يعيش المواطن الجزائري خلال هذه الأيام رحلة بحث عن الكمامات والسائل المطهر والقفازات، عبر مختلف الصيداليات بسبب نفاد الكميات المتوفرة بها ليتم توجيهه من قبل البعض إلى الأسواق الموازية أو المحلات التجارية حيث تتوفر وبأسعار خيالية. ظاهرة أثارت حفيظة المواطنين الذين طالبوا بضرورة التدخل العاجل من أجل ضبط زمام الأمور حتى لا تخرج عن السيطرة أكثر ويكون المواطن ضحية هذه التصرفات غير المسؤولة في وقت تشهد فيه البلاد حالة من التأهب لتجنب انتشار فيروس كورونا الذي يتطلب الحذر والوقاية.
في جولة تفقدية عبر عدد من الصيداليات المتمركزة بعاصمة البلاد على غرار شارع الشهداء، ديدوش مراد، شارع حسيبة، ساحة الشهداء وغيرها من أحياء بلديات العاصمة، لاحظت نقصا في هذه المواد إن لم نقل نفادها بالكامل بعد أن عرفت طلبا كبيرا عليها خلال الأسبوع الفارط، ظاهرة تسببت في تخوفات كبيرة وسط المواطنين على اعتبار أنها مواد وقائية من هذا الفيروس الخطير.
وفي حديث لنا مع عدد من المواطنين عبروا لنا عن استيائهم للتصرفات غير اللائقة واللاإنسانية من قبل البعض الذين يصرون في مثل هذه الأيام العصيبة على انتهاز الفرص من أجل تحقيق الربح السريع على غرار بعض الباعة ممن قاموا باقتناءها وإعادة بيعها، فقد سجلنا خلال جولتنا تواجد هذه المستلزمات الوقائية في الأسواق السوداء وبأسعار غير منطقية حيث يتم عرضها للبيع بعد أن تم جلبها من الصيدليات بأسعار منخفضة، إذ يتم تسويق السائل المطهر وكذا الكممات وسط إقبال وتهافت كبيرين من قبل المواطنين لحاجتهم الملحة لهذه المواد خوفا من الإصابة بالفيروس وبرر المواطنون حيازتها من السوق السوداء والمحلات التجارية الأخرى بسبب نقصها إن لم نقل إنعدامها.
ولعل الإشكالية المطروحة لدى إقتنائهم الأقنعة من أماكن أخرى غير الصيدليات هي عدم معرفتهم لمدة صلاحية هذه الأقنعة، حيث تباينت آراء المواطنين حول مدتها فهناك من يستعملها لأكثر من يوم رغم أن صلاحيتها لا تتجاوز الأربع ساعات والأمر يرجع إلى نقص التوعية لدى الباعة. ومن هذا الباب تبقى المصالح المعنية مطالبة بضمان الرقابة الدورية من أجل بيعها من قبل الصيادلة للمواطنين وبأسعارها الحقيقية ومنع كل التصرفات التي من شأنها المساس بصحة وسلامة المواطنين.
ويصف أهل الإختصاص مثل هذه الظواهر بالمؤسفة في مثل هذه الأيام العصيبة فهيا تتنافى مع القوانين المعمول بها في تسويق هذه المنتجات التي من شأنها أن تضمن صحة وسلامة المواطنين ومنع إنتقال العدوى بها خاصة في هذه الأيام التي تبقى فيها الوقاية خير من العلاج.
في حين يرجعون نقصها خلال هذه الفترة وبعد مرور أسبوع من إعلان تسجيل حالات إصابة في الجزائر إلى الطلب الكبير عليها من قبل المواطنين والذي يستدعي المزيد من الإنتاج من أجل توفيرها في الجزائر والتي تتطلب توفير المادة الكحولية. ويبقي المواطن الجزائري في ظل كل التحولات مع إستفحال هذا الفيروس يأمل في تجسيد كل الحلول الوقائية لضمان سلامته من الإصابة بهذا الفيروس الخبيث الفتاك.