أكّد رئيس الاتحاد الدولي للرّياضات المائية، حسين علي المسلم، في حوار خاص لـ “الشّعب”، أنه سعيد بتواجده في الجزائر للمشاركة في أشغال الجمعية العامة لجمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية. كما أوضح أنه تم إبرام اتفاقيات لتطوير البنية التحتية في القارة من خلال بناء عدة مسابح بمعايير عالمية. وأشاد بالمستوى الذي بلغته الجزائر في رياضة السباحة، مؤكّدًا أنّ الاتحاد الدولي سيعمل مع نظيره الجزائري على تبادل الخبرات في المستقبل.
“الشعب”: ما هي أهم النقاط التي تناولتموها خلال اجتماعاتكم مع الـ “أكنوا” في الجزائر؟
حسين علي المسلم (رئيس الاتحاد الدولي للرّياضات المائية) : أكّدنا خلال زيارتنا للجزائر، التي جاءت بمناسبة حضور أشغال الجمعية العامة لجمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، التزام الاتحاد الدولي للرياضات المائية بتطوير هذه الرياضات في القارة الإفريقية. تعتمد استراتيجيتنا على بناء المنشآت، وتكوين المدرّبين، وتوفير برامج تدريبية وتعليمية للرياضيّين، بهدف ضمان مستقبل مشرق للرياضات المائية في إفريقيا. كما تم توقيع اتفاقيات تعاون مع “أكنوا” لدعم البلدان التي تمتلك مواهب رياضية واعدة لكنها تفتقر إلى البنية التحتية الملائمة.
كيف تقيّمون التعاون مع الحركة الرياضية الإفريقية، خاصة مع الاتحاد الجزائري للسباحة؟
أنا سعيد جدًا بوجودي في الجزائر، خاصة في هذا الشهر الفضيل، حيث عشت أجواء رمضانية رائعة مع إخواني الجزائريّين. من الناحية العملية، أعتبر هذه الزيارة ذات أهمية خاصة، إذ جمعتني بممثلين عن الحركة الرياضية والأولمبية الإفريقية خلال الجمعية العامة المنعقدة في الجزائر. كما تم خلالها توقيع اتفاقية تهدف إلى النهوض بالألعاب المائية في إفريقيا، ليس فقط عبر إنشاء المسابح، بل أيضًا من خلال تكوين المدرّبين، وتطوير “الكوادر” الفنية، وإرسال الرياضيّين في بعثات تدريبية وتعليمية بالخارج.
هل هناك برامج لدعم الرياضيّين الأفارقة في إطار التحضير لمستويات عالية؟
بالطبع، هناك برنامج لدعم 42 رياضيًّا إفريقيًّا يتابعون تدريباتهم في دول مثل فرنسا، المجر، تايلاندا، الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا. الهدف من هذا البرنامج لا يقتصر فقط على تحسين مستواهم الرياضي، بل يشمل أيضًا تمكينهم من متابعة تعليمهم الأكاديمي لضمان مستقبل مهني بعد انتهاء مسيرتهم الرياضية. نحن في الاتحاد الدولي للرياضات المائية نهتم بمستقبل الرياضي حتى بعد اعتزاله المنافسة، ونسعى إلى تأهيله ليكون عنصرًا فاعلًا في مجتمعه. التعليم يعد ركيزة أساسية في برامجنا، ونعمل على ضمان مسار مهني واضح للرياضيّين بعد انتهاء مشوارهم التنافسي. وأنا مرتاح جدًّا للعمل الذي تقوم به الجزائر، حيث وقفت بنفسي على بعض التفاصيل، وأرى أنّ الجزائر تمتلك هياكل رياضية جيّدة، ممّا يتيح لنا فرصًا كبيرة لتبادل الخبرات والتعاون المباشر.
ما هي أبرز التحدّيات التي تواجه الاتحاد الدولي للرّياضات المائية في القارة الإفريقية؟
هناك تحديات كبيرة وعمل ميداني حقيقي، وليس مجرّد خطط على الورق. أكبر عقبة تواجه الرياضات المائية في إفريقيا هي ضعف البنية التحتية وقلة المسابح المؤهلة لاستضافة المنافسات الدولية. لهذا، يعمل الاتحاد الدولي للرياضات المائية بالتعاون مع الحكومات والاتحادات الوطنية لتجاوز هذه الصعوبات، لأنّ القارة الإفريقية تزخر بمواهب رياضية قادرة على تحقيق الإنجازات، لكنها بحاجة إلى إمكانات مناسبة. أنا واثق من أنه إذا نجحنا في تحسين البنية التحتية، وتأهيل المدرّبين، وتوفير بيئة تدريب احترافية للرياضيّين، فسنشهد في المستقبل القريب أبطالًا أفارقة قادرين على المنافسة في الأولمبياد والفوز بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.