تشهد شعبة البطاطا بولاية بومرداس توسّعا ملحوظا من سنة إلى أخرى من حيث المساحة المغروسة وكمية الإنتاج المسجل، حيث تمكّنت خلال الموسم الفلاحي من إنتاج ما يزيد عن 680 ألف قنطار من هذه المادة الحيوية في مختلف مراحل الإنتاج الموسمية وما بعد الموسمية، وصلت الى مرحلة تصدير كمية منها إلى عدة بلدان كفرنسا، إسبانيا، قطر وغيرها، مع ذلك يبقى مشكل التسويق وضبط الأسعار من أكبر التحديات والصّعوبات التي يواجهها المستهلك يوميا.
رغم استمرار هيمنة شعبة إنتاج الكروم والحمضيات على جزء كبير من المساحة الفلاحية الصالحة للزراعة بولاية بومرداس المقدّرة بأزيد من 63 ألف هكتار، إلاّ أنّ شعبة الخضروات وإنتاج البطاطا تشهد هي الأخرى انتعاشا محليا من حيث الاهتمام وعودة الفلاحين لإنتاج هذه المادة الرئيسية في مائدة الجزائريين بعد سنوات من التراجع بسبب ارتفاع التكاليف، خاصة بالنسبة للبذور المستوردة والأسمدة التي تعدّت 10 آلاف دينار للقنطار الواحد، ناهيك عن المتطلبات الأخرى المادية، قلّة الوسائل وضعف اليد العاملة التي جعلت المنتجين يصرفون النظر عنها نحو محاصيل أخرى أكثر ربحا كعنب المائدة.
كما أدّت الظروف الطبيعية والتقلبات المناخية التي وصلت حد الجفاف في السنوات الماضية، وكذا ضعف قدرات التخزين وغرف التبريد الى عزوف الفلاحين على هذا النوع من المحاصيل التي تتكدس خلال مراحل جني المحصول، وبأسعار منخفضة لا تغطي تكاليف الإنتاج، لكن مع عودة اهتمام المصالح الفلاحية وتوسع مراكز التخزين وارتفاع الطلب على هذه المادة الرئيسية من قبل المستهلكين عادت الشعبة إلى الانتعاش مجددا، وارتفعت كمية الإنتاج المسجلة كل موسم كان آخرها السنة الماضية التي عرفت إنتاج كمية معتبرة.
وفي هذا الصدد، كشفت مديرة المصالح الفلاحية لبومرداس، «أنّ شعبة البطاطا عرفت نموا كبيرا من حيث الإنتاج في السنوات الأخيرة بفضل عدة عوامل منها اقتحام المتعاملين الاقتصاديين للقطاع، حيث ينشط 8 متعاملين في ميدان التخزين وتموين السوق بطريقة منتظمة حفاظا على توازنه واستقرار الأسعار، وهذا بإشراف الديوان الوطني المشترك للحوم والحبوب الذي يقدم تراخيص النشاط للمتعاملين.
إضافة إلى عامل التخزين المهم والمساعد على امتصاص الفائض، شهدت ولاية بومرداس أولى عمليات تصدير المنتجات الفلاحية كتجربة مشجعة للفلاحين والمتعاملين، وصلت إلى أزيد من 29 ألف قنطار من الخضروات منها 20 ألف قنطار من البطاطا إلى دول اوروربية وعربية، في انتظار توسيع النشاط مستقبلا حسب ذات المديرة.
مع ذلك يبقى قطاع الفلاحة وإنتاج المواد الرئيسية ذات الاستهلاك الواسع كمادة البطاطا بحاجة إلى تنظيم أكثر ورقابة مشددة في مجال التسويق وطريقة تموين الأسواق الجوارية ونقاط البيع الأخرى لانتشالها من أيادي المضاربين ومحتكري السلع الذين يتحكّمون في سلسلة التوزيع ما بين سوق الجملة والمواطن، وهذا بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية واستقرار الأسعار التي تبقى مع ذلك مرتفعة، وتترواح ما بين 55 إلى 60 دينارا رغم وفرة الإنتاج.