تأهّل المنتخب الوطني للاعبين المحليين سهرة الجمعة إلى نهائيات البطولة الإفريقية للأمم “شان” 2025، للمرة الثانية على التوالي والثالثة في التاريخ منذ تأسيس المنافسة سنة 2009، التي من المقرر تنظيمها بكل من (كينيا، أوغندا، تنزانيا) في شهر أوت المقبل، بعدما تمكن “الخضر” من الإطاحة بمنتخب غامبيا بثلاثية نظيفة في لقاء الإياب، الذي احتضنه ملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة.
استمتع جمهور مدينة عنابة بالمواجهة القوية التي قدمها أشبال الناخب الوطني مجيد بوقرة، سهرة الجمعة بملعب 19 ماي 1956، بعدما تمكّنوا من ضمان تأشيرة العبور إلى نهائيات “الشان” المقبل بجدارة واستحقاق، إثر الفوز العريض الذي حققوه في لقاء الإياب بثلاثية نظيفة.
قام المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للاعبين المحليين، بأربعة تغييرات مقارنة بلقاء الذهاب الذي احتضنه ملعب الاستقلال بمدينة “باكاو”، حيث أقحم “الماجيك” كل من الظهير الأيسر لفريق شباب بلوزداد نوفل خاسف مكان مدافع اتحاد العاصمة إلياس شتي، فيما استبدل مدافع شباب بلوزداد حسين بن عيادة بزميله في الفريق بلال بوكرشاوي في وسط الميدان، بعدما أجرى تغييرا على خطة اللعب من (3 – 5 - 2) إلى (4 – 2 - 3 - 1)، كما اعتمد على الجناح الأيمن لفريق شبيبة القبائل لحلو أخريب مكان مهاجم شباب قسنطينة نور الدين بلحوسيني، وعبد الرحمن مزيان في مكان هداف بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم عادل بولبينة.
عجز رفقاء أيمن محيوص من بلوغ شباك المنافس خلال المرحلة الأولى من اللقاء، بعدما أغلق جميع المنافذ على لاعبي “الخضر”، الذين حاولوا فك شفرة دفاع منتخب غامبيا دون جدوى، بالرغم من الاستغلال الجيد للرواقين الأيمن والأيسر والتنويع في الهجمات، إلا أن خط الوسط كان ينقصه المشاركة في المد الهجومي، الأمر الذي جعل “الخضر” يظهرون بوجه متواضع.
أجرى الناخب الوطني مجيد بوقرة تغييرا قبل انطلاق المرحلة الثانية من المواجهة، بإقحام عادل بولبينة مكان بلال بوكرشاوي، وإعطاء أكثر حرية للمهاجم عبد الرحمن مزيان الذي تكفّل بصناعة اللّعب، أين حقّق محليّو “الخضر” دخولا موفقا خلال مجريات المرحلة الثانية من المواجهة، بعدما تمكن مزيان من تسجيل هدف السبق، مباشرة بعد العودة من غرف تغيير الملابس في (د 46)، حيث استغل تحصله على كرة داخل منطقة العمليات على الرواق الأيمن من الظهير الأيمن لمولودية الجزائر محمد رضا حلايمية، ليروض الكرة ويسدد باتجاه المرمى، في الوقت الذي كان ينتظر منه مدافعو منتخب غامبيا، التوزيع باتجاه زميله أيمن محيوص.
تسجيل الهدف المبكر في الشوط الثاني أعطى أكثر ثقة للاعبي المنتخب الوطني، لكنه بالمقابل كان سببا مباشرا في خروج المنتخب الغامبي من قوقعته، أين شرع في شن الهجمات واحدة تلو الأخرى، مشكلا خطورة كبيرة على مرمى حارس اتحاد العاصمة أسامة بن بوط، الذي صد العديد من الهجمات الخطيرة.
تكفل الثنائي (أكرم بوراس – عادل بولبينة) اللّذان أظهرا تفاهما كبيرا فوق أرضية الميدان، بعدما أقحم الناخب الوطني زكريا دراوي مكان لحلو أخريب، ومنح متوسط ميدان مولودية الجزائر بوراس تعليمات باللعب متقدما، وهو ما قلب الموازين وأعطى أكثر قوة لهجوم المنتخب الوطني للاعبين المحليين.
