واُختيرت قرية القلعة بتيقزيرت لاحتضان هذا المشروع الذي أصبح وجوده ضروريا بالنسبة للبلديات الساحلية للولاية، نظرا لانعدام فضاءات مخصصة لجمع النفايات المنزلية، الأمر الذي أدى إلى انتشار المفرغات الفوضوية عبر طرقها.
المشروع لايزال يلقى معارضة كبيرة من طرف السكان، الذين تمسّكوا برفضهم المطلق لهذا المشروع رغم علمهم بأهميته· فلم يعد أمام السلطات والسكان سوى التسيير التقليدي للنفايات عن طريق حرقها، الأمر الذي يؤثر سلبا على المحيط وكذا الوجه الجمالي للمنطقة ذات الطابع السياحي.
كما يطرح مشكل نقص المياه الصالحة للشرب بشدة في بعض قرى بلدية ميزرانة، إذ لا تزال الكثير من العائلات تعتمد على مياه الينابيع في جل الاستعمالات اليومية. وتعد قرية بومقر بتيبشارين أكثر المناطق تضررا من هذا المشكل، حيث يتم تزويدها حاليا من بلدية أعفير ببومرداس، في انتظار إنجاز خزان خاص بالقرية مستقبلا، ومن المنتظر أن تتعزز شبكة المياه بميزرانة بتلك المستقدمة من سد تاقسبت لتموين شمال تيزي وزو. كما يعاني تلاميذ الطور الابتدائي من انعدام النقل المدرسي، حيث يوفر لتلاميذ الطورين المتوسط والثانوي فقط، ويأمل هؤلاء في حلّ هذا المشكل خلال الموسم الدراسي القادم.
كما يطالب سكان ميزارنة في السنوات الأخيرة، بتوفير الأمن في المنطقة، خاصة وأن الإرهاب لم يعد التهديد والخطر الوحيد الذي يواجهه السكان، بل هناك الجماعات الإجرامية التي تتجرأ على السرقة جهاراً نهاراً، مثلما حدث مع مركز البريد قبل سنتين، وقد أنجز مقر للدرك الوطني في مدخل البلدية، إلا أنه وقبل يومين من استلام الوحدة ودخولها حيّز الاستغلال، أقدمت مجموعة من الشباب على حرقه وتدميره كليا، وبقيت تلك الوحدة لغاية الساعة مهجورة وشبيهة بالأطلال، رغم أن أمر إنجازها جاء استجابة لمطالب السكان بتوفير الأمن.