استحسن المواطنون قرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية القاضي بدخول السجل الوطني الآلي حيّز الخدمة الفعلية على مستوى جميع بلديات التراب الوطني، وهي التقنية التي من شأنها تسهيل عملية استخراج شهادة الميلاد الأصلية، والتخفيف من معاناة استخراج الوثائق الإدارية فيما يخص المواطنين الذين يقطنون في بلديات غير تلك التي ولدوا بها.
وعليه يمكن لكل مواطن استخراج شهادة ميلاده من بلدية إقامته وفي أي بلدية من بلديات الوطن دون أن يكون مجبرا على التنقل إلى مكان ولادته.
ويسمح هذا التنظيم حسب ما أكده أحد أعوان الإدارة العامل بالمصلحة المدنية ببلدية دالي إبراهيم أنّها ستخفّف على المواطن معاناة التنقل بين ولايات الوطن، سيما الذين ولدوا في ولاية مغايرة لمكان إقامتهم والسماح لهم باستخراجها في أي وقت يريدون.
وأعرب لنا عدد من المواطنين عن سعادتهم من دخول هذه العملية حيز الخدمة، حيث عبّرت أمينة عن فرحتها بهذه المبادرة، على أساس أنّها من مواليد الشرق الجزائري ولطالما تحمّلت معاناة السفر في كل مرة، وقطع مئات الكيلومترات التي أثقلت كاهلها وجعلتها تفوت فرصة المشاركة في العديد من مسابقات التوظيف.
وفي هذا الإطار، أكّد عدد من المواطنين ممن التقيناهم بالحالة المدنية ببلدية الشراقة، أنّ حركة واسعة النطاق تشهدها هذه المصالح جاءت استجابة لاحتياجات وانشغالات المواطنين في شتى الميادين، فهناك إنجازات عديدة مسّت مختلف المصالح التي تمّ تدعيمها بأحدث التكنولوجيا، فضلا عن اعتماد المخططات المستقبلية والتي ترمي إلى تحسين المحيط الإجتماعي للمواطن.
من جهة أخرى، ثمّن عدد من المواطنين ممن التقيناهم ببلدية بن عكنون الإجراءات الجديدة التي يتم اتخاذها من طرف مصالح البلديات، والخاصة باستعمال الإعلام الآلي في استخراج الوثائق الإدارية سهل كثيرا من هذه العملية.
وترى رشا أنّ السجل الوطني للحالة المدنية الأوتوماتيكي خطوة إيجابية للجزائريين الذين تحمّلوا الصعاب ـ بأتمّ معنى الكلمة تقول ــ لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية، كما أبرزت محدثتنا التحديات التي تواجهها مختلف مصالح البلديات في ظل العلومة، وما يشهده العالم من تطورات جعل منها قرية صغيرة، وهو ما يلزمنا اليوم التماشي مع هذه التقنيات الجديدة في سبيل تذليل كل العراقيل على المواطنين، وتسهيل حياتهم اليومية خاصة ما تعلق منها بإستخراج الوثائق الإدارية دون عناء.
وقال المواطن وسيم القاطن ببلدية بوزريعة والمولود بولاية قسنطينة إنّ تمكين المواطن من استخراج شهادة الميلاد الأصلية بمقر البلدية التي يتواجد بها، سيساهم في تخفيف المعاناة المستمرة للمواطنين أمام سجلات الحالة المدنية، لاسيما القادمين من ولايات أخرى، مشيرا إلى أنّ ذلك سيغنيهم عن مشقة التنقل إلى مسقط رأسهم لاستخراجها، والذي قد يكلّفهم الوقوف أمام طابور طويل، لمواطنين قادمين من مختلف جهات الوطن، قد لا ينتهي ـ حسبه ـ إلى ساعات متأخرة وربما المبيت في الشارع، لا لشيء سوى لاستخراج شهادة.
وإن تأخرت هذه المبادرة ـ يقول ـ التي جعلت أغلب المواطنين يعزفون على وضع ملفات معينة بسبب صعوبة استخراجها وبيرقراطية الإدارة اللامتناهية، إلا أنه لاقت استحسانا كبيرا وسط طالبي شهادات الميلاد، والتي ستغنيهم بالدرجة الأولى عن مشقة التنقل من ولاية إلى أخرى أو من بلدية إلى أخرى، لاسيما بعض البلديات التي تجبر المواطن على وضع طلب استخراج الشهادة صباحا، واستردادها مساء، وبين الصباح والمساء عناء لامتناه للمواطن الجزائري.