تحوّلت الكثير من الأحياء بالعاصمة إلى ورشات تصليح السيارات باستغلال البعض من الميكانيكيين فراغات من المساحات المحدودة للعمل أمام مرأى الجميع ملوثين تلك الفضاءات ببقايا الزيوت وقطع الغيار المرمية هنا وهناك، ناهيك عن أدوات عملهم الملقاة في كل زاوية، محدثة مشاكل عويصة في السير أو التنقل.
للأسف يعتبر هؤلاء ما صادروه من ملكية عمومية حقا مكتسبا كل صباح أو مساء تراهم يجرون كمية هائلة من وسائل العمل دون إحراج من أحد والأدهى والأمّر هنا هو أن أعداد هائلة من السيارات تتوقف أمام مكان إشتغاله ينتظر أصحابها دورهم بالرغم من أن القانون يمنع ذلك منعا باتا في حالة تلقي مصالح الشرطة شكاو من قبل السكان، إلا أن السلبية أصبحت السمة المميزة لدى المواطن بعد أن فقد حسه المدني ولا يهمه ما يحدث خارج بيته.
وهذا الموقف أثّر كثيرا على ديكور الأحياء إلى درجة تشويه منظرها العام، بعد أن عمّت بقعا سوداء في الأرصفة والطرقات جراء سيلانها من المحركات، عقب تفكيكها، وهناك من أتى بآليات ضخمة عبارة عن رافعات وخوفا من سرقتها ربطها بالسلاسل الحديدية بعمود الإنارة العمومية زيادة على وجود سيارات معطوبة بالأحياء متوقفة هناك لعدة شهور.. الجميع يمرّ أمامها ولا أحد يتكلم نظرا للتواطؤ على أساس الجيرة أو كما يقولون «وليد الحومة راه يسترزق».
هذا التبرير غير المنطقي لا يقبل به أحد أبدا على ميكانيكي الشارع وغيرهم أن يبحثوا على حل لأنفسهم من بينه كراء محلات كباقي العاملين في هذا الاختصاص وعدم الاستيلاء على «الحومات»، إذ أصبح الأطفال لا يجدون، أين يتحركون فإلى متى السكوت عن هذه المظاهر السلبية التي تترجم سلوكا غير حضاريا بتاتا والجري وراء الماديات فقط على حساب البيئة.
إننا حقا أما وضع في تفاقم، هؤلاء لا يحوزون على أي وثيقة رسمية تسمح لهم بالنشاط في الأحياء ومن حق مصالح الأمن وأعوان البلدية مطالبتهم بالتوقف الفوري بإعادة الأحياء لسكانها.