ضاعف رفقاء القائد محمد الأمين مداني نتيجة المباراة في الدقيقة الـ 70، بعدما قدم أكرم بوراس كرة في العمق في ظهر مدافعي منتخب غامبيا، لينطلق عادل بولبينة باتجاه المرمى، ويتمكن من فتح عداده التهديفي بألوان المنتخب الوطني للاعبين المحليين، ويضيف الهدف الثاني لـ “الخضر” في وقت حساس.
وفشل أكرم بوراس - دقيقتان بعد ذلك - في تسجيل الهدف الثالث، بعد استلامه الكرة من عبد الرحمن مزيان، يروض ويقوم بعملية التمويه بيسراه ليسدد كرة دائرية بقدمه اليمنى، لكن مدافع منتخب غامبيا ينقذ شباكه من تلقي هدف الثالث من على خط المرمى، وضيع أيمن محيوص فرصة كبيرة أمام المرمى، هو الذي لم يبرز كثيرا خلال مواجهة الإياب أمام منتخب غامبيا، أين تلقى كرة على طبق من مزيان بعد عمل منسق بين لاعبي “الخضر”، ليغادر على إثرها أرضية الميدان تاركا مكانه لمهاجم شبيبة القبائل رضوان بركان، فيما أقحم بوقرة الظهير الأيمن عبد النور بلحوسيني مكان عبد الرحمن مزيان الذي بذل الكثير من المجهودات.
تألّق بوراس في المواجهة بعد عدة محاولات كاد يسجل على إثرها، قدم تمريرة ذكية أخرى باتجاه بولبينة الذي لم يجد اية صعوبة في الوصول الى شباك المنافس في (د 90)، مسجّلا الهدف الثالث للمنتخب الجزائري للاعبين المحليين والثاني له في اللقاء، الذي ضمن به العبور إلى نهائيات البطولة الإفريقية للأمم “شان” 2024.
حقّق الناخب الوطني مجيد بوقرة أول أهدافه على رأس المنتخب الوطني للاعبين المحليين، بضمان مشاركة في العرس القاري للمرة الثانية على التوالي تحت قيادته، هو الذي سيشرع في تحضير نواة المنتخب الوطني للاعبين المحليين الذي سيتنقل معه إلى نهائيات “الشان” مباشرة بعد نهاية الموسم الكروي الجاري.
بوقرة: سعيـد لمـن سيبرزون إمكاناتهم في نهائيات الـ “شان”
عبّر المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للاعبين المحليين مجيد بوقرة، عن سعادته الكبيرة بتحقيق الفوز أمام منتخب غامبيا بثلاثية نظيفة، وضمان التأهل للبطولة الإفريقية المقبلة عن جدارة واستحقاق، موضّحا بأنّ اللاعب المحلي سيتمكن مرة أخرى من إظهار إمكانياته في منافسة قارية جديدة، قد تفتح له باب التألق للاحتراف وطرق أبواب المنتخب الوطني الأول. أكّد مجيد بوقرة عقب نهاية المواجهة ضد المنتخب الغامبي قائلا: “المباراة كانت صعبة للغاية وكنا نعي ذلك جيدا، حضّرنا للمواجهة بجدية وكنا ندري بأن المنافس سيلعب بحذر وهو ما حدث”.
وأضاف: “خلال المرحلة الأولى لم نتمكّن من فرض منطقنا والتسجيل، بالرغم من استحواذنا على الكرة”. وتابع: “خلال المرحلة الثانية عرفنا كيف نجد الحلول، بإقامة بعض التغييرات في المناصب وعلى طريقة اللعب، وهو ما سمح لنا بتسجيل ثلاثية كاملة، وإهدار على الأقل ثلاثة فرص سانحة”. واستطرد: “أشكر اللاعبين كثيرا الذين بذلوا مجهودات كبيرة في اللقاءين، ولا أفوّت الفرصة لأوجّه التحية للجمهور العنابي”.
تحدّث الناخب الوطني، مجيد بوقرة، عن أهمية المواجهة أمام منتخب غامبيا، قائلا: “مواجهة من هذا النوع مهمة للغاية، وهي محطة تحضيرية مهمة لنهائيات “الشان” وكذا كأس العرب التي تلعب نهاية السنة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، كان حاضرا بالمنصة الشرفية لملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة، لمعاينة لاعبي المنتخب الوطني للاعبين المحليين، وهو ما يؤكّد بأنه يعير اهتمام كبير لكل اللاعبين الجزائريين داخل وخارج الوطن.