أبقى شباب بلوزداد على حظوظه قائمة في التأهل إلى ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، عقب فوزه المستحق سهرة أول أمس على الأهلي المصري بملعب 5 جويلية الأولمبي، في إطار مباريات الجولة الرابعة لدور المجموعات، وهو الإنتصار الذي سمح للشباب برد الاعتبار لنفسه عقب الخسارة الكبيرة أمام نفس الفريق في الجولة الماضية.
نجح أشبال المدرب عمراني في الحفاظ على حظوظهم للتأهل إلى ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، وذلك عقب الإنتصار المهم والمستحق على حساب حامل اللقب الأهلي المصري، بهدف وحيد من تسجيل نوفل خاسف، وهو الإنتصار الذي سمح للفريق برفع رصيده إلى ست نقاط.
لاعبو شباب بلوزداد كانوا في الموعد، وقدّموا مباراة كبيرة، وهو الأمر الذي عكس رغبتهم في الفوز من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول هو الحفاظ على حظوظهم كاملة للتأهل إلى ربع النهائي، والثاني هو رد الإعتبار لهم بعد الخسارة الكبيرة في الجولة الماضية.
تعرّض لاعبو الشباب لانتقادات كبيرة رفقة الجهاز الفني عقب الخسارة الكبيرة في الجولة الماضية، وهو الأمر الذي جعلهم يدخلون المباراة وهم يضعون في ذهنهم هدفا واحدا، وهو الفوز لا غير، خاصة أنهم كانوا يدركون أنهم سيواجهون كمّا كبيرا من الإنتقادات في حال التعادل أو الخسارة.
فرض الفريق منطقه على المنافس وكان الأكثر جرأة، بينما اكتفى الأهلي بالدفاع فقط، والإعتماد على الهجمات المعاكسة، وهو ما يؤكد أن الشباب فرض شخصيته منذ بداية المباراة رغبة منه في تحقيق الانتصار، وهذا من خلال تسجيل هدف السبق، الذي كان سيحرر الأنصار واللاعبين.
من الناحية الفنية تدارك المدرب عبد القادر عمراني الأخطاء التي ارتكبها خلال المواجهة الماضية، وهذا من خلال إختيار التوليفة الفنية المناسبة، من خلال تغيير مراكز بعض اللاعبين من جهة، وتكليفهم بمهام فنية أخرى تساعد الفريق على تحقيق الهدف المنشود وهو الانتصار.
كان من الضروري تفادي تلقي أي هدف، لأن هذا الأمر كان سيخلط أوراق الفريق، وهنا وجب التأكيد على الدور الكبير الذي لعبه الدفاع في التقليل من خطورة هداف الأهلي وسام أبو علي، الذي لم يشكل خطورة كبيرة، ونفس الأمر على لاعبي الأطراف، في صورة حسن الشحات.
وسط الميدان هو الآخر سيطر على المباراة، ونجح في فرض منطقه من البداية، حيث وجد وسط ميدان المنافس صعوبة كبيرة في الخروج بالكرة، من أجل تمويل الهجوم بالتمريرات المفتاحية، وهو الأمر الذي ساعد كثيرا دفاع الشباب، في الدفاع عن مرماه، حيث لم يتلق الحارس زغبة كرات خطيرة كثيرة.
هجوم الشباب نجح في صنع العديد من الفرص، إلا أن النقطة السوداء كانت الغياب التام للمهاجم محيوص، الذي كان ظلا لنفسه خلال المباراة، ولم يقدم الإضافة المرجوة منه من خلال البقاء داخل منطقة الجزاء وسط لاعبي محور الأهلي، وهو ما سهل من مهمتهما في مراقبته.
كان يتوجب على محيوص التحرك بدون كرة، وهو الأمر الذي قام به سليماني، الذي نجح في تقديم الإضافة اللازمة منه، عقب دخوله في الشوط الثاني، والتأكيد أنه لاعب محترف بأتم معنى الكلمة، وكل ما قيل عن رغبته في الرحيل كان مجرد إشاعات لا صحة لها.
عمراني: اللاّعبون قدّموا مباراة كبـيرة ونستحق الفوز
أبدى مدرب شباب بلوزداد عبد القادر عمراني سعادته خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت المباراة عقب الفوز على الأهلي المصري حيث قال: “اليوم المباراة كانت مباراة رجال، واللاعبون أدوا ما عليهم، ونجحوا في التأكيد على أنهم قادرون على صنع الكثير من الأشياء الجميلة، والأكيد أن اليوم لم يكن لدينا خيار، وهو ما جعلنا ندخل المواجهة بقوة من البداية، حيث كان بالإمكان التسجيل في الشوط الأول، لولا التسرع من جهة، وسوء الحظ من جهة أخرى، لكن خلال الشوط الثاني واصلنا على نفس المنوال، واللاعبون الذين دخلوا صنعوا الفارق، ونجحنا في التسجيل، والظفر بالنقاط الثلاث التي ستساعدنا كثيرا، على دخول المباراة المقبلة براحة نفسية أكبر”.
عمراني اعترف أن الفريق عانى من ضغوطات كبيرة، حيث قال: “لقد كان أسبوعا أسودا مرّ علينا وعلى اللاعبين بعد الخسارة في مصر، وكانت المباراة أمام اولمبيك أقبو في الطريق قبل مواجهة الأهلي، وكان يتوجب علينا الفوز بها، ورغم تحقيق ذلك إلا أننا بقينا منهارين نفسيا بعد الإنتقادات الكبيرة، والتجريح الذي عانى منه الجهاز الفني واللاعبين من طرف البعض، ولكن اليوم الأمور سارت على أحسن ما يرام، والفريق نجح في التأكيد على أحقيته بالتواجد في الأدوار المقبلة، شريطة الظهور بمستوى جيد في بقية المشوار”.
من الناحية الفنية تحدث عمراني على العديد من الأمور التي ساهمت في ترجيح كفة الفريق حيث قال: “لقد درسنا طريقة لعب المنافس جيدا، وقللنا من خطورة بعض اللاعبين، في صورة المدافع ربيعة الذي يحسن الخروج بالكرة، وهذا من خلال الضغط عليه طيلة المباراة، ونفس الأمر على لاعبي الأطراف، وكان علينا اللعب بسرعة، وهو الأمر الذي طلبت من اللاعبين القيام به، صحيح أن الهدف تأخر كثيرا، إلا أننا حاولنا لأكثر من مرة وصبرنا طيلة المباراة لغاية التسجيل”.