أصبح وفاق سطيف أول فريق جزائري يتوّج بكأس رابطة الأبطال الإفريقية بالصيغة الجديدة، بعد تغلبه، أمس، على نادي «فيتا كلوب» الكونغولي في القائين النهائيين، حيث كان التعادل المسجل بملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة 1 – 1، كافيا «للكحلة وبيضاء» لرفع الكأس، كونه كان قد حقق التعادل 2 – 2 في كينشاسا الأسبوع الماضي.. وسيمثلنا في كأس العالم للأندية المقررة بالمغرب شهر ديسمبر الداخل.
وبرهن الوفاق مرة أخرى، أنه فريق الألقاب، بالنظر للتتويجات العديدة التي نالها محليا وعربيا وإفريقيا، كونه كان قد حاز على الكأس القارية للأندية عام 1988.. ليعود مرة أخرى إلى قمة الكرة القارية.
وكانت الفرحة عارمة وسط لاعبي ومسيري وأنصار الوفاق الذين انتظروا بصبر هذا التتويج أمام فريق عنيد جاء إلى الجزائر للعب كل حظوظه.. لكن الوفاق تمكن من الحفاظ على توازنه في الأوقات الصعبة وتسيير المباراة بذكاء كبير إلى غاية النهاية.
اللاعبون وفوا بوعدهم...
وكان لاعبو الوفاق عند وعدهم بإهداء الجزائر اللقب القاري في يوم تاريخي باحتفال الجزائر بالذكرى الـ60 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
فقد انطلق الوفاق بهجمات منظمة في الدقائق الاولى عن طريق بلعميري الذي عاد إلى التشكيلة الاساسية، إلى جانب يونس وهذا بمساعدة كل من مقاتلي وزيا وندو على الاجنحة. . الرغم من التنظيم الدفاعي المميّز للفريق المنافس الذي بدأ يخرج من تقوقعه منذ الدقيقة العاشرة التي عرفت تحولا كبيرا في مجرى اللقاء بحملات الكونغوليين الذين ضغطوا على منطقة الوفاق.. وكان الثنائي دمو وملولي دائما في اللقطات لكبحها بطريقة ذكية، أين تصدوا لكل من سانتامو وموبيلي.. فطبيعة المباراة بأنها نهائي إياب وعلى بعد دقائق من اللقب أثرت نوعا ما على تركيز اللاعبين أمام «فيتا كلوب» الذي لم يكن لديه ما يخسر بعدما ضيع الجولة الأولى في كينشاسا، أين لعب ممثلنا مباراة قوية، وكان قد تقدم مرتين في النتيجة..
الفريق بقي متماسكا في اللحظات الحرجة
لكن بالمقابل، فإن الوفاق بقي متماسكا، ولم يترك المبادرة للمنافس في منطقته، أين نشط كل من زرارة وبلعميري في إعادة الأمور إلى نصابها بحملات معاكسة كادت أن تثمر إحداها في الدقيقة 34 عن طريق زرارة.. كما أن الغابوني زي اوندو، منح الثقة لأشبال المدرب ماضوي بتدخلاته الشجاعة، وبكل راحة التي قدمت جرعة مناسبة للاعبين الذين عادوا إلى مستوى التمريرات المعروفة لدى الوفاق.
وقبل 5 دقائق من نهاية المرحلة الأولى، كاد الفريق الضيف أن يفتتح باب التسجيل عن طريق موبيلي، الذي كان وجها لوجه مع خذايرية وقذفته كانت خارج الاطار، الأمر الذي أغضب الحارس الجزائري خذايرية الذي عاتب المدافعين على عدم تمكنهم من إيقاف الهجمة الكونغولية.
فالسيطرة كانت كونغولية في أغلب الأحيان، خلال الشوط الأول، أين كان من الضروري إجراء بعض التغييرات التكتيكية من طرف الطاقم الفني للوفاق.
يونس.. تجربة وفعالية
والشئ الذي كان منتظرا حدث مباشرة بعد انطلاق المرحلة الثانية، أين بدا الوفاق السطايفي في لياقة أحسن، وتحول مباشرة إلى الهجوم، وقاد بلعميري حملة سريعة على الجهة اليمنى، قدم كرة ذكية ليونس الذي وقع الهدف الأول للوفاق في الدقيقة الـ49، الأمر الذي أدخل سعادة كبيرة لدى اللاعبين والجمهور السطايفي، الذي شجع لاعبيه للاقتراب أكثر من اللقب..
