كشف الأمين العام للغرفة الفلاحية بالنيابة بتيبازة شكري بن شعبان عن تسجيل مردود قياسي لفاكهة المشمش هذا الموسم والتي يتم جنيها هذه الأيام عبر مختلف بلديات الولاية الا أنّ النسبة الأكبر منها تتمركز بمنطقة مراد الفاصلة بين ولايتي تيبازة وعين الدفلى.
وحسب الأمين العام للغرفة شكري بن شعبان فإنّ المصالح الفلاحية تقدّر المردود المتوسط لذات الفاكهة هذه السنة بما يتراوح ما بين 80 و90 قنطارا في الهكتار الواحد فيما كان بالامكان بلوغ مردود أحسن لولا التداعيات السلبية لفترة الجفاف الطويلة نسبيا والتي رافقت الموسم الفلاحي الحالي على مدار الأشهر الأخيرة للسنة المنصرمة والأشهر الأولى للسنة الجارية، بحيث أنّه لم تتعرّض الفاكهة لتأثيرات المناخ السلبية الأخرى لاسيما خلال فترة الاثمار، وبهذه المعطيات الواقعية فقد دعى الأمين العام للغرفة منتجي هذا النمط من الفواكه للتوجه نحوالأصناف المبكرة وكذا المتأخرة منها لضمان توفير المنتوج على مدار اطول فترة ممكنة في حين أنّ الأنواع المعتمدة حاليا يتم جنيها خلال فترة قصيرة نسبيا، مع الاشارة الى أنّ الأشجار المثمرة المنتجة لهذه الفاكهة تنتشر حاليا على مساحة 1200 هكتار باقليم الولاية.
وبالرغم من وفرة المنتوج هذه السنة، الا أنّ الأسعار المتداولة حاليا بالأسواق المحلية تبقى مرتفعة الى حدّ كبير لأسباب تحتمل تفسيرات متعددة، بحيث تسوق النوعية الردئية للمستهلك بسعر لا يقل عن 70 دينارا للكيلوغرام الواحد بالرغم من إحتوائها على نسبة كبيرة من المنتوج غير الناضج، في حين تبلغ أسعار النوعيات الرفيعة حدودا قياسية لا يطيقها المستهلك البسيط المغلوب على أمره بفعل تداعيات مشاق الحياة، فيما يعتقد منتجوالفاكهة بانّ الأسعار تبقى معقولة الى حد كبير وفي متناول جميع الفئات مقارنة مع نماذج اخرى من الفواكه الموسمية، وجاءت الفرصة سانحة هذا الموسم أمام منتجي هذه الفاكهة لترقية نشاطهم خاصة وأنّ نتائج المواسم الفارطة لم تكن في صالح هؤلاء عموما بفعل تزامن جني الفاكهة مع شهر رمضان من جهة وتأثير العوامل المناخية على الانتاج من جهة أخرى.
تجدر الاشارة الى أنّ القسط الأكبر من فاكهة المشمش بولاية تيبازة يرتكز حاليا بمنطقة مراد التي تحتل بمعية منطقة نقاوس بولاية باتنة المرتبة الأولى وطنيا في هذا النمط من الفواكه، ومن ثمّ فقد طالب المنتجون بضرورة تفعيل آليات الصناعات التحويلية لهذه الفاكهة وتثمينها محليا ووطنيا، خاصة وأنّها تشهد رواجا مميّزا بالمنطقة بفعل انتشار ثقافة زراعتها وتطور تقنيات خدمتها في اوساط الفلاحين محليا وقد ساهمت نوعية التربة الملائمة لهذا النمط من الأشجار المثمرة وكذا المناخ المعتدل واحترام المسار التقني المعتمد في تطور هذه الشعبة التي برزت الى الوجود على أنقاض فاكهة الزعرور بمنطقة القليعة والتي شهدا تراجعا لافتا خلال السنوات الأخيرة بفعل عوامل متعددة.