أبدى معظم المواطنين الذين التقيناهم، رضاهم عن مبادرة إدخال تقنية السجل الوطني الآلي لاستخراج وثائق الحالة المدنية، خاصة شهادة “أس12”، حيز الخدمة على مستوى كل البلديات، كونها تسهل عليهم مهمة الحصول على ما يحتاجونه من وثائق إدارية، كما تجنبهم عناء التنقل من ولاياتهم إلى مكان ولادتهم، والانتظار في طوابير لساعات وساعات.
«الشعب»، وقفت على مدى سير العملية وتجاوب المواطنين مع آخر الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية في سبيل التخفيف عن المواطن وتحسين الخدمة العمومية. وفي هذا الإطار، أكدت لنا السيدة فتيحة أويحي، مختصة تجميل، أنها حين كانت تقطن بنواحي الرغاية تتنقل نحو بلدية الأبيار أين ولدت لاستخراج شهادة الميلاد، حيث أنها في البداية كانت تعتبر الرغاية بلدية خارج العاصمة ولهذا كان أعوان البلدية يسرعون في استخراج وثائقها.
وأضافت السيدة فتيحة في حديث لـ«الشعب”، أصبحت بلدية الرغاية ضمن البلديات التابعة للعاصمة، مما جعلها تقف في طوابير لساعات ولا يتسنّى لها الحصول على شهادة الميلاد 12 في وقت مبكر، وأحيانا تصل متأخرة بسبب الازدحام المروري ولا تحصل على الوثيقة.
وفي هذا السياق، أشارت محدثتنا إلى أن شقيقتها سئمت البحث عن العمل بسبب الملف الإداري وما يتطلبه من وثائق جديدة لاسيما شهادة الميلاد الأصلية التي تستخرجها من بلدية القبة، هذه الأخيرة خدماتها سيئة وأحيانا تنتظر يومين للحصول على الوثيقة، بحسب ما أفادت به السيدة أويحي، علاوة على شهادة الجد التي تستخدم في استخراج وثيقة السوابق العدلية والجنسية، مما يجعلهم يتنقلون إلى ولاية تيزي وزو لإحضارها، وبإدخال السجل الوطني الآلي للحالة المدنية ستسهل الخدمة على المواطن وتنهي معاناته.
وبالمقابل، أعربت المتحدثة عن تخوفها من تعطل شبكة السجل الوطني الآلي للحالة المدنية، مثلما يحصل على مستوى البريد المركزي حين تتعطل أجهزة الإعلام الآلي ويضطر المواطن الانتظار، قائلة: “يبقى الأرشيف أضمن في هذه الحالة”.
من جهتها، استحسنت “سعاد بوخالفة”، طالبة بجامعة الجزائر2، مبادرة وزارة الداخلية والجماعات المحلية في اعتماد تقنية السجل الوطني الآلي للحالة المدنية، قائلة إن هذه الخدمة تسهل على المواطن استخراج الوثائق دون التنقل، خاصة عند تحضيرها لملف الضمان الاجتماعي الذي يتطلب شهادة الميلاد الأصلية، وباعتبارها تقطن في الحي الجامعي يصعب عليها التنقل إلى بلديتها لإحضار الوثيقة قبل انتهاء آجال تسليم الملفات، وباستخدام السجل الوطني الآلي للحالة المدنية، يمكنها الحصول على شهادة الميلاد الأصلية من العاصمة.
وأضافت سعاد، أن هذه المبادرة تساعد كثيرا الطالبات اللواتي يقطنّ في ولاية تمنراست، نظرا للمسافة الطويلة التي تربط العاصمة بالجنوب، نفس الأمر أكدته زميلتها إسمهان القادمة من ولاية تسيمسيلت.
وبالموازاة مع ذلك، اتّصلنا برئيس بلدية حسين داي، السيد سدراتي، الذي بدوره استحسن التقنية الجديدة التي من شأنها الارتقاء بمستوى الخدمة العمومية على مستوى البلديات، قائلا: “أنا شخصيا شعرت بجديد وكل ما يساعد المواطن ويخفّف عنه المعاناة يفرحنا ونباركه، خاصة وأن بعض المواطنين الذين غادروا بلدية حسين داي هم من مواليد مستشفى حمود نفيسة ـ بارني سابقا ـ والآن ستسهل عليهم المهمة”، مضيفا في حديث هاتفي لـ«الشعب”، أنه بعد أسبوعين من دخول هذه الخدمة حيّز التنفيذ ستصبح الأمور أحسن.