يشتكي سكان حي القارة الشمالية بوسط مدينة ورقلة من مشكل تسرّب مياه الصرف الصحي، التي أثّرت سلبا على يوميات الساكنة، وضع يعيش على وقعه الحي منذ ما يفوق السنة، حيث يسجّل تواجد عدة نقاط سوداء تستدعي التدخل الفوري لمعالجتها من طرف الجهات المعنية.
أدّى هذا الوضع إلى رهن واقع التّهيئة الحضري، حيث يفتقر هذا الحي للطّرق المعبّدة والأرصفة والإنارة العمومية بسبب تسرّبات مياه الصرف الصحي، التي أدّت إلى عزله نظرا لتسجيل بؤرة لتصاعد المياه القذرة من طريق 40 مسكن المؤدّي إلى مدخل الحي، وعند مخرجه إلى غاية الشارع الرئيسي المؤدي إلى الجمارك، الأمر الذي خلّف استياءً كبيرا من طرف الساكنة وعابري الطريق على حد سواء وحتى أصحاب المحلات الناشطة على ذات المسار، حيث أثّر سلبا على المحلات التي يجد الكثير من أصحابها - كما ذكروا - صعوبة في استقبال شاحنات نقل البضائع والسلع، ناهيك على أنّ عدد الزبائن يقل يوما بعد يوم بسبب حالة الطريق المهترئة، وتسريبات المياه القذرة على السّطح عبر مداخل ومخارج الحي.
ويسجّل الحي حسب بعض السكان انسدادا في قنوات الصرف الصحي انجرّ عنه انتشار الروائح الكريهة، كما أشاروا إلى أنّ الطبقة السّفلية للأرضية في بعض الجهات من الحي تغرق في المياه القذرة، وقد تشكّل تهديدا للعديد من أساسات البنايات من جهة وخطرا على الصحة العمومية من جهة أخرى، معتبرين أنّ إنتهاء أشغال مشروع الصرف الصحي بذات الحي، وعدم رفع الأتربة هو ما أدّى إلى إنسداد القنوات مرة أخرى، وأضحى يتطلب التدخل لمعالجته قبل الانطلاق في أشغال تعبيد الطريق.
وفي هذا الإطار، راسلت جمعية الحي مديرية الري لولاية ورقلة، حسبما أوضح في حديث لـ «الشعب» رئيسها ياسين بابا سيدي من أجل التدخل وإعادة تهيئة قنوات المياه القذرة، التي لم يتم استبدالها منذ 40 سنة على طول 150 متر، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من أن مشكل تسرب المياه عبر الشارع الرئيسي قد تمّ معالجته ظاهريا، إلا أن قنوات الصرف الصحي مازالت مسدودة وقد يتكرّر الوضع الكارثي في أيّة لحظة، في حين يبقى المشكل قائما أيضا عبر مدخل الحي من حي لاسيليس مرورا بحي 40 مسكن إلى غاية طريق مفتشية أقسام الجمارك سابقا.
هذا وأضاف رئيس الجمعية أنّه تبعا للعديد من انشغالات السكان، راسلوا جمعية حي القارة الشمالية رفقة كل من جمعيات الأحياء المحاذية 40 مسكن، عبد المجيد بومادة، لاسيليس، بامغار، بالة، بوزيد، بني ثور، سيدي بن ساسي والي الولاية، لرفع طلب إصلاح الهياكل القاعدية والطرق بهذه الأحياء، بالإضافة إلى طلب إنشاء مؤسسة استشفائية للأم والطفل بمقر مفتشية أقسام الجمارك سابقا نظرا لارتفاع التعداد السكاني على مستوى هذه الأحياء، وهو ما من شأنه تخفيف الضغط والاكتظاظ الذي تشهده مؤسسة الأم والطفل بورقلة.