كشفت الحماية المدنية لولاية تلمسان أن مصالحها قد سجلت أكثر من 1000 حادث مرور خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، ما نجم عنه أكثر من 100 قتيل والعشرات من الجرحى حيث أوعزت مصالح الأمن 80 ٪ من هذه الحوادث للسائقين و10 ٪ إلى الطرقات و10 ٪ إلى نوعية المركبات، هذا وصنفت مصالح الأمن 4 طرق وطنية كبرى والتي تسجل أكبر عدد من حوادث المرور على رأسها الطريق الوطني رقم 22 والطريق الوطني رقم 35 والطريق الوطني رقم 98 والطريق الوطني رقم 7 ما جعل السلطات الولائية تتخد إجراءات واضحة في هذا الملف .
وأمام كثرة الحوادت المرورية في بعض الطرقات اتخدت مديرية الأشغال العمومية على عاتقها إصلاح مختلف النقاط السوداء ومعالجة المخاطر بها للقضاء على مكمن الخطر الذي تتسبب فيه الطرقات في حوادث مميتة، حيث كشف مدير الأشغال العمومية لولاية تلمسان في تصريح خاص لـ “الشعب” أن مصالحه سطرت برنامجا خاصا للقضاء على البؤر السوداء للتقليص من حوادث المرور، وفي هدا الصدد فقد تم إطلاق مشروع إزدواجية الطريق الوطني رقم 7 في شطره الرابط ما بين مغنية ومرسى بن مهيدي على مسافة 60 كلم لتخفيف الضغط على مرتاديه خصوصا في فصل الصيف أين يعج بالألاف من المصطافين المتوجهين إلى شاطئ مرسى بن مهيدي المعروف بكثرة السياح صيفا ومعه كثرة حوادث المرور وعليه فقد تم تسطير برنامج لطريق ساحلي والذي أطلق جزئه الرابط مابين الغزوات ومرسى بن مهيدي على مسافة 58 كلم من ناحية أخرى أجريت الدراسة لمشروع ربط الطريق السيار بميناء الغزوات على مسافة 41 كلم عبر مدينة ندرومة حيث من شأن هذا الطريق أن يخفف الحوادث على الطريق الوطني رقم 98 من جهة والطريق الوطني رقم 7 من جهة أخرى كما يجري ربط الطريق السيار بمدينة العريشة على مسافة 70 كلم وهو المشروع الذي سيكلل بربط الطريق السيار بطريق الهضاب العليا المبرمج من قبل وزارة الأشغال العمومية وبالتالي تخفيف الضغط على الطرق الوطني رقم 22 و 7أ وبعض الطرق الولائية كالطريق الرابط ما بين أولاد ميمون وسبدو وفي نفس المجال فقد أجريت الدراسة من أجل ازدواجية الطريق الوطني رقم 35 في جزئه الرابط ما بين قرية سيدي ميلود بالرمشي ومغنية على مسافة 43كلم ومن شأن هذا العمل أن يفك الضغط على هذا الطريق الذي يعرف حركة مرورية كبيرة ويقلص حوادث المرور بها حيث يصنف هذا الطريق الأول من حيث حوادث المرور.
من جانب أخر ستنطلق عملية إزدواجية الطريق الوطني رقم 22 في جزئه الرابط ما يين النعامة وتلمسان أواخر 2014 بعد أنهيت الدراسة التقنية له وهو ما سيقضي على منعرجات تيرني الخطيرة ومرتفعات منصورة وتزاريفت التي تصنف كمقبرة السائقين، كما تجري الأشغال لتهيئة الطريق الوطني رقم 2 وربطه بالطريق السيار لربط مدينة عين تموشنت بالطريق السيار عبر بلدية بن سكران هذا الطريق الذي من شأنه القضاء على الحوادث على هذا الطريق ويعيد الحركية لطريق وهران المار ببلدية بن سكران ما سيخفف الضغط على الطريق الوطني رقم 22 كما سيتم تهيئة الطريق الوطني رقم 106 الرابط مابين جبالة وندرومة على مسافة 10كلم والطريق الوطني رقم 100 الرابط مابين تلمسان وبني سنوس على مسافة 36 كلم كما تم تخصيص مبلغ 100مليار سنتيم لتهيئة الطرق البلدية والولائية، وللقضاء على الحوادث في ملتقيات الطرق فقد تم إنجاز 4 محولات طرقية بإقليم بلدية الرمشي، الأول على مستوى الطريق الوطني رقم 22 والطريق المؤدي إلى بلدية عين يوسف ومحول أخر على مستوى المدخل الشمالي لمدينة الرمشي فيما سينطلق الثالث مابين الطريق الوطني رقم 22 والطريق الوطني رقم 35 على مستوى قرية سيدي ميلود والرابع على مستوى النقطة الكيلومترية رقم 35 ومن أجل تخفيف الضغط على مدينة تلمسان تجري الدراسة لأقامة نفقان ومابين 2 و3 ممرات خصوصا بمنطقة الجامعة التي تعرف حوادث مرور كثيرة كما انطلقت الاشغال لأقامة نفق بمدينة مغنية لتقليص حوادت المرور بالطريق الوطني رقم 7 الذي يقسم المدينة إلى قسمين ويشكل خطرا على سكان مغنية خاصة مهربو الوقود الذين يملكون سيارات مهترئة ويسيرون بسرعة جنونية .