لكن، لم تمر دقائق كثيرة، حتى تمكن فريق «فيتا كلوب» من إحداث المفاجأة وتعديل النتيجة في الدقيقة 53، بقذفة قوية من طرف مابيدي باغثت بها الحارس خذايرية.. وبالتالي سجل اللاعب الكونغولي 3 أهداف في المقابلتين النهائيتين.. وعرفت المباراة مستوى أفضل بعد تسجيل الهدفين.
ومن أجل الحفاظ على النتيجة، قرر ماضوي إخراج المخضرم زياية، واستبداله باللاعب بن يطو ،لاعطاء كثافة اكثر لوسط الميدان.. خاصة أن زياية لم يظهر بالمستوى الذي عرفناه في المقابلات السابقة، ربما تأثر بالاصابة التي تلقاها في لقاء الذهاب بكينشاسا.
وعاد الوفاق إلى الهجوم في الدقيقة الـ70 بلقطة جماعية قادها كل من بن يطو وزرارة التي انتهت عند جحنيط الذي كاد أن يخادع الحارس الكونغولي بقذفة محكمة.
وتجمع لاعبو الوفاق بكثافة في الدفاع في الـ10 دقائق الأخيرة للرد على محاولات «فيتا كلوب» والانطلاق في هجومات معاكسة، وهذا من أجل الحفاظ على النتيجة أين كانت الدقائق تمر فعلا ببطء شديد لدى الوفاق والانصار الجزائريين، خاصة وأن الحكم احتسب 3 دقائق اضافية التي سيّرها كل من بن يتو ورايت وزرارة بذكاء كبير الذي جعلهم يرفعون أغلى كأس قارية للأندية بشرف كبير بالنظر للمسيرة البطولية التي حققوها في الوقت الذي لم يكن الكثير ينتظرهم إلى غاية التتويج باللقب.
ماضوي.. أصغر مدرب يفوز برابطة الأبطال
والفوز باللقب القاري الغالي للأندية، هو تأكيد لكفاءة المدرب المحلي خير الدين ماضوي، الذي أصبح أصغر مدرب في القارة السمراء يفوز بكأس رابطة الأبطال والذي تم منحه الثقة لتحضير فريق قوي وقام بعمل كبير بمجموعة من اللاعبين الشباب الذين فهموا الرسالة تحت عنوان العمل بشكل جماعي، وفي تصريح أولي مباشرة بعد نهاية مباراة، أمس، قال ماضوي: «المباراة كانت صعبة، ولا يمكننا أن نطلب أكثر من اللاعبين الذين أدوا مباراة كبيرة «.. والكل يعلم أن في النهائي ليس المهم أن يقدم الفريق آداء فنيا راقيا بقدر ما تهم النتيجة.
البطاقة الفنيــــــة
ملعب «تشاكر» بالبليدة، أرضية رائعة، جو معتدل، إنارة جيدة، جمهور قياسي، التحكيم للثلاثي: باب غاساما من غامبيا، مانكواندي من الكاميرورون، وديكوني جاوو من غامبيا، الحكم الرابع مودو جالو من غامبيا. المحافظ محمد حازمعزت الهواري من مصر، المراقب العام ماسادريارا من موريتانيا.
الإنذارات: زي أوندو (د62) من الوفاق / موبيلي (د48)، أومبا (د52)، مابيدي (د53)، كاسيريكا (د90+2) من فيتا كلوب.
الأهداف: يونس (د49) لـ الوفاق / مابيدي (د53) لـ»فيتا كلوب».
وفاق سطيف:
خذايرية، مقاتلي، زي أوندو، ملولي، دمو، لقرع، زرارة، جحنيط (رايت د83)، يونس، بلعميري وزياية (بن يطو د66).
المدرب: ماضوي
فيتا كلوب:.
فيتا كلوب: لوكونغ بونغامان، مابيلي باواكا، إيبونغا سيمبي، يونوس سانتامو (تيري كاسيريكا د90)، ليما مابيدي، مونغانغا أومبا، دايو إيسوفو، غاي باسيسيلا (ديوغراسياس كاندا د73)، لوفومبو نزينغا، موبيلي ندومبي (إيمانويل نغوديكاما د80) وموندو موفيغني.
المدرب: فلوران إيبينغي.
أصداء من ملعب مصطفى تشاكر :
حافلات بانتظارالانصار عند وصولهم لمحطة البليدة
بمجرد وصول القطارات التي كانت تقل أنصار وفاق سطيف، ومباشرة بعدة خروجهم من محطة البليدة وجدوا حافلات تنتظرهم لنقلهم لملعب مصطفى تشاكر، لكنها لم تسع لكل الأنصار ما اضطر بعضهم للتنقل مشيا على الأقدام باتجاه الملعب.
