تعقد غدا الاتحادية الجزائرية لكرة اليد جمعيتها العامة العادية بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف، والتي ستكون فرصة لأعضاء الجمعية العامة من أجل مناقشة الوضعية الحالية لهذه الرياضة..وإعطاء مقترحات وحلول فعلية لإعادة الأمور إلى الطريق الصحيح، بعد مرحلة الفراغ الكبيرة التي مرت بها لفترة طويلة أدّت إلى تراجع المستوى على كلّ الأصعدة.
كما ستكون الجمعية العامة العادية فرصة للتطرّق إلى كلّ المحاور التي كانت في السنة الرياضية الماضية 2023 / 2024، من خلال عرض التقريرين المالي والأدبي، وفي نفس الوقت سيتمّ عرض الحصيلة الكاملة للعهدة الأولمبية الماضية 2021/ 2024، وكلّ المنافسات والنتائج بالأرقام بعرض مفصّل أمام أسرة الكرة الصغيرة التي ستكون حاضرة لمناقشتها.
الشروع في التحضير للموعد الهام
يأتي الموعد بعدما تمّ تعيين عبد القادر قاضي رئيسا للاتحادية بالنيابة من أجل تحضير الجمعية العامة العادية والإشراف على سير الأمور إلى غاية الجمعية العامة الانتخابية التي ستكون بتاريخ 6 مارس 2025، حيث كان ذلك خلال الاجتماع الاستثنائي الذي جرى يوم 10 فيفري الجاري، والذي كان مباشرة بعد قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القاضي بضرورة التكفل بكرة اليد، والعمل على إعادة ترتيب البيت لإعادة هذه الرياضة إلى سابق عهدها لاستعادة بريقها. بالتالي فإنّه منذ اجتماع 10 فيفري 2025 كان العمل كلّه منصبّا على وضع حصيلة نهائية للعهدة الماضية بالأرقام، وتحديد كلّ النقاط السلبية التي كانت سببا في التراجع الكبير للمستوى سواء في البطولة الوطنية، أو للمنتخبات الوطنية، بما فيها المنتخب الوطني الأول رجال، الذي ظهر بمستوى متواضع في بطولة العالم بكلّ من النرويج والدنمارك وكرواتيا في جانفي 2025، لأنّه تنقل إلى الموعد العالمي من دون تحضير جيّد. كان ذلك رغم وجود مجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بفرديات عالية وينشطون في أقوى النوادي الأوروبية، على غرار كلّ من عبدي الذي كان صاحب أفضل هدف في الحدث العالمي، غضبان الذي كان من أفضل حراس المرمى، إلا أنّ كرة اليد رياضة جماعية تستوجب لعب مباريات ودية ضدّ منافسين أقوياء لكي يكون التنسيق واللعب الجماعي وروح المجموعة التي تعد أهم نقطة، خاصة بعد تحقيق المركز الثاني في البطولة الأفريقية، بعد غياب عن النهائي دام 10 سنوات كاملة، حيث عاد “الخضر” إلى منصة التتويج التي غابوا عنها منذ سنة 2020 بتونس، وحقّقوا المركز 22 في بطولة العالم التي جرت بمصر سنة 2021، إضافة إلى أنّه ثالث أفضل منتخب من ناحية التتويجات على الصعيد القاري بـ7 ألقاب آخرها كان سنة 2014.
تراجع المستوى بالنسبة للمنتخب الوطني كان بمثابة تحصيل حاصل وفقط بعد الوضعية التي آلت إليها كرة اليد. وحاليا يجب أن يكون الأشخاص المناسبون من أجل الشروع في إعادة ترتيب البيت للانطلاق نحو مستقبل أفضل لاستعادة بريق ومكانة الكرة الصغيرة الجزائرية على كلّ الأصعدة، ولهذا فإنّ الجمعية العامة العادية، غدا، ستكون في غاية الأهمية لأنّها ستضع أسس التحضير للمستقبل.
تحدّيات كبيرة تنتظر الرئيس الجديد
تحدّيات كبيرة تنتظر عائلة كرة اليد من أجل الخروج بها إلى برّ الأمان والعودة للمستوى العالي، ولهذا يجب أن يكون عمل مشترك مع كلّ الفاعلين، الأسماء التي تستطيع تقديم الإضافة اللازمة بداية من إعادة الاستقرار بتشكيل اللجان التي ستشرف على تحضير الجمعية العامة الانتخابية على غرار لجنة دراسة الملفات، لجنة الطعون ولجنة الانتخابات، مع وضع كلّ الترتيبات اللازمة من طرف المكتب المسير بقيادة عبد القادر قاضي لإنجاح الحدث الذي يعتبر منعرج الكرة الصغيرة الجزائرية لأنّ الأعضاء سيكونون أمام مسؤولية اختيار الشخص الكفء الذي بإمكانه تحقيق الأهداف المنتظرة.
من جهة أخرى، فإنّ الأمور لن تتوقف عند انتخاب رئيس جديد للاتحادية مع أعضاء مكتبه بل ستكون هناك خطوة أخرى لا تقلّ أهمية، تتمثل في تعيين مدير تقني وطني، ومدير فني وطني للمنتخبات، وتعيين طواقم التدريب لكلّ المنتخبات، ووضع استراتيجية عمل على المدى القصير للشروع في التحضير بالنسبة للنخبة الوطنية حتى لا يكون تأخر، مع تحديد رزنامة التدريبات في المستوى العالي، إضافة إلى إعادة النظر في صيغة البطولة الوطنية، لأنّها هي خزّان الفرق الوطنية، كما أنّه هناك مواعيد دولية مهمّة أبرزها البطولة الأفريقية رجال أكابر مطلع 2026، كما أنّه من الضروري التركيز على التكوين وتوفير المحيط المناسب للفئات الشابة لأنّها مستقبل كرة اليد، الاعتماد على الخبرات الوطنية الموجودة.