استبدال الأكياس البلاستيكية بالورقية

هامش الربح عطّل العملية إلى إشعار آخر

آسيا مني

 الخبّازون يريدونها مجانية حتى لا تنعكس على سعر الخبز

ما تزال مبادرة إستبدال الأكياس البلاستيكية بالورقية للاستعمال في مادة الخبز تراوح مكانها بسبب إرتفاع تكاليفها ورفض اقتنائها من قبل المواطنين وامتناع التجار تحمل أعباءها أمام هامش الربح الضعيف، هذا ما يحتم إيجاد الحل  وتوفير آليات عملية من شأنها أن تزرع ترسيخ هذه الثقافة لتضمن تمويل المحلات بهذه الأخيرة.
هكذا لا تزال اشكالية استخدام الكيس الورقي لحمل الخبز، كبديل على الأكياس البلاستكية تطرح نفسها بحدة بعد العجز في كل مرة تعميمها على أرض الواقع.
 غير أن الجهات المعنية أبدت صرامة في إنجازها بعد إطلاقها لحملة تحسيسية لتوزيع أكياس ورقية فاقت 50 ألف كيس على جل بلديات العاصمة كمرحلة أولى وكبديل صحي وبيئي على المواطن والخبازين على حد السواء، على أن تعمل على تقديمها بالمجان للمواطنين أو الخبازين دون أن تحدث أي تأثير على السعر.    
 مبادرة إستحسنها العديد من المواطنين ممن إلتقتهم «الشعب» خلال خرجتها الميدانية التي مست عبرها عدد من المخابز الموزعة عبر عدد من بلديات العاصمة، معتبرين إياها بالمبادرة الجيدة ويتمنون استمرارها، مؤكدين أننا متأخرون في هذا المجال حيث كان يفترض التعامل بها منذ وقت والقضاء النهائي على الأكياس البلاستكية التي تبقى غير لائقة لحمل الخبز، مبدين أمال في التعامل بهذه الأكياس عبر كل القطر الوطني وليس الولايات الكبرى فقط أو العاصمة.
 وأكد آخرون أهمية غرس هذه الثقافة وتعوّد المواطنين عليها كإجراء وقائي صحيح بالنظر الى المخاطر الصحية التي قد تنجم على الأكياس البلاستكية  لما تحمله من سموم بمجرد لمس الخبز الساخن لها.
عملية وإن إستحسنها عدد من المواطنين في حال تقديمها طبعا بالمجان وعدم تأثيرها على السعر الحقيقي للخبز ، إلا أن أصحاب المخابز والمحلات  يؤكدون ضرورة مرافقتها من قبل الجهات المسؤولة بإعتبار أن هامش الربح في الخبز ضئيل جدا، مؤكدين في تصريح لـ»الشعب» أنه من غير الممكن تحمل أعبائه وتوجب اتخاذ إجراءات من أجل دعمه.
أبدى أحد الخبازين أن سعر الكيس بـ 5 دج وهو مالم يشجعه على تقديم  طلب لاقتنائها وفي هذا السياق اعتبر المواطنون انه من غير الممكن تحمل مصاريف شراء الأكياس الورقية ففي حال اقتناء خبزة وكيس ما يعني دفع ما قيمته 15دج من اجل الخبزة الواحد وهذا بالغير الممكن على حد تعبيره لنا.
 ويبقى الخباز مابين المتفائل باستعماله والمتخوف من فرضه وتحمل مصاريفه دون دعم يذكر ويبقى هذا الملف غامضا بعد فيما يتعلق بآلية التكفل بالمصاريف وفي انتظار ترسيخ ثقافة استعمال الكيس الورقي  على أن تصبح مطلبا وسلوكا حضاريا من أجل تحديد إمكانية دعمه خاصة وان  العاصمة تملك نحو 900 ألف مخبزة ما معدله 300 ألف كيس يومي .
 وأفاد أحد الخبازين أن مصالح التجار تعزم على دعم  المخابز بهذه الأكياس لمدة لا تقل عن 3 أشهر كخطوة  لإقناع المهنيين بأهمية إستعمالها وتعويد المواطنين عليها ويصبح طلبها من المواطنين سلوكا عاديا.
 والملاحظ خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا الى بعض المحلات التجارية هي تواصل استعمال الأكياس البلاستكية من قبل الباعة فلا أثر لهذه الأكياس الورقية على مستوى المحلات التجارية العادية التي تقوم ببيع الخبز وهو السؤال المطروح خاصة وان أغلبية المواطنين يقتنون الخبز من مختلف المحلات المتمركزة بأحيائهم، فهل ستعتمد الجهات الوصية إجراء كفيل بفرض هذه الأكياس على أصحاب المحلات أيضا أم أنها ستكون مطلب يفرض على الخبازين فقط .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024