أكد الناشط الجمعوي صديق بوداود الأمين الولائي للاكاديمية الجزائرية للعمل الانساني بالمدية، بأنه في سياق الوسائط التكنولوجية وسرعة المعلومة من عمر هذه الجائحة والحجر الصحي ، نالت غالبية الصفحات الالكترونية في العالم الافتراضي، حظا وافرا من الاهتمام والمتابعة لدى مرتادي الفضاء الأزرق، لعدة اسباب ، منها تناول هذه الصفحات لمواضيع تخص المتابع ومحيطه القريب، السرعة في التفاعل والنشر واستمرار التغطية وامكانية الاطلاع على الخبر عند الطلب ، ملازمة الصفحات للمتابع في أماكن عمله وكل محطات يومه بالاضافة الى خاصية التنبيه بالنشر التي تتيحها الصفحات والتي تخبر المتابع بوجود نشر جديد .
كشف بوداود في هذا الصدد ، بأن الصفحات الالكترونية التي تخص المجتمع تختلف، وما يحدث من وقائع وأحداث ، حيث هناك عدد من الصفحات الرسمية للهيئات والمؤسسات، بهدف الاعلام وتقريب المواطن عما يحيط به من معلومات كموقع الولاية والبلديات والإدارات العمومية، الذي يهتم في الغالب بما ينجزه المرفق العام بشكل دوري.
وهناك الصفحات العمالية والنقابية والحزبية ، التي تهتم بما له علاقة بالحياة السياسية ، و شؤون العامل و نشر للقوانين المرتبطة أساسا بالمسار المهني للعامل ، وهناك صنف آخر وهي الصفحات المجتمعية للافراد بقصد تبادل المعلومات اليومية كنداءات طلب المساعدة اليومية ، والمشاكل اليومية اضافة الى حساباتهم الخاصة لغايات الاعلام والتعريف بالمناطق وتداول أخبارها،ومايميز هذه الاخيرة هو الاحساس بممارسة الحرية في الانشاء وفي النشر وكثرة مصادر الخبر والانية في نشره لاختصاره الطريق وتخطيه مرحلة المراقبة والتدقيق في ظل الإقبال عليها و التنافس في إبرازها .
واوضح الأمين الولائي للاكادمية الجزائرية للعمل الانساني وحقوق الانسان، بأنه من بين المميزات التي اختصت بها هذه الصفحات الخاصة ، و موازاة مع شح المعلومة في الصفحات الرسمية وغيابها في الصفحات النقابية والحزبية إلا نادرا، سحبت اليها اهتمام المتابعين والمتفاعلين معها بشكل اني ، ويلاحظ هذا بوضوح في ظروف الطوارئ والحالات الاستثنائية التي تعرفها البلدان، والأقاليم، مثلما حدث في حالة جائحة كورونا التي المت بولايات الوطن ،وولايتنا بصفة خاصة ، حيث تحولت هذه الصفحات الى منبر لتتبع هذا الوضع الصحي،من حيث إعطاء الأرقام و نقل التصريحات الطبية المختصة، و القيام بالتغطيات والتحاليل الخاصة بتطور الوباء وكيفية الوقاية منه ،ودعوات للالتزام بالارشادات الطبية و الحجر الصحي استحابة لقرارات السلطة من خلال عرض للمنشورات والصور المعبرة جمعت بين الجد والطابع الهزلي ، على اعتبار بانه هو الاسلوب المرغوب عند الكثيرين، بالاضافة الى تداول فيديوات وتقارير لاطباء صادمة من داخل الوطن وخارجه، غير أن هذه المحاسن تنقلب أحيانا الى تهويل و مساوئ ونشر الخوف ، من منطلق ان غياب الرقابة والشعور بالحرية يغيب فيه تحري الصدق في الخبر ، كما أن اهداف الصفحة التنافسية يغلب عليها جانب اضافة متابعين على الجانب العملي والمهني ، فضلا على أن مصادر التقارير التي تقدمها خالية من المسؤولية ومجهولة الهدف ، خاصة فيما تعلق بالتفسيرات الطبية والسياسية للجائحة.
اعتبر بداود في هذه الاضافة ، بأن عدم مراعاة الجانب النفسي للمواطن ، والذي هو أهم عنصر في هذه الجائحة لترابطه مع مناعة الشخص للمرض، فتح الباب على مصراعيه للحديث عن الاصابات بهذا الفيروس الخطير، وكثيرا ماحمل هذا مغالطات كشفتها التحاليل الطبية والتصريحات الرسمية المسؤولة ، ولعل خير اجراء قامت به السلطات الرسمية في هذا الشأن هو حصرية الاعلام عن الاصابات للجنة متابعته، منبها في هذا الصدد بأن الصفحات الخاصة هو واقع فرض نفسه على حياة المتتبعين، ويحمل مساوئ بقدر مايحمل من منافع ،ولذلك وجب التعامل معها بتحفظ وانتقاء المنشورات الهادفة البعيدة عن كل اشكال الاساءة والمغالطات،مختتما حديثه بالقول ، من خلال وقفة تقييمية خاصة لأثر هذه الصفحات على المتابع لها ، نسجل بانها كانت الى حد كبير منبعا يشبع طلبه الاعلامي بكل ماتعلق بهذه الجائحة ، علاوة على انها كانت ايضا عاملا مهما في التوعية بمخاطرها وبسبل الوقاية منها وفرصة مهمة لتكوين التواصل الاجتماعي بين اهل المدية.