تشهد هذه الايام اسعار مادة الفراولة بولاية جيجل تراجعا رهيب حيث وصل لأول مرة و على غير العادة سعر الكيلوغرام الواحد في السوق المحلي الى 40 دينار جزائري، والتراجع الكبير المفاجئ في سعر منتوج الفراولة خلال هذا الأسبوع، دفع بعدد من الفلاحين والمنتجين خاصة على مستوى بعض المناطق المشهورة بزراعة و انتاج هذا النوع من الفاكهة كمنطقتي بني معزوز و بني بلعيد التخلي عن كميات معتبرة منه في الحقول، لتفادي تكاليف اضافية تتمثل في اليد العاملة والنقل بعد الخسائر المالية الكبيرة التي يتكبدها هؤلاء، ازاء هذا التراجع المسجل في الاسعار التي تعود اسبابها الرئيسية حسبما صرح به بعض المنتجين لـ»الشعب» الى غلق الأسواق، بسبب انتشار فيروس كورونا، ناهيك عن الوفرة الكبيرة التي حققها المنتوج خلال هذا الموسم، بالمقابل غياب وحدات صناعية لتحويل منتوج الفراولة بالولاية.
فقد تكبد منتجو الفراولة بجيجل، خسائر كبيرة، جراء غلق الأسواق بسبب انتشار فيروس كورونا، لاسيما وان توقيت الغلق تزامن وبداية الإنتاج لهذه الفاكهة، حيث أوضح احد الفلاحين بالمنطقة الشرقية للولاية المعروفة بزراعة الفراولة، ان هذا الكساد اثر علينا كثيرا، فبعد اشهر من زراعة وجهدا كبيرا في متابعة النبتة الى غاية الاثمار، يأتي غلق الأسواق وكساد المنتوج ، كالضربة القاضية على جهود الفلاح، ولهذه الشعبة الفلاحية بالولاية، واستاء المنتجين من هذه الوضعية الغير منتظرة، التي تسرع بإفلاسهم، خصوصا وان السوق مغلق، ولا يوجد بالولاية وحدات التحويل للصناعات الغذائية للتكفل بهذا المنتوج الوفير، الامر الذي دفع توفيق باقة رئيس الغرفة الفلاحية، بدعوة أصحاب المصانع التحويلية بالولايات المجاورة على الخصوص، باستيعاب هذا المنتوج، لإنقاذ الموسم الفلاحي لهذه الشعبة بأخف الاضرار، وبالتالي انقاذ منتجي وفلاحي المنطقة من الإفلاس.
يذكر ان المصالح الفلاحية بالولاية، قدرت انتاج فاكهة الفراولة للموسم الحالي، يزيد عن 100 طن، حيث توقعت ذات المصالح بان الموسم الحالي من أفضل المواسم لهذه الفاكهة، الا ان الوباء فرض على المنتوج حصارا، ودفعه بالكساد داخل البيوت البلاستيكية، بسبب غلق الأسواق وتدني أسعاره الى 40 دج للكلغ الواحد، هذا الأخير لا يغطي أسعار الشتلات المستوردة من خارج الجزائر، ناهيك عن باقي التكاليف.
ويعرف انتاج الفراولة توسعا كبيرا في الجهة الشرقية من الولاية، في مقدمتها بلديات بني بلعيد، القنار، الجمعة بني حبيبي، وسيدي عبد العزيز، وغيرها، وتتربع على مساحة تزيد عن 500 هكتار، داخل البيوت البلاستكية، وتواجه هذه الأخيرة العديد من العراقيل التي كثيرا ما اشتكى منها الفلاحين، واستاء منها المنتجين، في مقدمتها غلاء الشتلات المستوردة، بالإضافة الى غلاء الأسمدة، ونفص اليد العاملة.