يعرف مكتب بريد الصخرة الكبرى، بحي 11 ديسمبر 1960 ببلدية عين البنيان طوابير طويلة، منذ الساعات الأولى من كل صباح، إقبالا كبيرا لفئات من مختلف الأعمار، علّهم يظفرون بإجراء عملياتهم البريدية العادية في أجال معقولة، جراء الضغط الموجود على المركز الذي يضطرهم لإنتظار أكثر من خمس ساعات في اليوم وفي الكثير من الأحيان لا يصل دورهم.
يظل المواطن ينتظر يوما كاملا حتى يصل دوره، سواء لسحب نقوده أو إرسال حوالات بريدية، أو دفع فاتورات الكهرباء والغاز وغيرها من التكاليف الأخرى التي تكون على شكل حوالات بريدية يكون الزبون ملزما بدفعها في هذه الشبابيك.
فمنذ الجائحة التي أصابت الجزائر ومسّت بلدية عين البنيان على وجه الخصوص بعد تسجيل على مستواها إرتفاع عدد الإصابات بها، إلتزم المركز البريدي الوحيد المتواجد بالقرب من دار الشباب بتقديم الخدمة للزبائن بشكل محتشم، زاده التقيد بالتعليمات الصادرة في إطار الوقاية من وباء كورونا، بداية بغلق الأبواب وعدم تركها مشرّعة مع وضع شريط لاصق أمام الباب الرئيسي والوحيد، لكن بقية التعليمات الأخرى في ما يتعلق بالتباعد بين الزبائن وارتداء الكمامات لا يوجدان على أرض الواقع، وهي سلوكيات وقفت عليها «الشعب « في الساعات الأولى من الصباح تشبه الفوضى العارمة، ضاربين التقيد بشروط الوقاية عرض الحائط. أمام الطابور الطويل يظل المواطن في حيرة من أمره، هل ينتظر وصول السيولة المالية التي لا يتوفر عليها المركز البريدي في بعض المرات بسبب السحب الكبير للمواطنين خاصة في هذه الفترة، مما قد يعرضه لخطر الإصابة بعدوى فيروس كوفيد 19 أو العودة مجددا لمرات ومرات دون قضاء حاجته، وهو الأمر الذي أكده لنا «ع . م» الذي لم يستطع سحب أجرته الشهرية ليومين على التوالي وهاهو يعيد الكرّة للمرّة الثالثة. وعند إستفسارنا عن الأمر في ذلك، أوضح لنا عون الأمن المكلف بأن مشكل السيولة المالية ليس على مستوى مركزهم فقط، بل هو شأن وطني وأشار في هذا الإطار الى امرأة لم تستطع سحب أموالها منذ يومين،لذلك السبب، فلا يمكن تلبية طلبها و الأمر نفسه يتجدد مع بقية المواطنين .
يعتبر عدم انعدام السيولة المالية بمراكز البريد بعين البنيان مشكلا عويصا، خاصة مع ارتفاع نسبة سكانها الى أضعاف مضاعفة، قد تصل الى سقف المئة ألف نسمة بعد عمليات إعادة الإسكان الأخيرة التي شهدتها البلدية، وهو الإشكال نفسه على مركزي البريد المتواجدين بحي كوبي ماد والمنظر الجميل.