توقّعت الـتتويــج بالميدالية الذهبيـة.. وكانـت تجربة مليئة بالتحدّيـات

حققّت البطلة ريان سكور اللّقب العالمي “سيري أ« في رياضة الكاراتي دو في وزن أقل من 50 كلغ، خلال البطولة العالمية التي جرت الأسبوع الفارط بالعاصمة القبصرية نيقوسيا، في انجاز غير مسبوق كأوّل طالبة جزائرية، تدرس حاليا بكلية الطب ببن عكنون، سكور ابنة مدينة بسكرة المضيافة فتحت قلبها لـ “الشعب” وحدثتنا عن مشوارها وإنجازاتها الرياضية.

-  «الشعب”: بداية نبارك لك هذا الإنجاز العالمي.. كيف كان شعورك عند التتويج بالميدالية الذهبية؟
 الحمد لله، كنت أتوقع التتويج بهذه الميدالية، لكن يبقى هناك دائما ذلك الشعور بالقلق والتوتر، خاصة عندما تكون في منافسة على مستوى عال، في هذه البطولة، واجهنا نخبة من أفضل الرياضيين في العالم، والمنافسة كانت كبيرة جدا، ولكن بالإصرار والتدريب الجيد، تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز الذي أفتخر به كثيرًا.
-  كيف تقيمين مستوى هذه البطولة مقارنة بالبطولات الأخرى التي شاركتِ فيها؟
 هذه البطولة كانت من أصعب البطولات التي شاركت فيها، لأنها تنتمي إلى سلسلة كاراتي “سيري آ«، التي تعتبر من أقوى البطولات الدولية، جميع الرياضيين المشاركين كانوا من نخبة الكاراتي عالميا، والمنازلات كانت متقاربة جدا، مما جعلها تجربة غنية بالخبرات والتحديات، التنافس كان شديدا، وكان علينا تقديم أفضل أداء في كل مواجهة.
- حدّثينا عن أصعب منازلة لك خلال البطولة؟
 النهائي كان أمام بطلة أوكرانيا، كانت منازلة صعبة جدا، لأن أي خطأ بسيط كان سيكلفني اللقب، تطلب الأمر تركيزا عاليا وصبرا كبيرا، خاصة أنني كنت أواجه منافسة قوّية ذات خبرة طويلة وكذلك، في نصف النهائي، واجهت المصنفة الفرنسية، وكانت مباراة قوية بدنيا وذهنيا، كان علي، أن أكون حذرة للغاية وأن أستغل كل فرصة متاحة لتحقيق الفوز.
- كيف كانت استعداداتك لهذه البطولة ؟
 التحضير كان مكثفا جدا، حيث خضت تربصات تدريبية مكثفة، شملت الجوانب البدنية والتقنية والنفسية، عملت على تطوير أسلوبي وزيادة سرعة رد الفعل والتركيز تحت الضغط، كما أنني اعتمدت على نظام غذائي متوازن وبرنامج استشفاء للحفاظ على لياقتي البدنية بالإضافة إلى ذلك، كنت أشاهد مباريات المنافسين لتحليل أساليبهم والاستعداد لكل مواجهة بطريقة استراتيجية.
-  هل تلقيت دعما من الاتحادية الجزائرية للكاراتي لتحضير هذه البطولة؟
لم تكن هناك مرافقة مباشرة من الاتحادية.. لكنني كنت على اتصال دائم بفريقي والمدربين الذين قدموا لي الدعم والتوجيه عن بعد..كما تلقيت دعما معنويا كبيرا من زملائي وعائلتي، وهو ما منحني دفعة إضافية لتحقيق هذا الإنجاز.
-  وكيف كانت بدايتك في رياضة الكاراتي؟
 بدأت ممارسة الكاراتي منذ صغري، حيث كنت دائما شغوفة بالرياضات القتالية، انضممت إلى ناد ببسكرة، وبدأت في تطوير مهاراتي تدريجيا، كنت أشارك في البطولات الوطنية وأحقق نتائج مشجعة، مما دفعني إلى الاستمرار والتطور أكثر ومع مرور الوقت، تألقت في البطولات الإقليمية ثم الدولية، وكان حلمي دائما أن أرفع راية بلدي عاليا في أكبر المنافسات العالمية.
- ما هي التحدّيات التي واجهتك في مسيرتك الرياضية؟
 التحديات كانت عديدة، من بينها قلة الإمكانيات في بعض الأحيان، وعدم توفر الدعم اللازم.. بالإضافة إلى ذلك، كان عليّ التوفيق بين التدريبات والدراسة، خاصة في بداياتي، لكن بفضل إصراري وعزيمتي، استطعت تجاوز هذه الصعوبات والوصول إلى هذا المستوى.
- ما هي أهدافك المستقبلية بعد هذا الإنجاز؟
 أطمح إلى تحقيق المزيد من الميداليات في البطولات القادمة، وأهم أهدافي حاليا هو التتويج في بطولة العالم وكذلك بطولة البريمير ليغ، كما أنني أضع نصب عيني بطولة إفريقيا القادمة في القاهرة، وأسعى لتحقيق إنجاز جديد هناك إن شاء الله، بالإضافة إلى ذلك، أسعى إلى تحسين تصنيفي العالمي والاستمرار في تمثيل الجزائر بأفضل صورة.
- هل لديك رسالة توجّهينها للشباب والرياضيين الطموحين؟
نعم، أقول لكل شاب وشابة لديهم حلم في الرياضة أو أي مجال آخر: لا تستسلموا أبدا، النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه ثمرة العمل الجاد والمثابرة مهما كانت العقبات، ثقوا بأنفسكم واستمروا في السعي لتحقيق أحلامكم لا يوجد مستحيل في الرياضة.