وصفت السلطات المحلية بولاية المدية الهبة التطوعية في التصدي لوباء فيروس كورونا بالقيِّمة في التضامن، مؤكدة أنها قررت دعم الشباب من خلال المرافقة الطبية لمواصلة إنجاز الكمامات، بالتنسيق مع المختصين في القطاع الصحي بهدف ضمان سلامة وجودة المنتوج المقدم لمختلف المؤسسات والمواطنين.
أشاد محمد بن رقية، رئيس غرفة التجارة والصناعة، بما تم إنجازه في هذه الفترة العصيبة، كاشفا أنه بعد ظهور أولى الإصابات بهذا الداء الفتاك والطلبات الكبيرة على الكمامات الواقية قررنا المساهمة في صناعتها محليا، مرافقة لمجهودات بعض الجمعيات الخيرية والخياطين بقصد مضاعفة العدد.
وهكذا انطلقت بعض الورشات بالعمل، بالنظر إلى خبرتها في الخياطة والتفصيل تطلب العمل ليلا ونهارا وزاد الطلب على المواد الأولية، فتطور فعل التضامن، وتم نشر فكرة المشروع على معظم أنحاء الولاية لتغطية الطلبات المتزايدة اليومية، عقب موافقة أعضاء الغرفة: النائبين رمضان مزعاد، وعزالدين قادري، وباقي الأعضاء: نبيل يوسف التومي، عبدالقادر بن حفري، أمين مرموز، لخضر زبيش، محمد بلحاج، وكذا مدير الغرفة عبد الحكيم فشيت، بمرافقة الاعلامي يونس لقموشي صاحب صفحة المدية على المباشر لتجسيد هذه العملية التضامنية».
ورفع التحدي استنادا لبن رقية بـ «شراء 55 ألف متر من القماش على عدة مراحل، وكمية معتبرة من الخيط المطاطي، ووزعت هذه المواد على 25 ورشة، البازارات، فضاءات دار الصناعات التقليدية والحرف بدوائر المدية، قصر البخاري، وسيدي نعمان، إلى جانب فوج الفداء للكشافة الإسلامية، الهلال الأحمر الجزائري، ورشات للخياطة ببلديتي شلالة العذاروة، وعين بوسيف، مضاف إلى ذلك بعض الحرفيات في البيوت، وقد ساهم في إنجاح هذه العملية أكثر من 500».
وتوجت هذه الهبة التطوعية بـ «صناعة 15 مليون كمامة طبية، وتوزيعها على طالبيها بهذه الولاية وعدة مناطق بتراب الوطن، كالبليدة الجريحة، عين الدفلى، العاصمة، تيبازة، بومرداس، تيارت، الجلفة، البويرة، تيزي وزو، بومرداس»، كما أنه لم تقتصر هذه الهبة على ولاية المدية، بل تعدت عمليات التفصيل والخياطة لكمية الكبيرة من القماش إلى بعض الولايات الأخرى، حيث تم منح أول حصة من هذه الكمامات إلى شركة نفطال بالمدية لتوزيعها على العمال في مختلف محطات التزويد، وحصة أخرى على عمال مؤسسة إعادة التربية وثالثة لفائدة أفراد مديرية الحماية المدنية بالولاية، وحصص أخرى لمستشفيات العاصمة، معتبرا أن العملية لا تزال متواصلة لأجل توزيع أكبر عدد من الكمامات.
ووقف لسان حال التجار والصناعيين بهذه الولاية وقفة إجلال لجميع أعضاء غرفته من منتخبين وإدارة لمساندتهه في تنفيذ هذه المبادرة الخيرية، بما في ذلك أصحاب جميع الورشات، دون نسيان الجمعيات وعلى رأسهن جمعية جزائر الخير ومكاتبها ألـ 14 الموزعة على تراب الولاية، عقب تسخيرها لكل مجهودتها للخياطة، علاوة على الحرفيات الماكثات في البيوت اللواتي لم تتوان بالمساعدة في جميع ربوع الولاية، وكذا التعاون الكبير للهلال الأحمر الجزائري لاحتضانه لكل الراغبين في المساعدة.
الكشافة في المقدمة
وكعينة حية عن هذا التفاعل الإيجابي مع هذه الهبة التضامنية، وصف عمر بوزيدي، قائد فوج الفداء للكشافة الإسلامية بهذه الولاية، زملاءه بأنهم كانوا أشبه بخلية نحل، إذ بمجرد تفاعلهم مع نداء الواجب الوطني وتعليمات وتوجيهات القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية بضرورة تكثيف الجهود لأجل توعية أكبر شريحة من المواطنين لخطر انتشار هذا الفيروس، انخرط فوجنا في هذه الهبة الشعبية بإعداد دعائم ومطويات ومنشورات وزعت وقتها على مستوى مختلف الأماكن والمارة، ناهيك عن تفعيل العمل التحسيسي والتوعوي على مستوى الصفحة الرسمية لفوج الفداء كمرحلة أولى»، كما أنه بعد «إعلامنا بتفشي الفيروس، تم تسخير قيادات كشفية أخرى ومحبين لمنظمتنا، بما في ذلك الشباب المتطوع لأجل خياطة الأقنعة الواقية على مستوى مقر الفوج، بمساعدة من كل غرفة التجارة والصناعة التيطري، مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية، وبعض المحسنين بتوفير المادة الأولية - القماش- لصناعة الكمامات الطبية وتعقيمها، حيث وزعنا 12311 كمامة على مختلف المؤسسات، منها المؤسسات الاستشفائية عبر بلديات الولاية، عمال النظافة، الأمن الوطني، نفطال وكذا بعض الأفواج عبر ولايات الوطن على غرار البليدة، سطيف، البويرة وعين الدفلى وكذا عامة المواطنين، كما تم تشكيل فريق آخر من القيادات الكشفية للقيام بعملية تعقيم مختلف المساكن الجماعية والمنازل والمؤسسات العمومية، ومست العملية كل من أحياء وسط مدينة المدية كحي 116 مسكن بقطيطن، وحي 140 مسكن بواد الزيتون، بمساعدة بلدية عاصمة الولاية وجمعية ناس الخير، و بعض أولياء الكشافين والمحسنين بمساهتمهم في عملية شراء مرشات التعقيم «.
وقام الفوج بتسخير قيادات من ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف مخاطبة عامة المواطنين من ذوي الاحتياجات بخطورة الوضع وطرق الوقاية منه، فضلا على أنه تم اقتراح برامج ونشاطات تربوية أطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي تمس فئة الطفولة باعتبارها ماكثة بالبيت خلال هذه الفترة الاستثنائية، علاوة على تنشيط فضاء إعلامي على مستوى إذاعة الجهوية بهذه الولاية لأجل توعية اكبر عدد من المواطنين لوضعهم في الصورة بخصوص تفادي الإشاعة، فضلا على تسخير سيارات القيادات الكشفية للفوج واستعمال مكبر الصوت والتجول بين أحياء المدينة لتوعيتهم وتقديم لهم طرق تفادي انتشار العدوى وإجراءات الوقاية منه، علاوة على توزيع 32 قفة مواد غذائية لفائدة العائلات الهشة بالتعاون مع بعض المحسنين».