مراكز جديدة للحماية المدنية وإجراءات ردعية
أمام كثرة الوفيات بفعل تأخر التدخلات قامت مديرية الحماية المدنية لولاية تلمسان بتدعيم مخططها الهيكلي والبشري وفي مجال العتاد لضمان التدخل العاجل في أقصر وقت ممكن، حيث أكد مدير الحماية لولاية تلمسان عن برمجة مشاريع كبرى لقطاعه بالمناطق المصنفة في الخانة الحمراء حيث تم إقامة مركزين بكل من باب العسة وبوكانون ليتم التكفل بالطريق الوطني رقم 7 كما تمت برمجة مركزا أخر بمنطقة الغزوات وثالث بفلاوسن لتدعيم مركزي ندرومة والنقطة الكيلومترية رقم 35 لضمان التكفل بالطريق الوطني رقم 98 كما تم إنشاء مركز جديد بالرمشي وأخر بالعريشة للتكفل بالطريق الوطني رقم 22 من جانب أخر قامت مديرية الصحة ببرمجة 3 مستشفيات بالمناطق التي تصنف بالمراكز الخطرة حيث تم إطلاق مشروع مستشفى بـ 60 سرير مرسى بن مهيدي لتدعيم كل من مستشفيات ندرومة والغزوات ومغنية والمركز الصحي بباب العسة، كما تمت إقامة مستشفى جديد بمدينة الرمشي لتخفيف الضغط على مستشفى تلمسان، من جهة أخرى تم إقامة مستشفى جديد بأولاد ميمون 33كلم شرق تلمسان للتكفل بالجرحى عبر الطريق الوطني رقم 7 كما تجري الدراسة لأقامة مستشفيات بكل من بن سكران والعريشة وصبرة وبني سنوس لمحاصرة خطر حوادث المرور
وأشارت مصالح الدرك الوطني أنها قد باشرت مخططا ردعيا في حق السائقين المخالفين خصوصا خلال موسم الصيف أين تكثر الأفراح، الذهاب نحو البحر وما يصاحبه من تعاطي للمشروبات الكحولية حيث أكد قائد الدرك الوطني أن الطرقين الوطنيين رقم 7و 22 يزداد خطرهما خلال فصل الصيف خاصة في ظل تواجد الحانات بمناطق بني صاف والمناطق الساحلية ما يزيد من حوادث المرور التي تضاعفت بالثلث خلال موسم الاصطياف ما أستوجب على مصالح الدرك إقامة حواجز ثابثة ودوريات بالطرق المؤدية إلى الشواطئ في مخطط ردعي الهدف منه تقليص حوادث المرور، من جهة أخرى أشار مدير الأمن الولائي أن مصالحه قد قامت بمخطط ردعي للمخالفين من خلال سحب رخص السياقة وأكثر من ذلك فقد خصصت حواجز ثابتة بمداخل المدن وأهم شوارعها مع دوريات للتصدي للسائقين المتهورين، وحملت صالح الأمن مدارس السياقة والعائلة المسؤولية الكبيرة في ارتفاع منحى حوادث المرور التي تحصد سنويا المئات من الضحايا خاصة أصحاب مدارس السياقة الذين يمنحون رخص سياقة لشباب متهور وبعض الأحيان لأطفال صغار الذين لا يمتازون بالمسؤولية ما يجعلهم يرتكبون مجازر مرورية في حق أنفسهم وغيرهم.
