مطالب باستحداث خليّة متخصّصة للمتابعة

سكان ورقلة مستاؤون من فشل عمليات التّشجير

ورقلة: إيمان كافي

يشتكي سكان ولاية ورقلة من فشل عدة عمليات تشجير على حواف الطرقات أو في استحداث مساحات خضراء داخل بعض المدن والأحياء لعدة أسباب، ويُطرح هذا الانشغال بحدة خلال فترة الصيف التي تسجل فيها الولاية مراتب أولى في تصنيف أكثر المناطق حرا في العالم، بعد أن تحولت هذه المنطقة من واحات إلى منطقة تفتقر وبشكل كبير للمساحات الخضراء بسبب الحرائق أحيانا أو بعض الاعتداءات المسجلة على الغطاء النباتي.
حسب العديد من المهتمين بالشأن البيئي، فإنّ درجات الحرارة التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، تؤكّد الحاجة الماسة لتكثيف عمليات التشجير التي أضحت أكثر من ضرورة، من أجل توفير الظل وتلطيف الجو مع مراعاة نوعية الأشجار الملائمة لطبيعة المنطقة ومناخها، وأيضا تحديد مخطط لمتابعة عمليات السقي والعناية بها، نظرا للمناخ الجاف الذي تتميز به المنطقة.
واعتبر بعضهم في حديث لـ «الشعب»، أنّ تكثيف الغطاء النباتي والحفاظ عليه أضحى ضروريا للغاية، مشيرين إلى أنه وعلى الرغم من تسجيل مبادرات عديدة للتشجير تشهدها الولاية كل سنة وفي مناسبات مختلفة، إلا أن مدى نجاعة مثل هذه العمليات، يبقى محور نقاش موسع بين مختلف فعاليات المجتمع المدني المحلي بهذه الولاية، على غرار مشروع الحزام الأخضر الذي تمّ إطلاقه سنة 2014، ويعد من بين المشاريع المحلية التي تستدعي التحقيق فيها حسبهم.
وكانت السلطات المحلية قد خصّصت لإنجازه غلاف مالي قدر بـ200 مليار سنتيم، إلا أن هذا المشروع لم ينجح وكان يهدف إلى غرس أشجار النخيل والزيتون بمحاذاة الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين الولاية ورقلة، المنتدبة تقرت على مسافة 160 كلم يمتد من مفترق الطرقات، ورقلة، تقرت وحاسي مسعود وصولا إلى بلدية الحجيرة.
كما تمّ غرس أكثر من 60 ألف شجرة زيتون و11 ألف نخلة، فضلا عن إنجاز 15 حوضا على امتداد هذا المشروع، مخصصة لتوفير المياه لإرواء الإبل.
واعتبر من جهة أخرى بعض المواطنين، أنّ هذا المشروع فشل لعدة اعتبارات، أهمها غياب المتابعة من طرف الجهات المكلفة بانجازه مما تسبّب في إتلاف أغلب الشجيرات، في حين لم يعد بفائدة على الولاية، رغم الملايير التي صرفت لإنجازه وخزانات السقي التي تم إنجازها على نفس المسار، إلاّ أنّها ظلّت مهملة كما أضحت أنابيب السقي في وضعية متردية بسبب التعرض المستمر لأشعة الشمس.
وأشار بعض المتحدثين في الموضوع، إلى أن إنشاء خلية بيئة ولائية متكونة من مهندسي الزراعة والبستنة، وعمال يشرفون على عملية التشجير والسقي مهم جدا، من أجل تحقيق هذه المشاريع للفائدة المرجوة منها، خاصة بعد تسجيل فشل عدة عمليات للتشجير وسط المدن، بسبب غياب المتابعة والسق.
كما أن بعض المظاهر السلبية التي يتسبّب فيها بعض المقاولين المكلفين بإنجاز مشاريع التهيئة للطرقات والأرصفة تشكل أحد مسببات فشل بعض عمليات التشجير، حيث يلجأون إلى قطع الأشجار دون الالتزام بالشروط البيئية المطلوبة، فيما تحتاج بعض الجمعيات البيئية إلى تطوير نشاطها وتفعيل حضورها الدائم، وعدم الاكتفاء بالظهور المناسباتي وتكييفه بما يساهم في معالجة مختلف الانشغالات المتعلقة بالمجال البيئي، ومتابعة المشاريع والمبادرات البيئية على مستوى الولاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024