أحصت مصالح الغابات بتيبازة 1766 طير مائي مهاجر مستقرّ بالمناطق الرطبة المحلية خلال فترة الشتاء، وهو رقم مرتفع نسبيا عمّا تمّ تسجيله على مدار عدّة سنوات خلت، حين كان العدد الاجمالي للطيور المحصاة لا يتجاوز عادة 750 طائرا عشية إحياء هذه الذكرى المصادفة لـ ٢ فيفري من كل سنة.
علمنا من رئيس مصلحة حماية النبات والحيوان بمديرية الغابات بالولاية، محمد جمال، بأنّ عملية الاحصاء لهذه السنة والتي تتم عادة بالتزامن مع عمليات إحصاء عالمية أخرى بخلفية ضبط العديد الحقيقي للطيور التي تساهم في الواقع في دعم التنوع البيولوجي استمرت على مدار يومين، بحيث تمّ التركيز في اليوم الأول على المناطق الرطبة للمنطقة الغربية، والتي تشمل سد كاف الدير وأودية الداموس ومسلمون والسبت ومسلمون وحجرة النص فيما تواصلت العملية خلال اليوم الثاني بالأحواض المائية لمناصر وسيدي بوكردان وبوجبرن، وهي العملية التي شارك فيها طلبة جامعة تيبازة المعنيين باختصاص الطبيعة والحياة، وعدد من ممثلي المتعاملين ذوي الصلة بالملف.
وبلغة الأرقام، فقد تمّ جرد 197 بط عنق أخضر، 568 غراب ماء، 11 غطاس متوّج،127 غرّة أوراسية، 622 طائر نورس، 48 دجاج ماء، 51 بشلون رمادي، 70 أبوقردان و6 غطاس صغير، بحيث لوحظ تواجدا مفرطا لفصيلتي النورس وغراب الماء لأسباب لها علاقة مباشرة بالظروف المناخية المواتية التي توافق حياة هذا النمط من الطيور.
وعلى صعيد المناطق الرطبة بالولاية، أشارمحدّثنا الى تسطير برنامج توعوي شامل لفائدة تلامذة المؤسسات التربوية لغرض اطلاعهم بأهمية الحفاظ على هذه المناطق بحث الأولياء على تجنب التصرفات السلبية وغير الحضارية التي تلحق بها الضرر بشكل مباشر، مع التركيز على مساهمة هذه المناطق في التنوع البيئي الأمر الذي يستوجب ضرورة الحفاظ عليها، كما تجدر الاشارة هنا الى كون ولاية تيبازة تحوز على عدّة مناطق رطبة غير مصنفة الى حدّ الآن، ويتعلّق الأمر بثلاث سدود وخمسة اودية اضافة الى بحيرة صغيرة بالحطاطبة وأحواض مائية لبلدية مناصر.
أمّا عن التصرفات السلبية التي تتعرّض لها المناطق الرطبة بالولاية، فقد أشار رئيس مصلحة حماية النبات والحيوان بأنّها تعنى على وجه الخصوص بالصيد العشوائي للطيور والحيوانات البرية المقيمة بها مؤقتا اوعلى مدار السنة، اضافة الى الاستعمال غير العقلاني لمياه الكائنة بتلك المناطق واستعمال النترات والميدات الفلاحية بطرق غير منتظمة وغير مدروسة مما يؤثر بشكل مباشر على نوعية المياه، وكذا رمي العجلات المطاطية بالسدود وحصول انجرافات للتربة في بعض المناطق.
وللتصدي لهذه الظواهر السلبية، أكّد محدثنا بأنّه لا يمكن في الواقع مراقبة مجمل المناطق الرطبة على مدار الساعة واليوم، الا أنّه تمّ اقتراح برامج تنموية متكاملة تصب في هذا المنحة كالتشجير مثلا ووضع الأحجار والمتاريس لتجنب ظاهرة الانجراف فيما تبقى قضية المبيدات الفلاحية من اختصاص الجهات المصالح الفلاحية.