كشف رئيس المجلس متعدّد المهن لشعبة الحبوب بتيبازة مصطفى بلوزاني عن الحاجة الماسة لنباتات مختلف انواع الحبوب في هذه الفترة إلى مياه مكثفة عادة ما يكون مصدرها الأمطار بالنظر الى كون هذه الفترة تتزامن ومرحلة استطالة النبتة التي تتطلّب مياها أكثر.
أشار مصطفى بلوزاني في معرض تحليله لواقع مزارع الحبوب بالولاية الى أنّ النبتة حاليا لم تبلغ بعد مرحلة الخطر بالرغم من طول فترة شحّ الأمطار وعدم بروز بوادر لسقوطها في الأيام القليلة القادمة، حسب مصالح الأحوال الجوية، الا أنّ تزامن هذه الفترة مع مرحلة الاستطالة للنبتة يتطلّب كميات كبيرة من المياه وفقا للتطوّر الطبيعي لفترة حياة النبتة، كما أنّ وجود المياه يتيح للنبتة تشكيل ربائب لها على سبيل دعم قدرات عطائها ورفع مردودها الانتاجي، وقد يؤدي تأخر نزول الأمطار الى تراجع ملحوظ في مردود المساحات المزروعة كما ونوعا وذاك ما يتخوّف منه معظم المزارعين.
أما عن العوامل التي رافقت مقاومة نباتات الحبوب للحرارة، أشار مصطفى بلوزاني الى أنّ الأمر يرتبط أساسا بالحرث العميق الذي يعتمده المزارعون عادة، إضافة الى الحرث المبكر بحيث تسمح هذه التقنية بتمكين التربة من الاحتفاظ بقدر معقول من الرطوبة لفترة طويلة نسبيا مع الاشارة الى كون معظم المزارعين يحترمون المسار التقني الذي تسهر المصالح الفلاحية على التوعية والتحسيس بأهميته بخلفية الحصول على مردود جيّد، إلا أنّ هذه الفترة الحساسة تتطلب بالرغم من ذلك سقيا تكميليا لانقاذها، غير أنّ الاشكال المطروح في الواقع يكمن في عدم حيازة المزارعين على التجهيزات التقنية الخاصة بالسقي باعتبارهم متعودين على الاعتماد على مياه الأمطار على مدار السنوات الفارطة. وبالرغم من توفر مياه السقي الموجهة لهذا الغرض الا أنّ عائق التجهيزات كشف عن محدودية قدرة المزارعين على التأقلم مع مختلف الحالات الطارئة.
تجدر الاشارة الى أنّ مصالح الموارد المائية وافقت مبدئيا على منح الفلاحين بتيبازة مليون م3 من سد بورومي بولاية البليدة و500 ألف م3 من سد بوكردان خصيصا لسقي حقول الحبوب هذا الموسم فهل ستتيح هذه الخطوة تلبية الحاجة المعبّر عنها من طرف المزارعين أم أنّ التساقطات المطرية الدورية تبقى الحل الأنسب لرفع الغبن عنهم؟