لقي تحرك الجماعات المحلية من منتخبين وجمعيات ومتطوعين من الشباب غير المهيكل في الجمعيات، ارتياحا بين أوساط سكان القرى والمداشر النائية والعائلات المعوزة وكذا الأسر التي فقدت مصادر رزقها بسبب الوباء.
تكثيف هذه المبادرات المحلية، خاصة تلك التي استهدفت عينات عديدة من سكان المداشر والقرى الجبلية والمناطق الصعبة التي يصعب فيها التنقل إلى المدن الكبرى، بسبب الحجر المنزلي ومتاعب التنقل مع توقف حركة النقل الريفي حفاظا على انتشار العدوى بسبب الإختلاط واللقاءات المباشرة، ومن جهة أخرى، عائلات ليست لها من يقوم بشؤونها كالأرامل وفئة العجزة الذين يتعذر عليهم التنقل نحو المحلات التجارية الخاصة بالمواد الغذائية.
وبحسب رئيسي بلديتي تاشتة وبطحية والحسانية كل من لخضر مكاوي ومنصور كاتب وقاطو محمد، فإن التدخل لدى هذه العائلات صار مخفرة لسان الناحية بكل من التوميات وبوقايد وتافرنت وقهوة الخميس وسوق لثنين وأولاد عدي وأولاد صالح وبوشعيب وغيرها من المناطق التي طالتها عملية التضامن خاصة تلك التي أشرفت عليها السلطات الولائية من توزيع المساعات في صيغة 1000 قفة لكل بلدية من بلديات الجهات الغربية والشرقية والجنوبية وحتى وسط الولاية التي مستها هذه المبادرات.
ومن جانب آخر، فإن اللافت في الأمر هو التنظيم الذي طبع هذه العمليات التي حركتها الجمعيات الخيرية والنشطاء من الشباب غير المهيكل في جمعيات وأفراد المجتمع المدني وكافل اليتيم لعين البنيان ومليانة والكشافة وجمعية الإصلاح والإرشاد وغيرها ممن لبّوا نداء وزارة الشؤون الدينية والتضامن والأئمة والفاعلين في المجتمع لإعطاء درس في التضامن الوطني الذي استهل من طرف الفلاحين ورجال الأعمال الذين قدموا مساعدات هامة ذهبت إلى المحتاجين والمعوزين، تضاف إلى منحة التضامن التي لقيت استحسان الفئات الفقيرة والمعوزة التي ثمنت هذا الإجراء.
وفي ذات السياق، لم تغفل هذه المبادرات والتحرك من طرف الجمعيات المحلية والمصالح الصحية من إقتحام مسألة الوقاية من وباء الكورونا، من خلال الإشراف على عملية تعقيم ورش دور هذه المداشر والقرى والوصول إلى أماكن التجمعات الريفية والمنازل المنعزلة، عن طريق تحرك هؤلاء المتطوعين من المجتمع المدني والجمعيات النشيطة المدعومة بمصالح الوقاية خاصة البلدية والحماية المدنية.
وعن أهمية هذه العملية أوضح رئيسي بلديتي تاشتة وبطحية أن العمليات استهدفت بدرجة أوسع مناطق الظل، التي نالت حظها من الإهتمام والعناية، كون أن الوباء الخبيث لا يفرق بين منطقة وأخرى أو شخص أو آخر أو فقير أو غني، لذا فالعناية تشمل الجميع في مسألة الوقاية المطبقة، يبقى المطلوب من السكان بهذه المداشر تطبيق إجراء الحجر الصحي وتطبيق نظام التباعد بين العائلات وأفراد الأسر.