تعرف أسعار الفواكه الموسمية، بعاصمة الأوراس باتنة، التي تعتبر قطبا رائدا في انتاجها، هذه الأيام ارتفاعا قياسيا رغم وفرتها، خاصة ونحن في فصل الصيف المعروف غالبا بانخفاض أسعار مختلف هذه الفواكه على رأسها فاكهة التفاح التي فاق سعر الكيلوغرام الواحد منها 300 دج ببعض الأسواق.
عبّر بعض السكان عن استيائهم من الإرتفاع الجنوني لأسعار فاكهة التفاح بأسواق باتنة، رغم توفّر المنتوج، حيث أرجع بعض الفلاحين أصحاب المزارع المنتجة لهذه الفاكهة الموسمية السبب إلى النوعية الجيدة لهذا المنتوج، إضافة إلى النقض المسجل في عدد الأسواق الجوارية الامر الذي سمح لمنتجي التفاح ببيعه مباشرة للمواطنين في الطرقات والشوارع الرئيسية ما يساهم في رفع هامش الربح.
وأدى بيع المنتجين مباشرة للتفاح إلى خلق فارق كبير بين العرض والطلب، ما ادى إلى عدم استقرار الأسعار، رغم الإنتاج الوفير لهذه السنة بباتنة، والذي فاق حسب مصالح مديرية الفلاحة بباتنة أكثر من 1.2 مليون قنطار ومن أجود انواع التفاح الذي تتميز المناطق الجبلية بالجهة الشرقية والجنوبية للولاية بإنتاجها له، رغم ما صاحب الموسم من قلة نزول للأمطار وجائحة كورونا.
وتتصدّر باتنة، الترتيب الوطني في انتاج هذه الفاكهة التي تغطي احتياجات اغلب ولايات الوطن، نظرا للمساحة الإجمالية المغروسة من أشجار التفاح، التي شهدت توسعا كبيرا في السنوات الاخيرة، إنتاج التفاح في السنوات الأخيرة بما يفوق 3700 هكتار، والتي تحظى باهتمام أصحابها ما أثمر انتاجا وفيرا وصل حد التصدير لبعض الدول.
وتتوفر الولاية على مساحة اجمالية لإنتاج هذه الفاكهة تتجاوز 4400 هكتار، وينتظر أن تتوسّع أكثر وتستغل بكاملها في المواسم الفلاحية القادمة، خاصة ما تعلق ببعض انواع التفاح الجيد كتفاح القولدن والستار المعروفة عالميا، وتشتهر بها الولاية.
وتسبّب هذا الإرتفاع في الأسعار إلى عزوف المواطنين عن اقتنائه، متسائلين عن غياب فرق مديرية التجارة عن مراقبة المحلات التي تبيع مختلف انواع الفواكه التي غالبا ما يمر موسمها، وتشهد تكدسا وتلفا بسبب غلاء اسعارها وعدم بيعها للمواطنين وغياب غرف حفظ الإنتاج، وتدخل الوسطاء الذين يخزنونها ويعيدون بيعها بأسعار مضاعفة من جهة أخرى، نظرا لعدم تجاوز سعر بيع التفاح من طرف المنتجين لـ 200 دج.