ترعرعت ببودواو في بيت متشبع بالنضال الوطني والوعي السياسي، ابنة مجاهد وعضو فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، انخرطت في النشاط السياسي لأول مرة بعد تخرجها من الجامعة كمحامية لدى المجلس سنة 2005، اختارت بالفطرة حزب جبهة التحرير الوطني كإطار نضالي لبدء مشوارها في المعترك السياسي ودخول المجلس الشعبي الولائي لأول مرة خلال انتخابات 29 نوفمبر 2011، إنها المناضلة ايت احمد فازية التي تتحدث اليوم على صفحات “الشعب” عن تجربتها السياسية وطموحاتها المستقبلية..
أحلم أن أدخل البرلمان ثم اصبح وزيرة العدل تطبيقا لشعار “عندما نريد نستطيع”، هكذا وضعت عضو المجلس الشعبي الولائي لبومرداس عن حزب جبهة التحرير الوطني ايت احمد فازية نصب عينيها مستقبلها السياسي الذي انطلق ذات يوم من سنة 2005 من قسمة الأفالان ببودواو البحري...تقول عن نفسها...ترعرعت في بيت كله نضال ووعي سياسي مفعم بالتفاهم خاصة بالنسبة لي كامرأة، حيث لم اجد اي اعتراض من طرف افراد العائلة على ولوج المجال السياسي وخوض التجربة الانتخابية، وذلك نابع من الثقة الكبيرة للعائلة والمستوى العلمي الذي اتميز به كمحامية، وهي عوامل ساعدتني وشجعتني على دخول المعترك السياسي الذي كنت اتمناه ان يبدأ من البرلمان، حينما قدمت ملف الترشح الى قسمة جبهة التحرير الوطني ببودواو البحري لكني لم اتلق اي رد، ثم خضت تجربة انتخابات المجلس الولائي حيث أتواجد حاليا كعضو فعال في كتلة الأفالان المتكونة من 11 عضوا بينهم 3 نساء يشكلون رؤساء لجان مختلفة..
وعن تجربتها السياسية القصيرة ولماذا اختارت المجلس الولائي بدلا عن المجلس البلدي احتراما للتدرج السياسي تقول فازية..هي تجربة قصيرة لكنها مشجعة جدا بالنسبة لامرأة تحلم بمستقبل سياسي كبير.. أنا اشكر الرئيس بوتفليقة على كوطة المرأة التي أتاحت لنا دخول المجالس المنتخبة وإلا ما كنا هنا اليوم، لكن مع ذلك فإني لست مقتنعة تماما بما قدمت لكنها خطوة جيدة نحو الأمام، اما عن اختيار المجلس الشعبي الولائي فهو نابع من قناعة أن المنتخب المحلي في هذا المستوى بإمكانه تقديم الكثير للمواطن بسبب قربه من صنّاع القرار في الولاية وسهولة تمرير انشغالات المواطن المختلفة انطلاقا من تقارير اللجان والتدخلات المباشرة امام الجهاز التنفيذي خلال دورات المجلس، لكن ليس معنى ذلك ان المجلس البلدي لا يقوم بمهامه المنوطة به.
ولدى تقييمها لأداء المرأة في المجالس المنتخبة، وكيف هي نظرة الرجل للمرأة السياسية في مجتمع بومرداس المحافظ...تساءلت عضو المجلس الشعبي الولائي بالقول...لماذا لا تكون المرأة المنتخبة رئيسا للمجلس او نائبا للرئيس وتبقى حكرا على الرجل..؟ نحن الآن أقلية في كتلة الأفالان، وبالتالي فإن قوة التأثير في هذا المجال محدودة الا في حالة اعادة النظر في نسبة تمثيل المرأة داخل المجالس المنتخبة حتى تكون للمرأة حظوظ اوفر في تولي المناصب السياسية العليا خاصة على المستوى المحلي، بالنظر الى انعدام تقاليد في هذا المجال، كما ان نظرة المواطن للمرأة السياسية لا يزال يحمل الكثير من التحفظات الى غاية حدوث العكس بناء على النتائج المحققة في الميدان التي بإمكانها تحسين الصورة، لكن بشرط تمتع المرأة بالمستوى الثقافي والعلمي الكبير حتى لا تكون مجرد لعبة سياسية يمكن استغلالها ولعب دور ملء الفراغات..
هذا وتحدّث عضو المجلس الولائي لبومرداس ايضا عن عدة جوانب من حياتها النضالية والعلمية كمحامية وعضو في المنظمة الجهوية للمحامين لناحية بومرداس، إضافة الى جوانب من شخصيتها الفكرية التي تميل اكثر الى الفلسفة القانونية في الحياة، ومع ذلك تبقى بعض الوجوه النسوية الجزائرية المعروفة تمثل بالنسبة لها مثالا للنجاح والعبرة منهن بالخصوص الروائية الجزائرية زهور ونيسي والاعلامية المتألقة وعضو مجلس الأمة زهية بن عروس..
عضو المجلس الشعبي الولائي لبومرداس ايت احمد فازية
لست مقتنعة بما قدمت.. لكنها خطوة نحو الأمام
بومرداس..ز/ كمال
شوهد:780 مرة