ما تزال مظاهر الفقر والتهميش تطغى على عدد من المناطق الريفية المعزولة بالرغم من البرامج التنموية المخصصة للمناطق الريفية، إلا أن العالم الريفي لا يزال يعاني معاناة لا تتماشى والبرامج الموجهة للخروج بالعالم الريفي من دائرة التخلف والتراجع.
«الشعب» وفي خرجات ميدانية لعدد من المناطق المعزولة الموزعة عبر بلديات الولاية، في مقدمتها منطقة معزولة بدوار «زهانة» الذي يعتبر من أحد أكبر وأقدم مداشر بلدية عين عبيد والذي يزيد عدد سكانه عن 400 عائل.
تعاني المنطقة التي تبعد عن الولاية بـ 50 كلم، جملة من النقائص والمشاكل على رأسها مشكل غياب خدمة الغاز الطبيعي عن مساكنهم، هذا المشكل الذي أثر سلبا على يوميات سكان المنطقة الذين دخلوا دوامة البحث عن قارورات غاز البوتان، ما زاد من مشقتهم خاصة عند حلول فصل الشتاء، هذا الأخير الذي يكون قاسيا بالمنطقة في ظل الانخفاض الكبير في درجات الحرارة التي تصل إلى ما دون الصفر درجة.
من جهتهم، تحدّث السكان عن مشكل انعدام شبكة الغاز، بالرغم من أن المنطقة لا تبعد سوى أمتار فقط عن برج مهيريس، والتي استفادت في السنتين الماضيتين بهذه الخدمة الضرورية، وهو ما أثار استياءهم وامتعاضهم بشكل كبير.
نفس الوضع يعيشه سكان دوار «بير لكراطس» و»دوار بولقنافد» فكلها مناطق ريفية ساحرة، إلا أنها ومع الأسف الشديد تعاني العزلة و التهميش، بيد أن يوميات قاطنيها تتلخص في معاناة مع قارورات الغاز التي يحملونها على أكتافهم رغم قساوة الظروف الطبيعية التي لطالما ألقت وما تزال بضلالها على المواطنين بها.
كل هذه الظروف جعلتهم يطالبون السلطات بضرورة الالتفات إليهم بفك خناق العزلة عنهم، وتزويدهم بمختلف الضروريات التي من شأنها أن تضمن لهم حياة كريمة بما يليق وتطلعات سكان عاصمة الشرق دون التمييز بين منطقة وأخرى.