احتكر رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية الدكتور حنيفي الاضواء يوم أمس في الندوة التي نظمت بالمدرسة العليا للصحافة حول الرياضة الجزائرية، عندما اعلن صراحة امام الحضور انه فشل في مهمته على رأس الهيئة الاولمبية، وانه يتحمل الفشل، «وبالتالي انسحب ولن أترشح لعهدة اخرى».
ويمكن القول ان الندوة عرفت حضورا مميزا من المنشطين، على غرار وزير الشباب والرياضة السابق عزيز درواز واللاعب الدولي والمسير على مستوى الفاف رضا عبدوش، الى جانب نخبة من الرياضيين والمدربين الذين شاركوا في النقاش حول الرياضة في الجزائر في الماضي والحاضر.
فرغم البرنامج الثري الذي سطره مع مكتبه التنفيذي، الا ان حنيفي لم يصل الى مبتغاه وكانت النتائج في العهدة الاولمبية الماضية كارثية في المنافسات الدولية، وظهور صراعات كثيرة اثرت على العمل المتجانس في صالح الرياضة، حتى انه قال: «الميدالية الذهبية لمخلوفي كانت مفاجأة كبيرة، حيث ان المسؤولين المباشرين لم يكونوا قد وضعوا ذلك ضمن اهداف المشاركة.. ويمكنني القول أن الموارد المالية كانت موجودة على مستوى الاتحاديات، لكنها لم تستعمل بصفة عقلانية في غياب استراتيجية واهداف واضحة.. وبالتالي فقد عملت ضمن الفريق الذي ترأسته وفشل، مما يعني انني فشلت، ولن اترشح مرة اخرى بسبب هذا الفشل».
وجود عدة ثغرات..
ومن جهته فقد تطرق عزيز درواز لمختلف المراحل التي مرت بها الرياضة الجزائرية منذ الاستقلال.. وكانت مرحلة الاصلاح الرياضي الذي بدأ تطبيقه منذ (١٩٧٧) جد قيمة في مسار النخبة الوطنية التي حققت نتائج كبيرة على المستوى الدولي ومشاركات عديدة في كؤوس العالم والاولمبياد وفي الكلمة المطولة التي القاها ركز الوزير السابق على الدور المعنوي للممارسة الرياضية التي كانت حقا في تلك الفترة، وبمشاركة عدة وزارات، الامر الذي اعطى قاعدة صلبة للرياضة في الجزائر.. قبل ان تظهر بعض الثغرات، لاسيما في كرة القدم، والتي اثرت على السير الحسن للعملية.
وكان للازمة الاقتصادية من جراء تراجع اسعار البترول دور كبير في تخلي الشركات الوطنية عن الاندية، حسب درواز والتي دخلت مرحلة جديدة في مسارها، واثر كثيرا على المستوى العام ونوعية الممارسة.
وفي نظر درواز ان الرياضة الجزائرية حاليا تعيش ازمة حقيقية، كون الاموال وبنسبة كبيرة مركزة على كرة القدم فقط، مما احدث عدم التوازن، وانتقد في نفس الوقت العدد الكبير للاندية المحترفة، وقال: «من غير المنطقي ان يكون عدد الاندية بهذا العدد في انطلاق الاحتراف، فكان من الافضل البدء بعدد ضئيل ليرتفع على مراحل باحترام دفتر الشروط».
وفي نفس السياق سار رضا عبدوش في كلمته امام الحضور، اين قال: «تسرعنا في الدخول في نظام الاحتراف، حيث ظهرت العديد من السلبيات منذ البداية، فلا يمكن ان يكون الاحتراف اداريا وننسى الاشياء الاساسية في كرة القدم والمنطق التجاري للعملية».. كما استغرب لعدم وجود مسيرين بعقلية وبكفاءة عالية في تسيير شؤون الأندية ضمن قالب متعارف عليه عالميا في البلدان المتقدمة في هذا المجال خاصة، على غرار اسبانيا، ألمانيا، فرنسا، انجلترا.
واكد المشاركون ان المشاكل التي تعيشها الاندية المحترفة راجعة الى هذا التسرع في «ركوب» (٣٢) فريقا ضمن «باخرة» الاحتراف التي تحتاج لوقت طويل لكي تجسد في الصورة التي نريدها، والتي تعطي دفعا مميزا لكرة القدم بالجزائر.. واول هذه الشروط هو توفر المحيط الاقتصادي الملائم في جعل هذه «الشركات الرياضية» تستفيد وتفيد المجالين الرياضي والتجاري.