يشكّل نقص فضاءات الترفيه والتسلية وأماكن الراحة بورقلة على مدار السنوات الأخيرة محور انشغالات فئة كبيرة من سكان هذه المدينة، التي تفتقر لمثل هذه المرافق. وقد عاد هذا النّقاش مجدّدا على الساحة المحلية بالموازاة مع الإعلان عن استعدادات الفتح التدريجي لأماكن الرّاحة بولايات الوطن.
على خلفية إعلان الفتح التدريجي لأماكن الراحة على المستوى الوطن خلال الأيام القليلة القادمة، اعتبر الكثير من المواطنين بورقلة أنّ هذا القرار لا يعنيهم نظرا لعدم توفر المدينة على أماكن من هذا النوع حسبما ذكروا لـ «الشعب»، حيث لا ساحات عامة لاستقبال العائلات ولا حدائق ومنتزهات للراحة والترفيه، وإن وجدت بعضها فإنها غالبا ما تكون إما بعيدة عن الوسط الحضري وتتطلّب توفر وسائل للنقل أو تفتقر بعضها لعدد من الخدمات الضرورية.
وفي الوقت الذي لم ترى فيه العديد من مشاريع الاستثمار الخاص النور بعد لأسباب غير واضحة، يسجّل المواطن بكل أسف غياب المنتزهات وحدائق التسلية وأماكن الترفيه، في ظل النقص الكبير المسجل لمثل هذه الفضاءات التي على الرغم من تسجيل بعض المشاريع للاستثمار فيها، إلا أنّ ما هو موجود في الوقت الحالي يبقى جد قليل وغير مرضي، ودون مستوى تطلّعات المواطنين في ورقلة.
ويطالب بعض المتدخّلين ضرورة التحقيق في أسباب تجميد إعادة بعث نشاط حديقة الترفيه والتسلية «الخفجي» الواقعة بمحاذاة الطريق رقم 49 المؤدي إلى ولاية غرداية، والتي تتربّع على مساحة إجمالية تقدّر بـ 144 هكتار كانت تضم مساحات خضراء وأحواض مائية اصطناعية ومحلات تجارية، حيث يتساءل المواطنون عن أسباب بقاء الحديقة العمومية بالخفجي، والتي شكلت في وقت سابق مقصدا للعديد من العائلات مغلقة وغير متاحة للساكنة، حيث ظلت لمدة تقارب 10 سنوات خارج الخدمة في ظل غياب مبررات مقنعة من طرف الجهات المسؤولة عن أسباب بقاء هذا المرفق خارج الحسابات المحلية، ودون أيّة خطوات فعلية لفض هذا المشكل الذي مازال عالقا لحد الآن، حيث وحسب مصادر محلية تمّ الإعلان عن مزايدة بخصوص الحديقة، وقد حاز أحد المستثمرين على الصفقة إلا أن ما يعيق عودتها للنشاط يرتبط ببعض الشروط غير المناسبة للمستثمرين، من بينها غياب التهيئة الخارجية وبعض الترميمات التي كان من المفترض أن يستفيد منها ذات المرفق.
من جهتهم، ناشد المتحدّثون الجهات المسؤولة بضرورة التعجيل بفتح هذا الفضاء العمومي، مطالبين بضرورة فتح تحقيق حول وضعية هذه المشاريع بالولاية، كما تأسّف الكثير من المواطنين لهذا الوضع الذي يتسبّب حسبهم في حرمان الأطفال والعائلات من قضاء وقت ممتع في العطلة، حيث أنّ بعض أماكن الراحة التي تتواجد بورقلة وإن كانت متنفّسا للعائلات إلا أنها ليست في مستوى تطلعات المواطن المحلي، الذي مازال يأمل في أن تحظى مدينة ورقلة بحظائر تسلية ضخمة ومتوفرة على كل الخدمات، وقادرة أيضا على استيعاب التدفق الكبير واليومي للمواطنين على غرار ولايات عدة.