تعرف العديد من أحياء بلدية الرغاية لولاية الجزائر مشاكل تنموية، حيث يعاني عدد من أحيائها نقصا فادحا في المرافق الجوارية أثّرت سلبا على حياة مواطنيها نتيجة الإقصاء الذي تتعرّض له خلال عملية برمجة المشاريع المحلية.
بلدية الرغاية واحدة من هذه البلديات التي لا يزال سكانها ينتظرون تحرّك الجهات الوصيّة من أجل بعث مشاريع تنموية قادرة على إخراجهم من قوقعة التهميش، لاسيما فيما يخص التّهيئة الحضرية وحل مشكل النقص في المرافق الجوارية والخدماتية التي تعدّ مطلب الجميع بالمنطقة، وللوقوف أكثر على هذه النقائص قامت «الشعب» بجولة استطلاعية رصدت خلالها أهم مطالب وانشغالات المواطن.
ولعل أهم المشاكل التي يعاني منها حي عبان رمضان ببلدية الرغاية غياب العديد من المرافق الخدماتية على غرار مركز للبريد، الذي يعد أكثر من ضروري بالنسبة لهم، حيث أكّد السكان في تصريح لـ «الشعب» أنّهم يضطرون إلى التنقل للأحياء المجاورة للاستفادة من خدمات جد بسيطة، مشيرين بأنّهم قاموا بإيداع طلبات للجهات المعنية من أجل فتح مركز للبريد بمنطقتهم إلا أنها لم تجد آذانا صاغية.
كما يشتكي سكان «عدل» بالكروش من غياب سوق جواري، وعلى حد قولهم فإنّ إنشاء هذا المرفق الخدماتي بحيّهم يعد ضروريا لإنهاء معاناتهم، ووضع حدّ لتنقّلاتهم اليومية الى المناطق المجاورة لاقتناء حاجياتهم من خضر، فواكه ومواد غذائية أخرى، وعليه يطالب السكان السلطات المعنية بضرورة التدخل من أجل إنشاء سوق بالحي.
ويعد غياب الإنارة العمومية نتيجة عدم ربط مجمّعهم السكني بالشبكة الرئيسية من بين الأمور التي تنغّص حياتهم، ما يجعلهم يتنقّلون في ظلام دامس خلال الفترة المسائية، هذا الأمر أثار امتعاض واستياء السكان الذين اشتكوا من التزام الجهات المعنية الصّمت حيال الوضع، وتجاهلهم لشكاويهم والمطالب التي رفعوها في وقت سابق.
أرصفة الطّريق الرّئيسي بالحي تعرف هي الأخرى وضعا كارثيا نتيجة عدم تهيئتها وصيانتها بصفة دورية، وفي هذا الشأن أشار بعض السكان في تصريحاتهم لـ «الشعب»، أنّ أرصفة الحي جد مهترئة وأصبحت غير صالحة تتسبّب لهم في مشاكل كثيرة، وعليه يناشد هؤلاء السلطات تخصيص مشاريع لتهيئة وصيانة أرصفة وطرق الحي قي أقرب الآجال.
سكان حي لوناس يطالبون بالغاز الطّبيعي
يعاني سكان حي لوناس بالرغاية من انعدام مادة الغاز الطبيعي رغم الوعود التي تلقّوها من قبل مصالح البلدية ومصالح مؤسّسة سونلغاز منذ سنوات عديدة، وعليه يناشد السكان السلطات المحلية بضرورة الإلتفات إليهم وتزويدهم بالغاز الطبيعي، والقضاء على معاناتهم في اقتناء غاز البوتان.
مشكل آخر طرحه السكان هو ضعف التيار الكهربائي بمنطقتهم، وعليه وجّه السّكان نداءً الى المعنيّين بضرورة إمدادهم بتيار كهربائي عالي الضغط، مشيرين إلى أنّه تمّ إنجاز محول للكهرباء ذي تيار عالي الضغط، إلا أنّه لم يستغل لحد الساعة.
من جانبهم، يطالب سكان سعيد غوبي بتزويد حيّهم بالماء الشروب الغائب عن حنفياتهم لسنوات عديدة، ما جعلهم يستعينون بصهاريج المياه التي يشترونها بأموالهم الخاصة. السكان في حديثهم مع «الشعب» عبّروا عن استيائهم الشديد من غياب الماء الشروب ولسنوات طويلة، الأمر الذي أدخلهم في مشقة البحث عن الماء واقتناء الصهاريج، وما زاد من معاناتهم تجاهل السلطات المحلية لانشغالهم، بالرغم من الطلبات والنداءات المتواصلة والتي لم تجد آذانا صاغية لحد الساعة.
وتعد المرافق التّرفيهية من أبرز مطالب سكان حيي فعوصي و384 مسكن، حيث اشتكى السكان من غياب هذه المرافق الهامّة التي تعد المطلب الأول للشباب، الذين وجّهوا نداءً عاجلا للسّلطات مناشدين بضرورة تزويد الحيين بملاعب جوارية وفضاءات للراحة، ناهيك عن تزويدهما بالمساحات الخضراء ومرافق خاصة للأطفال.
ولا تزال معاناة سكان الحي الفوضوي معمل النجاح، الذي يضم أزيد من 700 عائلة قائمة نتيجة غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، فالبرغم من برمجته ليكون ضمن الأحياء المعنية بالترحيل مستقبلا، إلا أن المشروع أجّل الى إشعار آخر، في حين توجد أحياء لا تبعد عنهم سوى كيلومترات قليلة تمّ ترحيلها، وفي هذا الشأن جدّد السكان مطلبهم بضرورة ترحليهم في أقرب الآجال إلى سكنات لائقة تكفل لهم شروط العيش.