يعاني مواطنوا قرية تابو عنانت الواقعة في بلدية اغيل علي، من عزلة قاتلة بسبب انعدام وسائل النقل على مدار السنة، حيث أبدوا تذمرهم من الأوضاع المزرية والتهميش الذي يعيشونه، نظرا لافتقار قريتهم لأدني مظاهر التنمية التي يتطلب توفرها، حيث أكد السكان لـ« الشعب” أن غياب وسائل النقل التي تعد من أبسط مظاهر التنمية، يجبرهم على السير لمسافات طويلة على الأقدام من أجل بلوغ القري المجاورة وحتى نحو وسط البلدية، كون الطريق الوحيد الذي يربط قرية تابو عنانت بالطريق الوطني رقم ١٠٦ قد تآكل كثيرا ويتواجد في حالة مزرية، لذلك يعتبر السبب الرئيسي لرفض أصحاب حافلات النقل عبوره، ويضطر السكان للتنقل سيرا على الأقدام مسافة ٥ كلم من أجل الوصول الى محطة المسافرين.
وعليه يطالب سكان تابو عنانت من السلطات المحلية لبلدية اغيل علي بنصيبهم من مشاريع التنمية، وإيجاد حلول سريعة لجملة المشاكل التي تتخبط فيها قريتهم منذ سنوات، خاصة وأن معظم القرى النائية الأخرى قد استفادت من عدة مشاريع لفك عزلتها باستثناء قرية تابوعنانت، متسائلين في نفس الوقت عن أسباب عدم تعبيد الطريق الوحيد الذي يعتبر المنفذ الوحيد للقرية.
ومن جهتهم يشتكي سكان قرية ازغاد، الواقعة على بعد ٢ كلم من بلدية لفلاي من نقص حاد في وسائل النقل، الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم على حد تعبير مدرسة تشتغل بمدرسة ابتدائية بسيدي، حيث أكدت أنها تعيش معاناة حقيقية سواء في الذهاب إلى العمل أو عند العودة، طوال أيام السنة وذلك بسبب غياب وسائل النقل وإن وجدت فإنها غير مريحة، نفس الوضع يعيشه كل من يستخدم وسائل المواصلات بهذه القرية النائية، حيث يضطرون للانتظار طويلا أمام محطة الحافلات، أملا بمرور حافلة أو أي عربة أخرى لتقلهم إلى مقر عملهم أو للدراسة، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين غالبا ما يصلون متأخرين إلى أقسامهم، نظرا لاضطرارهم إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام وذلك في ظل غياب النقل المدرسي.
وهو وضع أصبح يؤرق سكان ازغاد الذين يناشدون من السلطات المحلية إيجاد حل، وتوفير حافلات من أجل فك عزلتهم وتسهيل تنقلهم فبالنظر إلى عدد خطوط النقل التي منحت للقرى الأخرى، قرية ازغاد مهمشة تماما وهو أمر يدعو لشلك والريبة، خاصة وأنه في السباق كانت الحافلات الصغيرة تصل حتى قريتهم، غير أنه اليوم أصبح رؤية حافة نقل بمثابة حلم لكل سكان القرية، سيما بالنسبة للأشخاص المرضى، المسنين والنساء، حيث غالبا مايضطرون للاستعانة بسيارات الأجرة من أجل تنقلاتهم اليومية وهو أمر مكلف جدا.