الحياة الصّعبة لا تزال قائمة في العديد من القرى والمداشر المعزولة ببلدية تلاغمة بولاية ميلة، حيث يتجرّع السكان من ظروف معيشية قاسية وعزلة خانقة رغم مناشدتهم المسؤولين بضرورة رفع الغبن عنهم وتوفير مرافق العيش الكريم، فالمواطن القاطن بهذه القرى لا يزال ينتظر ساعة الفرج رغم الوضع الذي رمى بكل ثقله على نفسية ومعيشة أهالي هذه الأخيرة، وأثّر سلبا على مستقبل شبابها وكسّر من طموح متمدرسيها ليجد المواطن الساكن بالأرياف نفسه وسط دائرة معقّدة.
تعيش حوالي 70 عائلة بمشتة بودباغ التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 10 كيلومترات، فهي لم تستفد ولو من مشروع تنموي واحد، ما أدخلها دائرة التأخر بامتياز، وأدّى إلى نزوح العديد من القاطنين فيها بحثا عن مكان آخر، يضمن بالدرجة الأولى حق التمدرس لأبنائهم الذين وجدوا أنفسهم خارج أسوار المؤسّسات التربوية، الأمر الذي أثّر سلبا على وضعية العائلات السّاكنة بالمشتة المعزولة التي تفتقد لأدنى ضروريات الحياة، بدءا من غياب المياه الصالحة للشرب وطرقات معبّدة تسهّل من حياتهم اليومية وصولا إلى الغياب التام للغاز والإنارة العمومية في القرية التي يمارس قاطنوها مهنة الفلاحة وتربية المواشي إلى جانب تربية الدواجن، تلاحظ ومن الوهلة التي تطأ قدماك مفرغة عمومية عشوائية، والتي تحوّلت إلى أكوام ضخمة نغّصت حياة السكان البسطاء. وعلى ضوء الوضعية الحالية يطالب السكان الجهات المحلية بتوقيف تفريغ النفايات بمدخل القرية الريفية والفلاحية بالدرجة الأولى، وهو الأمر الذي استجابت إليه هذه الأخيرة، وقامت بتحويل التفريغ إلى منطقة شلغوم العيد، وهو القرار الذي لم يحترمه الخواص الذين يقومون بالحرق العشوائي الذي يصل إلى غاية المنازل، والتي تضر بالمنتوج الفلاحي ما يتسبّب في تلف محاصيلهم. كما كشف مربو الدواجن رفقة أصحاب المشاتل، أن ضعف التيار الكهربائي زاد من معاناتهم، خاصة وأنهم يقصدون الخواص من أجل تقويتها ووجدوا أنفسهم أمام تسديد مبالغ مضاعفة من أجل الحصول على الطاقة.
«الشعب» وفي خرجتها الميدانية، وبعد مواصلتها الجولة للدخول إلى القرية وترك المفرغة في مدخلها وعلى مسافة 8.5 كلم وسط طريق مهترئ لدرجة يستحيل العبور عبره، حيث أكّد لنا أحد القاطنين بالمنطقة أنّ الطريق لم تشهد عملية التعبيد حرمت السكان من شبكات الغاز الطبيعي والمياه الصالحة للشرب ووضع أعمدة الإنارة العمومية، كما حرمت الطريق المهترئة أطفال القرية من الذهاب للتمدرس بدءا من صعوبة وصول النقل المدرسي وحتى حافلات الخواص، مؤكّدين أن معظم الأطفال هجروا المدرسة بفعل المسافة البعيدة عن المؤسسات التربوية من جهة، وعدم وصول حافلات النقل المدرسي من جهة أخرى، حيث توقّف العديد منهم عن الدراسة وآخرون رحلوا بغية الحصول على العلم، فيما يضمن بعض السكان النقل عبر الشاحنات وبالتناوب لأطفالهم كحل بديل للوصول إلى متوسطة وثانوية بمدينة تلاغمة، أو نحو المدرسة الوحيدة في المشتة التي تعرف هي الأخرى تشققات خطيرة، فضلا عن غياب التدفئة والإطعام والمياه الصالحة للشرب.
المطالبة باستكمال مشروع المركز الصحي
المشتة التي وقفنا على النقائص التي يعانيها سكان بدماغ، والتي صعّبت حياتهم اليومية وحوّلتها لجحيم يصعب التعامل معه والتي طال أمدها، لاحظنا توقّف مشروع المركز صحي منذ سنوات طويلة، والتي كانت مختصة في التطبيب وتوفير العلاجات الأولية لسكان القرية المعزولة، والذي لا يزال مجرد ورشة وتحول لمكان مهجور مليء بالمواشي، سيما وأن ميزانيته الخاصة متوفرة، إلا أن المشروع لم يبرح أدراج البلدية،متسائلين عن سبب توقيفه خاصة وأنه وضعت له ميزانية خاصة، حيث أكّد مصدر عليم أنّ البلدية لديها مشاريع مسجلة وتراكمات سابقة أضرّت بالسكان، كما تمّ تحرير محضر متكامل وحوّل إلى المسؤول الأولية عن الولاية، تمّ شرح فيه كل نقائص السكان، خاصة تلك المشاكل المتعلقة بالبرامج القطاعية وتقرير حول المدرسة والمستوصف، متحدّثا عن ميزانية مخصّصة للنقل وللإطعام الخاصة بالتلاميذ، مع مشروع لتعبيد الطريق على طول 4.5 كيلومتر كشطر أول، إلى جانب مشروع لتزويد السكان بالمياه الشروب.