500 مناصر قضوا الليلة أمام الملعب
غالبية الانصار الذين لم يتمكنوا من اقتناء تذكرة الدخول للملعب التي بيعت بملعب 8 ماي بسطيف تنقلوا صبيحة الجمعة لشراء تذاكرهم من أكشاك ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وفضلوا المبيت بجوار الملعب لضمان أفضل الأماكن يوم المباراة.
الأبواب فتحت على الساعة ال11
بعد توافد الأنصار مبكرا للملعب وكثرتهم أمام الملعب، مطالبين بفتح أبواب ملعب مصطفى تشاكر، فضلت إدارة المركب الرضوخ لمطلبهم وفتح الأبواب على الساعة الحادية عشر أي ثلاث ساعات قبل الموعد المحدد، وتمت عملية إدخال الأنصار للملعب بسرعة حيث امتلئ عن آخره على منتصف النهار تماما.
لا أثر لتجار السوق السوداء بمحيط الملعب
ما لاحظناه أمس بمحاذاة الملعب الغياب التام لتجار السوق السوداء الذين لم يقتربوا من الملعب بسبب التنظيم الصارم من رجال الدرك الوطني والأمن الوطني، وتواجدوا بمدخل المدينة وتحديدا بحي خزرونة أين بلغت التذكرة 1500 دج.
المطربون والفنانون تدالوا على إحياء الحفل
تداول على تنشيط الحفل الفني عدة مطربين للأغنية الشبابية خاصة من أغنية الراي والأغنية السطايفية والشاوية ومختلف الطبوع الجزائرية حيث تجاوب معهم الجمهور الحاضر بقوة كما خصصت أناشيد وطنية، في نفس السياق نشط الحفل «مراد زيروني».
تنظيم محكم داخل وخارج الملعب
عكس المباراة السابقة بين المنتخب الوطني ونظيره المالاوي التي عرفت سوء التنظيم، كانت كل الامور مضبوطة سواء بخصوص الجمهور والصحافة او الضيوف، وأوكلت مهمة تنظيم المنصة الشرفية للإتحادية الجزائرية لكرة القدم.
نجوم 88 حضروا اللقاء
لم تنس إدارة الوفاق لاعبيها المتوجين بكأس افريقيا للاندية البطلة لسنة 88 ووجهت لهم الدعوات فمنهم من لبى الدعوة أبرزهم عجاس، واللاعب غريب الذين صنعا أفراح الفريق في سنوات الثمانينات، كما أن الإدارة وجهت الدعوة للمتوجين بكأس العرب وحضر كل من لموشية و دلهوم قائدا الوفاق في السنوات الأخيرة.
حوالي 50 مناصرا كونغوليا في المدرجات
عرف اللقاء الذي جمع بين وفاق سطيف وفيتا كلوب حضور حوالي 50 مناصرا كونغوليا في المدرجات، حيث خصصت لهم السفارة حافلات خاصة نقلتهم للملعب، وتجاوب معهم الجمهور السطايفي مباشرة بعد دخولهم إلى المدرجات.
وصول حافلة فيتا كلوب على 17:25
وصلت حافلة فيتا كلوب على الساعة 17:25 إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة ومن شدة ضغط الأنصار قرر الطاقم الفني لفيتا كلوب عدم السماح للاعبيه بالقيام بدورة شرفية، من جهة أخرى رافق اللاعبين وفد متكون من 15 شخصا من بينهم 3 صحفيين ومصورين.
تشكيلة الوفاق تقوم بدورة شرفية
خمس دقائق بعد دخول حافلة فيتا كلوب الملعب دخل لاعبوالوفاق إلى أرضية الميدان للقيام بدورة شرفية وتعالت أصوات الأنصار مطالبين بالتاج القاري الثاني في لحظة تاريخية أبهرت تشكيلة الوفاق ولن تمحى من أذهان عشاق «الكحلة والبيضاء».
أعضاء المكتب التنفيذي للكاف في المنصة الشرفية
عرفت المنصة الشرفية حضور أعضاء المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والذين تجاوز عددهم 15 عضوا، يوم واحد قبل اجتماع المكتب التنفيذي بالجزائر للفصل في قضية تنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2015 بالمغرب.
سلال وحياتو أبرز الشخصيات الحاضرة
وكانت أبرز الشخصيات الحاضرة في المنصة الشرفية لملعب مصطفى تشاكر في نهائي رابطة الأبطال الإفريقية ، الوزير الاول «عبد المالك سلال» و كذا رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «عيسى حياتو»، بالإضافة إلى وزير الرياضة «محمد تهمي» ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «محمد روراوة» .
جمعها : محمد فوزي بقاص
