إختفت سيارات الأجرة بصيغة الجماعي من محطة «أودان» الى غاية اتجاهات المدنية، الأبيار، المرادية، شارع الشهداء، فندق الجزائر، الفنون الجميلة، بشكل ملفت للانتباه، منذ فترة طويلة يلاحظ رفض السائقون دخول المربع المخصص لنقل الزبائن القابعين هناك لساعات طويلة يضطرون الى الصعود في الحافلات أو أخذ وسائل أخرى للاتحاق بمناصب عملهم.
كل صبيحة يسجل غياب كامل للمركبات العاملة بالطريقة الجماعية بالرغم من وجود طابور من الأشخاص الذي لا يتجاوز عددهم على أقصى تقدير 6 أوأقل، معتقدين بأن العمل على هذا المحور السالف الذكر مازال ساري المفعول في حين أن القرار غير المعلن اتخذه المنسحبون بهدوء وبعيدا عن أي اعلان مسبق قصد اطلاع الآخر على مايجري، وهذا سلوك حضاري يستدعي العمل به واتباعه لكن مايحدث على مستوى هذه المحطة يتطلب تدخل الجهات المعنية من مصالح ولاية الجزائر لمعرفة ماوصل إليه الوضع.
عند استفسارنا عن هذه الهجرة الجماعية لدى المعنيين المباشرين من سائقين، تبين لنا أن العمل بسعر 30 دينارا من نقطة «أ» الى نقطة «ب»، لايغطي أبدا التكاليف من بنزين أو قطع الغيار زيادة على الازدحام المروري والمناوشات والملاسنات اليومية مع الركاب بالاضافة الى استيلاء غرباء على مواقف سيارات الأجرة حيث لا يجد هؤلاء مكانا لتأدية مهامهم على أحسن وجه، بل يتعرضون لتهديدات وشكاوي والمعاناة هنا بمحطة الأبيار، التي تعد محل قلق دائم نظرا لسحب الوثائق منهم عند محاولتهم الاحتجاج.
يرى السائقون أن المخرج الوحيد الذي ينقذهم من هذه الوضعية المعقدة، هو العودة الى الاشتغال بالعدّاد، كونه يدر عليهم دخلا محترما فالوجهة من أودان الى فندق الجزائر تقدر بـ 80 دينارا في انعدام الاختناق المروري ويصل الى 100 دينار إذا كان الأمر عكس ذلك وبالنسبة للطاكسي الجماعي 30 دينارا وبإمكانكم ملاحظة الفارق ويسلم السائق الأول القيمة المذكورة من 4 أشخاص، إن لم نقل 5.
ما تبقى من العاملين بـ 30 دينارا ينوون مغادرة هذه المحطة، إن كان ذلك آجلا أم عاجلا، بحسب مافهمنا منهم، في حالة عدم اقدام الادارة على اصلاح هذه المهنة الحرة والنبيلة في آن واحد بعد أن تركها العديد منهم مفضلين العدّاد أو النشاط على مستوى المطارات أو الفنادق الكبيرة أوفي المحطات البرية المعروفة تفاديا لكل ذلك الصداع وهناك من هو ملتزم بنقل العائلات كل صباح أو مساء وغيرها من الارتباطات المهنية وهذا من حقه.
نشير هنا الى أن محطة أول ماي ـ المدنية ـ للطاكسي الجماعي تشهد إقبالا مكثفا والكثير يفضل العمل على هذا الاتجاه وحجتهم في ذلك عدم وجود الازدحام وقصر المسافة وعدم وجود احراج من هنا وهناك في حين أن أول ماي الرويسو تسير بوتيرة بطيئة.. مقارنة بأول ماي ـ المدنية.
رسالتنا من كل ما قلناه سالفا أن مهنة الطاكسي الجماعي في إضمحلال وأقول دون علم السلطات المسؤولة عن مصالح الولاية والأمن المتابعين لهذا الملف.. والضحية في ذلك كله المواطن.