حذّر المختصون في طب النساء والتوليد من خطورة تراجع الرضاعة الطبيعية في بلادنا، خاصة بعاصمة الأوراس باتنة، الأمر الذي سيتسبب مستقبلا في الإصابة بأمراض خطيرة وسط الأطفال، لأنهم لم يتشبعوا بحليب الأم الذي يعتبر الواقي الوحيد من الأمراض والمحفز على المناعة.
جاءت هذه التصريحات، خلال فعاليات اليوم التحسيسي حول الرضاعة الطبيعية وفوائدها للطفل والأم، المنظم بالمركز الاستشفائي الجامعي بن فليس التهامي بباتنة، تحت شعار «حليبك الأفضل لابنك»، والذي أفتتحه مدير المستشفى مسعود بولقرون، و حضره مختصون، ناقشوا خلاله أهمية الرضاعة الطبيعية، التي اعتبرها البروفيسور براهمي، دواء ومضادا حيويا طبيعيا من شأنه أن يقي الصغير كل الأمراض، إلى جانب مساهمته في التقليل من نسبة وفيات الأمهات والصغار، على حد سواء.
أكد المتحدث لجميع الزائرات والموظفات وكذا رفيقات المرضى، خلال اليوم التحسيسي على ضرورة تشجيع الأمهات على تقديم الثدي للرضيع منذ الوهلة الأولى للولادة، نظرا إلى الفوائد التي تحملها القطرات الأولى من حليب الأم، واصفا إياها بـأحسن لقاح يلازم الطفل طوال حياته.
بدورها الدكتورة زرقين، أوضحت أن الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وقد لوحظ أن الأمهات اللاتي يرضعن أولادهن خاصة في السن المبكرة أقل إصابة بهذين الداءين بالمقارنة باللاتي لا يرضعن.
أشارت إلى أهم الفوائد التي تعود على الأم المرضعة، ومنها أن الرضاعة توفر السعادة للأم وهي تشبع غريزة وعاطفة الأمومة لديها، كما تكسب الأم راحة ووقتا وجهدا أقل مقارنة بالجهد والوقت الذي تصرفه في إعداد الرضاعة الصناعية.
عبر المختصون عن أسفهم لتراجع الرضاعة الطبيعية، حيث إن الأمهات اللواتي لا يرضعن في الساعات الأولى بعد ولادة الطفل يواجهن مشكلة صعوبة في الرضاعة الطبيعية خاصة أن الأطفال حديثي الولادة يفقدون المص بعد فترة لاسيما عندما يعتاد الطفل على سهولة وتوفر الزجاجة، مؤكدين على أهمية الرضاعة الطبيعية التي هي غنية بالمعادن والفيتامينات ما يعطي مناعة كافية للطفل طوال حياته.
ولتشجيع الأمهات على الإرضاع، بحسب المختصين، فيجب إعدادهن مسبقا أثناء الحمل وبعد الولادة، كما قال المختص هادف، داعياً إلى أهمية إعدادهن مسبقا أثناء الحمل وبعد الولادة وإلى ضرورة إقناع الأمهات بأهمية هذه المادة الطبيعية المعقمة المتوفرة طوال اليوم وسهلة الهضم لدى الطفل، فضلا عن فوائدها الطبيعية.
نشير إلى انه قد تم على هامش هذا اليوم تنظيم مسابقة للأطفال المرضى والأمهات بمصلحة طب الأطفال لدعمهم وكسر روتين المرض خاصة بالنسبة للأطفال الذين مكثوا طويلا بالمستشفى للعلاج.