يعيش سكان المزارعة ببلدية أولاد موسى، بولاية بومرداس، وضعية مزرية، بسبب غياب المشاريع التنموية، فالطرق مهترئة وشبكات الكهرباء ضعيفة، قنوات المياه الشروب غير متوفرة، مساحات خضراء لا وجود لها في المخططات الورقية ولا في الواقع، أما محطة النقل ومركز البريد فتلك معاناة أخرى.
وضعية أثرت على نفسية القاطنين بها ورسمت على وجوه شبابها نظرة العبوس للحياة، فانعدام مرافق ترفيهية رياضية تنسيهم مشكل البطالة، عمقت همومهم ومشاكلهم التي تراكمت مع مر السنين وجعلتهم يشعرون بالعزلة والتهميش.
اليأس من تغيير الواقع، جعل سكان حي المزارعة يطلقون نداء استغاثة للسلطات العليا للبلاد لتحريك عجلة التنمية بمنطقتهم والتكفل الحقيقي بمشاكل تعترضهم بعد أن سدت جميع الأبواب في وجوههم لتصبح يومياتهم شبيهة بحياة بدائية تطبعها العزلة، بعد لجوء بعض العائلات للربط العشوائي من شبكات الكهرباء، رغم كل الشكاوى المقدمة للمصالح المعنية.
غياب قنوات مياه الشرب يؤرق يومياتهم، ما اضطرهم لإيصالها بطرق غير قانونية، في حالة فر وكر مع السلطات التي توقف هذا التوصيل في كل مرة ليعيدوا الربط بعد مغادرتها المكان مباشرة، على حد تعبير أحد المواطنين.
وضعية مأساوية دفعتهم إلى مطالبة السلطات المعنية التكفل بانشغالاتهم وتوصيل سكناتهم بقنوات المياه الشروب، غير أن الوضع لايزال على حاله، على حد تصريحات السكان لـ»الشعب».
وتتواصل معاناتهم مع حالة الطرق التي غابت عنها عمليات التزفيت لسنوات، لتبقى عبارة عن مسار من الأتربة المتطايرة هنا وهناك صيفا وكومات من الأوحال وبرك من المياه يصعب اجتيازها شتاءً. وما زاد من تذمر سكان المنطقة أكثر، غياب مركز البريد الذي يضطرهم في كل المرة التنقل الى وسط المدينة من أجل سحب الأموال أو القيام بعمليات الصكوك؛ وضعية جعلت المواطنين يناشدون السلطات المحلية لتجسيد مشاريع تنموية كفيلة بتزويد المنطقة بمختلف المرافق الضرورية من مستوصف ومركز بريد وغيرها من الهياكل التي تعني المواطن بصفة مباشرة في حياته اليومية.
ويطالب سكان الحي بدعم المنطقة بمحطات النقل البري بعد أن استصعب أصحاب الحافلات نقل المسافرين من على حواف الطرق وما يشكله من خطر. لذلك دعا أصحاب الحافلات وكذا المواطنون، على حد السواء، إلى تنظيم هذا المجال بتجسيد محطة للنقل البري، كما يناشدون بإعادة الاعتبار للمنظر الجمالي للحي الذي طغى عليه منظر يعطي للزائر انطباعا من الكآبة والفقر من خلال تخصيص فضاءات خضراء وأماكن للجلوس مع إعادة تهيئة الأرصفة.
وتحدث السكان لـ «الشعب» أيضا عن مشكل غياب الإنارة العمومية، حيث يحوي الحي على أعمدة كهربائية بمصابيح معطلة جعلتهم يعيشون في ظلام دامس، كما تطرح ظاهرة النفايات نفسها بعد الانتشار الواسع لها بالمنطقة وانبعاث منها روائح كريهة تسببت في انتشار الحشرات والجرذان بسبب تكدسها لأيام، بالنظر الى غياب دوريات يومية لعمال النظافة لرفعها، دون الحديث عن غياب حاويات ما يجعل المواطن يضعها فوق الأرض مشوهة بذلك المنظر الجمالي.
والحديث عن حالة شباب الحي يقودنا لا محالة لفتح ملف البطالة الذي أرهقهم كثيرا، بعد أن فقدوا الأمل في الظفر بمنصب عمل يقتاتون منه ويخططون لبناء حياتهم العائلية التي يحلم الكثيرون بها. ولعل مازاد من معاناتهم، غياب مرافق ترفيهية ورياضية لقضاء أوقاتهم والهروب إليها من مشاكل حياتهم اليومية.
في ظل هذه المشاكل التي يعيش على وقعها السكان منذ زمن، يناشد هؤلاء في حديث لـ»الشعب» عرض انشغالهم وإيصال صوتهم عبر هذا المنبر الإعلامي للسلطات من أجل التدخل العاجل وانتشالهم من الحياة القاسية التي يعشون على وقعها والقيام بزيارة ميدانية تفقدية للوقوف على الوضعية التي أرهقتهم كثيرا.