تعتبر قرية بوعشير التابعة لبلدية الطاهير من القرى النائية، التي يؤكد ساكنوها أنها في حاجة ماسة إلى التفاتة فعلية من طرف السلطات المحلية لتغيير واقع هذه القرية التي ما زال سكانها يطالبون بضرورة تخصيص مشاريع تنموية من شأنها أن تغير واقع المنطقة.
تتوفر المنطقة على جمالية الطبيعة، بجبالها الشامخة، وتضاريسها الوعرة وغطائها النباتي الكثيف، وهوما يؤهلها لأن تكون يوما ما قطبا في السياحة الجبلية، لكن ذلك ورغم هذه الحوافز ما زال واقع المنطقة يدفع بالأهالي إلى طرح بعض التساؤلات التي حاولوا في عدة مناسبات نقلها إلى السلطات المحلية، لغرض التحسيس بواقعهم الذي يصفوه بالصعب.
سكان البلدية، ونظرا لتسجيل حوادث مرور على الطريق الرئيسي الذي يتوسط القرية، قطعوا الطريق العابر للقرية بوقفة احتجاجية، واستعملوا خلالها العجلات المطاطية والحجارة والمتاريس وطالبوا بضرورة وضع الممهلات، فكانت البداية من الممهلات لتتعدى مطالبهم فيما بعد إلى انشغالات أغلبها يتعلق ببعث مشاريع تنموية على رأسها تحسين أوضاع الطرق والممرات في القرية، لأنها لا تصلح للإستعمال خاصة في فصل الشتاء، أين تتحول إلى برك مائية وطينية، وحفر مختلفة الأحجام، ويسمح ذلك بتسهيل تنقل سكانها، باتجاه مقر البلدية الطاهير، أو باتجاه المناطق المجاورة الأخرى..
من جهة أخرى فقد تحدثوا عن انشغالهم المتعلق بالماء الصالح للشرب، الذي اعتبروه أكبر همهم، نظرا لأهمية هذه المادة في الحياة اليومية للمواطنين، ولأن نقصها يؤثر بشكل سلبي على حياتهم، ويجعلهم دائما في دوامة البحث عن الماء، واقتنائه من الينابيع الطبيعية، أومن الصهريج بأثمان مكلفة.
وطالبوا بإنهاء الشطر الثاني من مشروع تزويد المنطقة بالمياه، وكذا التكفل بمشروع الصرف الصحي الموجه للمنطقة، والذي سيقضي بشكل كبير جدا على النقاط السوداء في هذا المجال، وبذلك إنقاذ السكان وحتى الحيوانات من الأمراض المختلفة.
وبالنسبة لمادة الغاز الطبيعي فقد أكدوا أنها ما زالت حلما للبعض ممن لم يستفيدوا بعد من الشبكة المنجزة على مستوى بعض الأحياء بها، في إطار الشطر الأول، أين ينتظر المواطنون تجسيد الشطر الثاني المتوقف، بحيث تحدثوا عن عدم إيصال الغاز الطبيعي إلى مناطق لغبار، المرجة ولعتارة.
ومن الإنشغالات، أيضا المطالبة بوضع برنامج خاص لرفع القمامة، حفاظا على نظافة القرية، والمحافظة على البيئة، مع إشارتهم أيضا إلى غياب الإنارة الريفية في القرية، وعدم تهيئة الملعب الوحيد في القرية باعتبار أنه الهيكل الشباني الوحيد الذي يلجؤون إليه.
تحدث سكان المنطقة عن الوعود الكاذبة التي يتلقونها أحيانا، ويستنكرون عدم الوفاء بها، لأنها تتعلق من جهة بالحياة اليومية للمواطنين، ومن جهة أخرى تتعلق بوعود ما زالت عالقة إلى أجل غير مسمى.