حان الوقت لإحلال شرعية الكفاءات مكان الشرعية الثورية
يحتفل الشعب الجزائري بالذكرى الـ 54 للاستقلال في مثل يوم غد من سنة 1962 و تأتي هذه الذكرى في وجود ظروف حساسة تمر بها الجزائر تتمثل في جملة من التحديات الدولية و الإقليمية على الصعيد الخارجي و أخرى سياسية و اجتماعية داخليا و كلاهما تفرض علينا التمسّك بالوحدة و رص الصفوف إذا أردنا الحفاظ على مكسب الاستقلال الوطني و العمل على تثمين هذا الانجاز الذي قدّمت من أجله الجزائر مليون ونصف من الشهداء حملونا هذه الأمانة الثقيلة ولا خيار لنا اليوم إلا صونها والحفاظ عليها وعلى عهد الشهداء الأبرار.
اعتبر المجاهد والدكتور عمار بوحوش – لدى نزوله ضيفا على جريدة «الشعب» بمناسبة الذكرى الـ 54 لعيدي الاستقلال والشباب- انه من أكبر ثمار الاستقلال هو إقامة دولة اجتماعية تخدم المواطن الضعيف و أضاف أن المواطن الجزائري استطاع بفضل هذه السياسة من الحصول على الكثير من المزايا، إلا ان الدكتور بوحوش لم يخف ان هذا النهج تخللته الكثير من النقائص، سيما ما تعلق بمنح الأراضي الفلاحية في إطار الثورة الزراعية وتأميم الأراضي وهي سياسة لم تنل قبول الكثير من قادة الثورة و إطارات الدولة الجزائرية الذين اختلفت فلسفتهم مع نظرة الرئيس الراحل هواري بومدين في هذا الاطار، كما عبر المجاهد و عضو اللجنة المديرة للاتحاد الوطني للطلبة المسلمين الجزائريين عن عدم رضاه على الطريقة التي تسير بها هذه الوظيفة الاجتماعية، حيث قال انه لا يمكن أن تتم الاستفادة من السكن الاجتماعي بالطريقة المعمول بها حاليا حيث انه و بدعوى إعطائه للطبقات المحرومة يتم بالمقابل إقصاء الكثير من الناس الذين يعيشون في ضائقة سكنية و لكنهم لم يلجأوا إلى اللجوء الى بيوت قصديرية و هذا حفاظا على كرامتهم مثلا.
عن كيفية تثمين واستثمار نتائج هذا الاستقلال، قال الدكتور بوحوش أنه آن الأوان للتفكير بجدية في كيفية الانتقال من الشرعية الثورية إلى شرعية الكفاءة والمهارة، وفي هذا الصدد، قال عمار بوحوش ان المجاهدين، أدوا وظيفتهم المتمثلة في تحرير البلاد و هي المهمة التي لم تكن سهلة، بل قل كانت شبه مستحيلة و لكنهم استطاعوا رفع التحدي وعلى الشباب اليوم التشمير على السواعد و استلام المشعل و في هذا الصدد اعتبر ضيف «الشعب» انه على الجزائر اليوم الاستثمار في الكفاءات المتوفرة و هو ما يتطلب ما أسماه بسياسة وطنية متينة،
الدكتور عمار بوحوش عاد في الدردشة التي جمعته مع إعلاميي جريدة «الشعب» إلى تلك اللحظات الرائعة و التاريخية التي عاشها كطالب بالولايات المتحدة الأمريكية، يوم الإعلان عن نتائج استفتاء تقرير المصير، يوم 03 جويلية 1962، و تكلّم عن تجربته في الكفاح كطالب جزائري بهذا البلد، مؤكدا أنهم كطلبة وجدوا كل الدعم والتعاطف من الشعب والحكومة الأمريكيتين التي فتحا أمامهم كل البلدان، كما عاد الدكتور بوحوش الى الاحتفالية التي أقامها الطلبة الجزائريين بمناسبة اعلان الاستقلال في احد الجامعات الامريكية و التي شهدت مشاركة طلبة من مختلف أنحاء العالم و قال أن هذا الحدث استطاع توحيد كل النقابات الطلابية رغم اختلافها و تباين أفكارها و هذا اعتبره المجاهد و الأستاذ الجامعي الدكتور بوحوش عمار دليل على عظمة هذا الحدث التاريخي.
... في سطور
هو من مجاهدي ثورة 1 نوفمبر 1954 ومن الطلبة الذين أوفدتهم الثورة للتكوين في الخارج وهو كذلك عضو اللجنة المديرة في اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين.
•يشتغل حاليا بالتدريس كأستاذ للعلوم السياسية والادارية بجامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية.
•متحصل على دكتوراة دولة في العلوم السياسية، تخصص علوم ادارية ونظريات سياسية، جامعة ميزوري التي اشتغل بها لاحقا كمعيد بين سنتي 1968 - 1970، ليعود بعدها الى ارض الوطن و يشتغل بالتدريس في الجامعة الجزائرية اعتبارا من سنة 1970 الى يومنا هذا.
•شغل الدكتور بوحوش العديد من المناصب والمسؤوليات من أبرزها:
•مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية
•خبير بالمنظمة العربية للعلوم الادارية بعمان
•أستاذ زائر بالجامعة الاردنية
•أستاذ زائر بجامعتي دمشق و الكويت
•أستاذ بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (الرياض)
•كما شغل العديد من الوظائف الأكاديمية والبحثية بالجامعة الجزائرية .
•للدكتور بوحوش العديد من المؤلفات و المنشورات نذكر منها
•العمال الجزائريون في فرنسا •نظرية الادارة العامة •الاتجاهات الحديثة في علم الادارة
•التاريخ السياسي للجزائر من البداية لغاية 1962
•التاريخ السياسي للجزائر من 1962 إلى يومنا هذا
•كما سيصدر قريبا للدكتور بوحوش كتاب بعنوان: «شاهد على مشاركة الطلبة في تحرير الجزائر منذ 1954 إلى 1962».
