أجواء خاصة لاستقباله

ورقلة.. عادات متجذرة تطبع الـ “عيد الصغير”

إيمان كافي

تنطلق التحضيرات للعديد لدى ساكنة ورقلة وعلى غرار باقي الوطن وتصبح أكثر جدية في ليلة شك، حيث تنتظر كل البيوت أن يهل عليها هلال العيد وهي في أبهى حلتها، لذا تحرص النسوة على تحضير أماكن لاستقبال الضيوف بتنظيف البيت وتزيينه.

في ليلة الشك عادة ما تكثف الأعمال المنزلية داخل البيوت، إيذانا بانتهاء آخر الروتوشات لاستقبال عيد الفطر، حيث تجهز النساء في العادة غرفة الاستقبال والحوش الذي يعد أساسيا لاحتضان أجواء الاحتفال بالعيد بين أفراد العائلة واستقبال الأهل والأصدقاء خاصة من رجال العائلة، إذا كانت الأجواء الطبيعية ملائمة، خاصة أن العيد هذه السنة يتوافق مع فصل الربيع الذي يميل أكثر للاعتدال في درجة الحرارة بهذه المناطق.
ولأن أغلب العائلات تحتفل باستقبال العيد جماعة، فإن ليلة الشك تعد ضرورية للاجتماع في بيت الوالدين والانطلاق في مختلف الاستعدادات معا بعد الإفطار مباشرة، حيث يجتمع الأطفال الصغار والنساء عقب الانتهاء من تحضير “الحنة” وتسمى هذه الفعاليات بـ “التحنية” محليا، التي تعد فعالية هامة من علامات عيد الفطر المبارك، وتضفي شعورا خاصا لدى الصغار والكبار ترافقه فرحة بقرب موعد استقبال العيد.
وتفضل النساء والبنات المشاركات في مختلف التحضيرات، خاصة ما تعلق منها بتجهيز غرف وأماكن الاستقبال، الاهتمام بالتفاصيل وتحضير أفرشة جديدة أو المخصصة منها للأيام المميزة كيوم العيد لجعل البيت أكثر بهاء وإشراقا باستقبال عيد الفطر.
كما تحضر الأواني المخصصة للحلويات المصنوعة من طرف نساء البيت جماعة أو فرادا، وفي بعض العائلات مازالت تحضر “أكلة المختومة” كما ذكر في حديث لـ “الشعب” عبد القادر شبعني المهتم بعادات وتقاليد المنطقة، وتبدأ عملية تجهيزها ليلة قبل العيد، من أجل الانطلاق في إعدادها صبيحة العيد مبكرا لوضعها في طاولة الاستقبال بحسبه.
خلال أمسية “ليلة الشك” ينتظر أفراد العائلة ككل العائلات عبر تراب الوطن وهم منشغلون في أداء مهامهم المتبقية تأكيد موعد عيد الفطر، في أجواء يتزاحم فيها الدعاء والتمني باكتمال عدة شهر رمضان ثلاثين يوما وبين من هو متحمس لاستقبال أول أيام العيد.
في اليوم الأول لعيد الفطر يكون استقبال الضيوف في منزل كبير العائلة وهو منزل الوالد عادة، وبعد أداء الصلاة يتم التغافر بين جميع أفراد العائلة ويفطرون على طاولة مزينة بكل أصناف الحلويات والقهوة الصباحية، ثم ينطلق الرجال في وصل الأهل والأقارب لتهنئتهم بالعيد.
ويحرص الجميع على أن تكون وجبة الغذاء وجبة تقليدية في الغالب وجامعة لكل أفراد العائلة، ويعد طبق الطعام باللحم والخضر أكثر طبق يحظى بتصويت معظم الساكنة، حتى أنه ينكه بروائحه معظم الأزقة والشوارع، وفي أمسية اليوم الأول للعيد تتواصل عملية زيارة الأهل والأقارب للتهنئة والتغافر.
أما ثاني أيام عيد الفطر، فيخصص لزيارة الأهل من الفروع أو المتواجدين في أماكن بعيدة أي خارج الحي أو القرية، بينما يتوجه كبار السن نحو الزوايا لمغافرة شيوخ الزاوية وفي المساء يذهبون إلى المقابر لزيارة موتاهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024