طالب ممثلو المجتمع المدني بولاية ورقلة بضرورة تقديم تصميم عصري للمركز الاستشفائى الجامعي، الذي استفادت منه الولاية منذ سنوات، ولم يرى النور بعد من أجل الانطلاق في تجسيده في أقرب الآجال.
ورفض هؤلاء شكل التصاميم القديمة التي طغت على أغلب المشاريع المنجزة حديثا بمبرر «احترام النمط المعماري القديم للمنطقة».
عقب العديد من النداءات لتجسيد هذا المشروع الذي طال انتظاره وتساؤلات كثيرة أثيرت حوله، خلّف التصميم الخارجي المقترح لهذا المشروع مؤخرا نقاشات موسّعة بين جمعيات محلية وممثلي المجتمع المدني، الذين شاركوا في فعاليات الاجتماع، الذي عقد بمقر الولاية لعرض الدراسة الخاصة بالمشروع من طرف مكتب الدراسات الحائز على الصفقة.
وأبدى عدد من سكان الولاية، بمواقع التواصل الاجتماعي، آرائهم حول الموضوع، وأجمعت العديد من الآراء على ضرورة الابتعاد عن التصاميم التقليدية في انجاز مشروع بهذا الحجم، مؤكدين أن من حقهم الاستفادة من انجاز يتطابق ومعايير العصرنة المطلوبة في تجسيد مختلف المشاريع الكبرى.
من جهة أخرى، دافع بعض المتدخلين في الموضوع على أهمية استلهام التصاميم من عناصر العمارة التقليدية المحلية دون إستنساخ حرفي وصبها في قوالب معاصرة، معتبرين أنه من المهم تنفيذ مشاريع بالمنطقة بطراز حديث وعصري مطور في قوالب جديدة ومبتكرة لا يجب أن يكون بعمارة دون جذور تراثية تميزها.
تجدر الإشارة إلى أنّ عرض دراسة المشروع، الذي تم بحضور الفاعلين في قطاع الصحة والشركاء الاجتماعيين قدم خلاله العديد من المعلومات المتعلقة بطبيعة هذا المشروع الذي يتربع على مساحة 23 هكتار، ويتوفر على ثلاثة أقطاب استشفائية رئيسية منها الجناح الطبي، جناح الأمومة، جناح العمليات الجراحية، إضافة إلى توفره على مصالح أخرى، حظائر سيارات تسع لأكثر من 600 سيارة، سكنات وظيفة لمستخدمي القطاع، مساحات خضراء واسعة.
ونظرا لأهمية تجسيد هذا المشروع من تقديم إضافة نوعية للقطاع بالولاية، وضمان رفع مستوى التغطية الصحية خاصة مع إعلان الانطلاق في مشروع انجاز كلية الطب بجامعة قاصدي مرباح بورقلة 2000 مقعد بيداغوجي، يهدف هذا الاجتماع إلى توسيع رقعة المشاركين لاستطلاع مختلف الآراء والاقتراحات، والأخذ بعين الاعتبار انشغالات الممارسين في القطاع وممثلي المجتمع المدني حول هذا المشروع، إضافة للملاحظات المقدمة وجهت ملاحظات من طرف المشاركين بما فيهم المسؤولين التنفيذيين.
ومست النمط المعتمد في الانجاز مع ضرورة تقريب المصالح لتسهيل وصول المواطن إليها، ومراعاة درجات الحرارة العالية التي تتميز بها المنطقة بخلق ممرات مكيفة، وأيضا تخصيص جناح خاص معزول للحالات الطارئة التي قد تمر بها الولاية، وضرورة مراجعة عدد الأسرة المخصصة لكل مصلحة في المستشفى، مع زيادتها في التخصصات التي تتطلبها الولاية كجناح الأمومة ووجوب استمرارية عملية متابعة المشروع بعد استلامه من طرف إطارات ذات تخصص، وكذا تحديد دفتر شروط يجب أن يتضمن بند «معاينة المواد المستعملة في الإنجاز» قبل انطلاقه.